شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
السيرة الذاتية
ولدت بالطائف في شهر جمادى الأولى 1332هـ الموافق 1912م كنّا في أملاكنا ومزارعنا بها.
والدتي مكية منحدرة من أب (سندي) هندية الأصل وأمها كانت مصرية ومن هذا الخليط جئت إلي هذه الدنيا.
وقد توفيت والدتي عقب ولادتها لشقيقتي وأنا لمَّا أبلغ الثانية من العمر ولذلك فأنا لا أعرف لا لون ولا شكل والدتي يرحمها الله، وربتني جدَّة والدتي. وكانت عمياء بلغت المائة سنة من العمر يساعدها بعض الإماء.
والدي اسمه عبد الله سراج بن عبد الرحمن سراج بن عبد الله سراج وكلهم شغلوا إفتاء مكة المكرمة على المذهب الحنفي لأنه مذهب الدولة العثمانية الحاكمة، وقد شغل والدي منصب الإفتاء بالإضافة إلى عمله كنائب لرئيس الوكلاء (أي نائب رئيس وزراء) وبعده أصبح رئيساً للوزراء.
ولما كنت من بيت علم فمن الصغر كانوا يحفظونا بعض سور القرآن الكريم. وأدخلت المدرسة الحكومية واسمها الراقية وكانت أصلاً قلعة بناها العثمانيون لجدودهم. ومن الراقية انتقلت إلى مدرسة الفلاح وكانت في حارة القشاشية بمكة وكانت من جملة المدارس التي أسسها المرحوم زينل علي رضا في جده ومكة المكرمة. وبيت زينل من العائلات العريقة وكان وما يزال الفضل لهم على أهالي الحجاز في جميع النواحي العلمية والصحية والاقتصادية وما يزال أحفادهم يمتعون بهذه المكانة المرموقة حتى الآن.
وبسبب انحطاط الخلافة العثمانية أو السلطنة كما يسمونها وبالرجل المريض عند انحطاطها، دعا الملك فؤاد ملك مصر إلى مؤتمر في القاهرة يضم علماء المسلمين من جميع البلدان العربية، وكان والدي في جملة من دعوا إلى هذا المؤتمر وأثناء انعقاده سلَّم الملك علي بن الحسين الذي أصبح ملكاً بعد تنازل والده عن العرش إلى المغفور له جلالة الملك عبد العزيز بن سعود، وأصبح الحجاز جزءً من المملكة العربية السعودية بعد توحيد نجد والحجاز وهكذا وبالطبع فشل مؤتمر القاهرة وأصبح من غير المستطاع لوالدي العودة لبلاده، وعرض الملك فؤاد - يرحمه الله - على والدي مركزاً دينياً في مصر وكذلك بعض الكرام منهم فاعتذر والدي شاكراً لأنه كان تلقي دعوة من أمير شرق الأردن مع الجنسية الأردنية، وهكذا ذهبنا للأردن وفي مدارسها حصلت على الشهادة الابتدائية والإعدادية، ومن ثم أرسلني والدي إلى مدارس خارج الأردن فكانت (الكلية الوطنية) التي يسميها اللبنانيون (كلية معلم الياس) في عاليه بلبنان، وقد استفدت كثيراً فيها من أديب لبنان الكبير المعلم فيها الأستاذ مارون عبود (أبو محمد) كما يسمونه ولو أنه ماروني، وقد نميَّ أبو محمد فيّ حُبِّ العلوم العربية وآدابها وعلمني بداية الشعر والنظم والنثر وبعد تخرجي فيها انتسبت للجامعة الأمريكية في بيروت لدراسة الطب بها؛ ولكني عدلت عن ذلك أثر إصابة والدي بالشلل وزوجه (خالتي) بالخناق الصدري فاضطررت لتغيير دراستي إلى الاختصاص في العلوم العربية وآدابها؛ وصرت شاعراً لجمعية العروة الوثقى بها وبعد تخرجي في الجامعة ونيل البكالوريوس تقدمت بطلب لإدارة الجامعة ملتمساً تعييني مدرساً بها ولاستكمال دراستي للموسيقى العربية والعمل على اكتشاف المائة صوت التي بني عليها كتاب الأغاني لأبي الفرج الأصفهاني، وقد وعدتني الجامعة بمنحى درجة الدكتوراه إذا استطعت اكتشاف هذه الأصوات وفعلاً أوشكت اكتشاف أحد هذه الأصوات ولم يتم موضوع التدريس وعدت للأردن وتقلبت في عدة إدارات بعضها خارج منطقة عمان وبعضها في شمالي الأردن وبعضها في أقصاه وأنعم عليَّ بلقب (باشا) ووسام من الدرجة الأولى ووسام عسكري عالٍ لا يعطي إلا لكبار القادة.
وعندما أصبحت الأردن باسم الملكة الأردنية الهاشمية وتشكلت وزارة الخارجية فيها عينت مديراً للمراسم فيها ثم وكيلاً لها. وعندما فكر الأردن في فتح سفارة له بمصر لأنه لم يكن من قبل له بها عينت رئيساً للديوان الملكي وقائماً بعمل السفارة وبصفتي كسفير قدمت أوراق اعتمادي للملك فاروق وجرت لي المراسم التي تعمل للسفير عادة، وحدثت ثورة مصدق وهرب شاه إيران في طهران وأشيع أن الجيش الأردني بقيادة قائده البريطاني كلوب باشا سوف يشترك في إخماد ثورة مصدق، وتجاه ضغط الصحافة المصرية عقدت مؤتمراً وصرحت بأن الجيش الأردني لن يشترك ضد أي دولة إسلامية في سبيل تأييد غاصب أو مستعمر وقصدت بالطبع الإنكليز. وقد غضب الإنكليز مع المغرضين والمفسدين ضد هذا المؤتمر فأغروا ملك الأردن على نقلي إلى أي مكان في الأردن وفيما كنت استعد للعودة فوجئت باغتيال ملك الأردن فحضرت الجنازة، ولكن مَنْ خَلَفَ ملك الأردن أقر نقلي لعمان وإحالتي على التقاعد وأنا في سن الأربعين وخدماتي لم تصل الستة عشر عاماً وعلمت مع الأسف أنه خصص لي تقاعد لا يتجاوز الثلاثمائة جنيه مصري شهرياً فلم أطالب ولم استلمه وانصرفت لتدبير معيشتي وزوجتي وأولادي الستة، وفي يوم لا أنساه بل أترحم على من جاءني بخبره إلا وهو معالي الشيخ محمد سرور الصبّان وأنني عينت مديراً عاماً لمؤسسة دينية تؤيدها الحكومة السعودية اسمها رابطة العالم الإسلامي فقبلت وقمت بعدها بزيارة بعض المدن الإسلامية في قارة آسيا وأوروبا باستثناء روسيا الشيوعية وزرت كذلك إفريقية وأستراليا وأسست فيها مراكز دينية باسم الرابطة وصلَّيت بالمسلمين صلاة الجمعة في هوليود ونيويورك، وبعد وفاة الشيخ محمد سرور الصبّان واشتغالي مع خلفه سعادة الشيخ صالح قزاز لمدة خمسة عشر عاماً شعرت بالتعب فاستقلت وقبلت استقالتي وسكنت في جده وعدت إلى سبيلي القديم وهو الإذاعة فصرت أكتب برامج يومية صباحية ومسائية وتطلعت إلى نجاح مسرحيات شوقي الشعرية كليوبترا ومجنون ليلى. و.. و.. فلماذا لا أدلي بدلوي مثله وفعلاً نظمت مسرحية شعرية عن (ولاَّدة بنت المستكفي بالله) آخر خلفاء الأمويين بالأندلس وحبيبها الشاعر المشهور (ابن زيدون) وسميتها (غرام ولاَّدة) ووافقت مطبعة دار المعارف المصرية على طبعها وقدم لها عميد القصة العربية الأستاذ محمود تيمور وأعجبت دار المعارف بها فكلفت رسامة نمساوية بعمل صور لبداية كل فصل من فصول هذه المسرحية الثلاثة ونجحت المسرحية ونفدت طبعتها الأولى خلال سبعة شهور فتشجعت وألفت مسرحية شعرية أخرى أسميتها (الشوق إليك) قدمتها مؤسسة تهامة السعودية للطباعة والنشر وطبعت معها ديوان شعر أيضاً سميته (إليها).
ولما بدأت الإذاعة السعودية في تقديم المسلسلات الطويلة بعد أن كانت مقتصرة على الروايات القصيرة التي أدخلتها في الإذاعة السعودية وتبنتها جريدة البلاد السعودية فكان أول مسلسل لي بعنوان (دموع وشموع) ومثلها مسلسل (فتاة وقدر) ثم ابتدأت في برنامج إذاعي بعنوان (من وحي القرآن الكريم) فكنت آخذ مثلاً آية (الربا) وأؤلّف عليها مسرحية فيها حواراً أختمها بآية (الربا). وقد نجح هذا البرنامج وكنت أنظم قصائد عن البلد الذي أزوره فمثلاً زرت (هوليود وجزر الهواي) ونظمت فيها قصيدة (ألوها) وزرت إسبانيا ونظمت في أشهر مصيف بها (ماربيَّا) وقد سجلت بعض هذه القصائد في (كاسيتات) وزرت (الكوت دازير) (الشاطىء اللازوردي بفرنسا) ونظمت هناك قصيدة (إنجي) وقد تبرع الأديب القمة الشيخ عبد المقصود خوجه بطبع جميع إنتاجي الشعري والنثري على حسابه فجزاه الله مني خير الجزاء.
وفاتني من بين أعمالي في الأردن وما قمت به ألا وهو إدخال الألعاب الرياضية والتمثيليات لأنه لم يكن بعمان فيما أعلم أي مزاولة لأي نوع من الرياضة، فأدخلت كرة القدم وكرة السلة (Basket Ball) وكرة المضرب ولعبنا ضد الجنود البريطانيين الموجودين في مطار عمان لأنها كانت وقتها تحت الانتداب، ولعبنا مع سوريا ومع الجامعة الأمريكية في بيروت والجامعة المصرية وكنت من المعجبين بلاعبيها (التتش) وحجازي وغيرهم وكان للرياضة الفضل في تأليف أول راوية مسرحية سميتها (الظالم نفسه) وذلك لكي ندفع أجور النادي الرياضي الذي أسسناه ومساعدة بعض اللاعبين فيه. وللرياضة الفضل في قيام أحد التجار هناك ببناء مسرح وسينما وقد انتهزت هذه الفرصة فالفت رواية مقتبسة من التاريخ الإسلامي هي رواية (جميل وبثينة) أو (الحب العذري).
ويظهر أن الأسفار التي قمت بها وما بذلته من جهود فيها قد أثر على صحتي بالإضافة إلى تقدم السن والشيخوخة وتوالت الانحرافات الصحية فما أكاد أتعافى من واحدة حتى أقع في أخرى وأنا الآن في هذه الحال والحمد لله الذي لا يحمد على مكروه سواه.
وصلى الله على النبي محمد وعلى آله وصحبه وسلم
حسين عبد الله سراج
القاهرة - 18/2/2003م
 
طباعة
 القراءات :1594  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 5 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج