شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
التاريخ والحقيقة
ـ وما قرأناه من التاريخ وعن قتل أبي مسلم الخراساني، فقد ذكروا أن المنصور أبا جعفر قد تخلص من عمه عبد الله بن علي بجيش قاده أبو مسلم، فتخلص المنصور من مناقشة عمه، مع أن هذا العم كان قائداً عظيماً هو الذي أجهز على بني مروان، فأعطى لابن أخيه السفاح وبعده المنصور النصر على بني أمية. وقالوا إن المنصور قد طلب من أبي مسلم الحضور فأخذ يحاسبه ويهدده، فإذا أبو مسلم يمن بما صنع لبني العباس، فقال: لقد فعلت لكم وفعلت لكم، فأجابه المنصور ((لو أن جارية مكانك لفعلت مثلما فعلت)) قالها يوم أمسك بالسلطان، وما كان يستطيع أن يقولها يوم كانوا تحت ضغط بني أمية وبلا نصير. وقال أبو مسلم: ((أبقني لأعدائك)) فقال المنصور: ((لم يبق لي عدو غيرك)) وأشار إلى السياف يقطع رأس أبي مسلم، يلقي على الخراسانيين فروعهم وتوطد السلطان المنصور. كل ذلك قالوه، ولكن القول الصحيح لم أقرأه في كتاب تاريخ فيما قرأت، ولكن خبراً لترجمة مالك بن أنس حين عدوا جعفر الصادق بن محمد الباقر أحد شيوخ مالك، فإذا الخبر يقول: ((إن أبا مسلم الخراساني قد كتب إلى جعفر بن محمد يراوده أن يبايعه بالخلافة، رفض جعفر هذه الرغبة)).. فلعلّ المنصور قد علم بذلك. فأجهز على أبي مسلم.
هذه الحقيقة تعطي المنصور الحافز على أن يقتل من يستطيع نقل الخلافة عنه، فالمنصور يعرف أن الخراسانيين لم يثوروا على بني أمية إلا ليبايعوا الرضى من آل محمد. يعنون محمداً رسول الله صلى الله عليه وسلم. أبهموا هذا الرضا ولم يعلنوا اسمه خشية عليه وطمعاً في حسن الاختيار، فإذا عبد الله بن علي بن عبد الله العباس قد أمسك بالأمر فبايعوا السفاح ثم المنصور. من هنا أسرف بنو العباس في محاربة العلويين، فكان القتلى من العلويين بيد العباسيين أبناء العم أكثر من الذين قتلهم بنو أمية.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1104  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 255 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

البهاء زهير

[شاعر حجازي: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج