شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه ))
الحمد لله الذي أحسن كل شيء خلقه ثم هدى، والصلاة والسلام على النبي المصطفى الذي بدأ الصلاة عليه الحق سبحانه وتعالى، وثنى بملائكة قدسه، ثم أمرنا بذلك فقال عزّ من قائل إن الله وملائكته يصلون على النبي يا أيها الذين آمنوا صلوا عليه وسلموا تسليماً (الأحزاب: 56) فاللَّهم صل وسلم وبارك على المبعوث رحمة للعالمين، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين، وصحابته الغر الميامين.
أصحاب السمو الملكي الأمراء
أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة
السيدات والأساتذة الأكارم
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
يسعدني أن نلتقي الليلة في مستهل الفصل الثاني لنشاطات موسم الاثنينية التي تخطر في عامها الثالث والعشرين.. لنحتفي بصاحب السمو الملكي الأمير فيصل بن سلمان بن عبد العزيز.. فتحيط بنا هالات ثلاث: أولها موسم الحج الذي تغمرنا نفحاته، وبحمد الله وتوفيقه كان حجاً ناجحاً بكل المقاييس مما يعكس إنجازات هذا البلد الذي شرفه المولى عزّ وجل بخدمة حجاج بيته العتيق.. وثانيها اختيار مكة المكرمة عاصمة للثقافة الإسلامية، والرمز الذي تحمله مكة المكرمة كحاضنة للثقافة الإسلامية على مدى العصور وما ضخته في شرايين الأمة من علم وفضل امتداداً للدور الذي قامت به والذي ستقوم به في المستقبل إن شاء الله.. ثم هالة فارس هذه الأمسية، الذي غلب حبُّ لقائكم شواغله الجمة، ومسؤولياته المتعددة، فشرفنا مشكوراً بهذه الأريحية التي هي فرع نابض بالحيـاة من دوحة عطاء وفضل ونبل.
ويطيب لي بهذه المناسبة أن أزجي أطيب التهاني وعاطر الأماني بمناسبة عيد الأضحى المبارك، وتباشير العام الهجري الذي نستقبله بمزيد من التفاؤل، سائلاً الله عزّ وجلّ أن يعيد عليكم مناسبات الخير والبركة وأنتم ومن تحبون على ما تحبون، وعلى الأمة الإسلامية باليمن والرخاء والأمن والسلام.. وأن يحفظ بلادنا من كل سوء، بما شاء وكيف شاء، إنه سميع مجيب الدعاء.
إن الاحتفاء بصاحب السمو الملكي الأمير الدكتور فيصل بن سلمان لا يقترن في تصوري بلقب موروث أو مكتسب، اجتماعياً أو أكاديمياً، فهذا أمر قد تحقق، وكان باستطاعته الاكتفاء به والانكفاء عليه.. غير أن روح الشباب الوثاب التي تفيض بين جوانحه، والطموح الكبير الذي انطوت عليه نفسه، حملاه نحو تصويب مفاتيح العلم تجاه بعض الأبواب التي كنا نظنها قد تظل موصدة ردحاً من الزمن.. فإذ بنا نفاجأ بسموه يرتاد عوالمها بكثير من التحدي، وقد تستأثر الدهشة ببعضنا حين يرى شاباً يتصدى لإدارة هرم إعلامي ضخم في حجم الشركة السعودية للأبحاث والتسويق.. بكل ما تكتنفه العملية من خيوط تتقاطع على مختلف المستويات، منها ما هو فني بحت خاص بالإدارة ومدارسها المختلفة، ومنها ما يرتبط بحملة القلم والتفاعل مع مرئياتهم وهمومهم الخاصة والعامة، ومنها ما يخوض في الشأن العام بعيداً عن حدود الوطن الذي تحمل هذه المجموعة الإعلامية اسمه شرفاً، مما يُحمِّلها مسؤولية العمل الموضوعي وفق مهنية عالية في كل الأوقات، وإن انحرفت بعض الأطراف الإعلامية الأخرى عن المهنية أو المصداقية لأسباب تتعلق بمصالحها الخاصة وحدها، وهي موازنة دقيقة، ودفة صعبة المراس، عصية التوجيه، في بحر تصعب السيطرة عليه في معظم الأحوال.. ولا يفوتني في هذا السياق أن أدعو بالرحمة والمغفرة لشقيقه صاحب السمو الملكي الأمير أحمد بن سلمان الذي كان له قصب السبق في دعم إرساء قواعد هذا الصرح الإعلامي الكبير، ولم يضن بجهوده للنهوض به ليصل إلى ما وصل إليه قبل أن يختاره الله إلى جواره.. سائلاً المولى عزّ وجلّ أن يحسن إليه بقدر ما قدم لأمته ووطنه.
ولا أحسب أن هناك سراً في نجاح فارس أمسيتنا في هذا السباق اليومي المحموم إذا علمنا أن مؤهله الأكاديمي الرفيع لا يشكّل إلا ورقة في دفتر المدرسة الكبيرة التي تخرج فيها.. ألا وهي مدرسة صاحب السمو الملكي الأمير المثقف الإنسان سلمان بن عبد العزيز.. فمن تخرّج في هذه المدرسة الرائدة قمين به أن يجعل التوفيق والسداد أبداً في ركابه، وأن يرتاد آفاق المجهول ببصيرة العارف، ليكتشف كل يوم ثروة في أحضان الوطن، ومن بين تلك الثروات أبناء هذه الأرض الذين يغرسون الأمل دائماً نحو غد أفضل إن شاء الله.
هذه الروح المتطلعة للمستقبل أسهمت في تشكيل طريقة تفكير ضيفنا الكريم وتعامله مع كثير من المعطيات التي لم يسبقه إليها أحد -بحسب علمي- فهو قد أنشأ "معهد الأمير أحمد بن سلمان للتدريب الإعلامي التطبيقي في الرياض"، والمتأمل في هذا الإنجاز عليه أن يوثق الرباط بين كلمتي (التدريب) و (التطبيق) ليدرك مقدار الجهود الأخرى التي قد تهدر بسبب عدم التركيز على دمج التدريب النظري بالتطبيق العملي للحصول على يد عاملة تستطيع أن تسهم في دفع عجلة التنمية دون تأثيرات سلبية تطغى على محصلة العملية الإنتاجية.. فالعمل الإعلامي في نهاية المطاف هو اقتصادي يخضع لمعايير وقوانين علم الاقتصاد بكل ما فيها من صرامة، وبالتالي فإن التدريب غير المجدي قد يؤدي إلى دفع مزيد من الأيدي العاملة -والتي هي في الحقيقة أيدٍ خاملة- إلى سوق العمل، مما يعيق حركة الأداء والعطاء ويفسد ما يتطلع الغيورون إلى نجاحه وصلاحه.. ومما لا شك فيه أن سموّه قد وضع لبنة خيرة، وسد ثغرة كبيرة بهذا العمل المميز، راجياً أن تحذو كثير من المؤسسات العلمية والعملية حذوه للنهوض بالشباب السعودي، ونفي تهمة التقاعس التي تلاحقهم دون هوادة.
إن أسلوب التعامل مع جذور المشكلات دفع فارس أمسيتنا لتأسيس "المجلس السعودي للقيادات العربية الشابة".. وهو رافد آخر يصب في نهر تمكين إنسان هذه الأرض من القيام بواجباته وفق أسس علمية، والتخلص من عباءات التقليد، أو حلول الوصفات الجاهزة، وصولاً إلى إعمال الفكر وتوظيف العلم بمعطياته الواسعة وخياراته المتعددة لفك غموض بعض الشفرات التي تعيق العمل، وفق منظمة تساير حقول المعرفة في مختلف أنحاء العالم، لأن من أراد الحياة على سطح هذا الكوكب الأزرق، فلا بد أن يخوض غمار معاركه العلمية والثقافية والفكرية، ويكون سبّاقاً لفرض ذاته وسيطرته بعيداً عن استراتيجية ردود الأفعال التي ظلت تهيمن على مسيرة الأمة وقتاً ليس بالقصير، فكانت النتيجة المزيد من التقهقر عن الركب عاماً بعد عام.
هذا الولع بالتحديث المبني على العلم والمعرفة لم يؤثر على فطرة سمو فارسنا الكريم، فهو كما أسلفت خريج مدرسة سمو والده، لذا لا نستغرب المسحة الإنسانية التي تغلغلت في روحه، فنراه يخصص الكثير من وقته وجهده للمساهمة في خدمة الأهداف السامية التي يسعى إليها مركز الأمير سلمان لأبحاث الإعاقة.. والساعات الطوال التي يقضيها مكباً على شواغله التي تتطلبها تنمية الموارد بالجمعية الخيرية لرعاية الأيتام بمنطقة الرياض.. وبطبيعة الحال فإن ما ظهر من أعمال خيرية لا يعدو قطرات طلّ خلفها وابل عطاء نسأل الله سبحانه وتعالى أن يجعله في ميزان حسناته، وأن يوفقه للمزيد.
إذا كان المرء لا يقاس بعمره، ولكن بأصغريه: (قلبه ولسانه) فإن هذه الأمسية ترسخ لنا حقيقة هذه المقولة.. فما أسعدنا بهذا المزيج لمتفرد من القيادات الشابة التي تضع بصماتها كل يوم لضخ مزيد من التوثب المتسلح بالعلم والذكاء في دولاب العمل، خاصة العمل الإعلامي الذي ينأى بطبيعته عن التكلس والارتهان إلى الأمس، إلا ما كان مقترناً بالثوابت التي نعض عليها بالنواجذ، لأنها تعني الهوية، وترمز إلى الذات، وتشير إلى مقامنا بين الأمم، وبغيرها نصبح كالمنبت لا أرضاً قطع ولا ظهراً أبقى.
هنيئاً لنا مرة أخرى بمستقبل يحمل في طياته بذور البقاء، والحياة المقرونة بالعزة والكرامة، والشوق إلى أن نظل دائماً خير أمة أخرجت للناس إن شاء الله.
متمنياً لكم أوقاتاً ماتعة في ضيافة فارس أمسيتنا.. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم للاحتفاء بالمفكر، والمثقف الكبير، الأستاذ الدكتور محمد غانم الرميحي، رئيس تحرير مجلة "حوار العرب" التي تصدر عن مؤسسة الفكر العربي، وعضو هيئة التدريس بجامعة الكويت.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً بكم لنسعد به، ونحاوره في مختلف شؤون وشجون العالم العربي وما حوله.
والسلام عليكم ورحمة الله.
 
عريف الحفل: إذن سنبدأ إن شاء الله ونستمع إلى كلمات أصحاب السعادة المتحدثين، وكما يعلم الكثير منكم، روّاد "الاثنينية"، بأننا سنعطي الكلمة لفارس "الاثنينية" بعد الانتهاء من الاستماع للمتحدثين والمتحدثات، كما سيتم فتح باب الحوار مع سموه الكريم وإلقاء الأسئلة على سموه من خلال ما تأتون به من أسئلة و اقتراحات. فنأمل ممن لديه سؤال أن يجهزه منذ وقت مبكر، أحيل الميكروفون الآن لسعادة الأديب والمفكر المعروف الدكتور عبد الله منّاع.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2448  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 56 من 235
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج