شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أيُّهَا الإسلامُ .. أوَّاهُ؟!
تفكَّرْتُ في الإسلامِ وهـو مُحَلِّـقٌ.
وفكَّرْتُ في الإسلامِ وهـو كسـيرُ!.
صُقُورٌ يَجُبْـنَ الجـوَّ غَيْرُ جَـوارحٍ.
ويَبْدو بِهِـنَّ الجـوُّ وهـو قَرِيـرُ!
تَناءيْنَ عن ظُلْمٍ وخِيمٍ. وعن خَنـًى.
وأَلْهَمَهُنَّ الصّالِحاتِ ضَمِيرُ!
وجاءتْ على أَعْقابِهِنَّ حمائِمٌ
كَثُرْنَ ولكـنْ مـا لَهُـنَّ هَدِيـرُ!
كَثُرْنَ ولكنْ ما لهنَّ تَوَثُّبٌ
ولا هِمَمٌ كالغابِرينَ تُثِيرُ!
فأَغْرَى بِهمْ هذا الخُمـولُ طوائِفـاً.
مَطامِعُهُمْ لِلْخامِلينَ سعيرُ!
ولو أَنَّهم كانوا كَمِثْـلِ جُدودِهِـمْ.
لما كانَ منهـم خانِـعٌ وحَسِـيرُ!
رَضُوا بِسَرابٍ خـادِعٍ فَتَساقَطـوا.
إلى حُفْرَةٍ فيها الهوانُ خفيرُ!
حُطامٌ ومَجْدٌ كاذبٌ وتَفَرُّقٌ
مُشِتٌّ.. لـه الحُـرُّ الأَبِـيُّ أسـيرُ!
وَنًى وانْحِـدارٌ واخْتِـلافٌ مُمَـزِّقٌ.
حِراءٌ بكى من وَيْلِهِ وثَبِيرُ!
* * *
تَذكَّرْتُ أَمْساً كـانَ فيـه رِجالُـهُ.
لُيُوثاً لهم في القارِعات زَئِيرُا!
ولَيْسوا طغـاةً بل حُمـاةً لِرَبْعِهِـمْ.
ولِلنَّـاسِ إنْ خطْبٌ أَلَـمَّ عسـيرُ!.
أَرُوا العالَمَ المَسْحُوقَ بعد ابْتِزازِهِ وذِلَّتِه عَدْلاً يراه ضَرِيرُ!
فَمالَ إلى الحُسْـنى. وألقـى قِيـادَهُ.
إلَيْهِمْ فـلا قَيْـدٌ يَشُـدُّ.. ونـيرُ!
* * *
تذكَّرْتُ عَهْداً للنَّبِيِّ محمَّدٍ..
وأَصْحابِهِ يَهْـدِي النُّهـى ويُنِـيرُ!.
كبَدْرٍ أضاءَ الأَرْضَ بعـد ظَلامِهـا.
فما ثَمَّ إلاَّ راشِدٌ وبَصِيرُ!
وما ثَمَّ إلاَّ قانِعٌ بحياتِهِ
وراضٍ بها.. بالمُوبِقاتِ خبيرُ..!.
لقد ذاقَ مِن ماضِيه خُسْـراً وذِلَّـةً.
وحاضِرُهُ رِبْحٌ عليه وَفِيرُ..!
وكانَ له مِن حُكْمِـهِ مـا يَسُومُـهُ.
من الخَسْفِ ما يطوى المنى ويُبِـيرُ..!.
وما عـاق عـن حُرِّيَـةٍ وكرامَـةٍ
ففي كـلِّ يَـوْمٍ مِحْنَـةٌ ونَذِيـرُ..!
وها هو مّنْذُ اليَـوْمِ بعـد انْدِحـارِ.
هِبدا في مَغانِيـهِ الطُّلُـولِ. بَشِـيرُ!.
فعادَ قَرِيراً بالغُزاةِ تَوافَدُوا
إليه. وقد يَرْضَى الغُـزاةَ.. قَرِيـرُ!.
وكيف. وقد جـاءُوا إليـه بِعِـزَّةٍ.
ومَيْسَرَةٍ يَهْفو لَهُنَّ فَقِيرُ؟!
فَصارَ نَصِيراً لِلَّذينَ تَكَفَّلوا
بِعَيـشٍ كريمٍ لَيْـس فيـه نكـيرُ!
ولا فيه غَبْـنٌ من ضَـراوةِ ظالِـمٍ.
وما فيه إلاَّ زاهِدٌ ونَصِيرُ!
فيا سلَفاً أَفْضـى إلى خَيْـرِ غايـةٍ
بِأيمانِهِ.. فارْتاحَ منه ضَمِيرُ!
يَسِيرُ إليها راضياً بِمَصيرِهِ..
فَيَلْقاهُ بالأَجْرِ الجَزِيلِ مَصِيرُ!
خَمائِلُ خُضْـرٌ حالِيـاتٌ بِنَضْـرَةٍ.
غَدَتْ فَدْفَداً لم يَبْـكِ فيـه مَطِـيرُ!.
وآياتُ عِمْـران شَوامِـخُ شُـرَّعٌ
خَوَرْنَقُها عالي الـذُّرى. وسَدِيـرُ!.
وفي هذه الدُّنْيا نُهىً وشاعِرٌ
ومنها جَليلٌ شامِخٌ. وصَغيرُ!
ومنها هَزيلٌ ضامِرٌ مُتنفِّجٌ
ومِنْها -وإن أخْنَى الزَّمانُ- طَريـرُ!.
* * *
أيا ابْنَ الأُباةِ الصَّيدِ هُبَّ من الكرى.
فَأَنْتَ بِهذا الصَّحْوِ.. أنْتَ جَدِيـرُ!.
شَبِعْنا سُباتـاً كانَ خُلْفـاً وفُرْقَـةً
ومِن حَوْلِنا للطَّامِياتِ هَدِيرُ!
وقد يَجْمَعُ الله الشّتاتَ فَإنَّه
على جمعه -رَغْمَ الصِّعابِ- قَدِيـرُ!.
ولكِنْ عَلَيْنا السَّعْـيُ فهـو ضَرِيبَـةٌ.
عَلَيْنا كَبِيرٌ دَفْعُها.. وصَغِيرُ!
سنَدْفَعُها حتى نَفُوزَ وَنَنْتَهِي
إلى غايَةٍ نَعْلو بها ونَطِيرُ!
إلى غايةٍ شَمَّاءَ كان جُدُودُنا
حَبِيبٌ إليهم نَيْلُها.. ويَسِيرُ!
* * *
حَدِيثٌ بِه أَمْلـى الفَرَزْدَقُ شِعْـرَهُ.
وشايَعَهُ فيه النَّطُوقُ جَرِيرُ!
وما هو إلاَّ نَفْثَةٌ عَبْقَرِيَّةٌ
لها مِـن يَـراعِ العَبْقَـرِيِّ صَرِيـرُ!
جدة 20/ 4/ 1414هـ
6/ 10/ 1993م
 
طباعة

تعليق

 القراءات :365  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 48 من 174
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج