شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود خوجه ))
بسم الله الرحمن الرحيم، الحمد لله حمداً كثيراً كما أمر، والصلاة والسلام على سيدنا ونبينا محمد خير البشر، من أثنى عليه رب العالمين في كتابه المبين بقوله: وَإِنَّكَ لَعَلَى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم، الآية: 4)، وعلى آل بيته الكرام الطاهرين، وصحابته الغر الميامين.
الأساتذة الأفاضل.. الأخوة الأكارم..
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
نمد القلوب قبل الأكف في هذا اللقاء مرحبين بضيف أمسيتنا وفارسها الأخ الشاعر المكي الرقيق الأستاذ مصطفى عبد الواحد زقزوق.. محتفين به وبمسيرته الطويلة في دنيا الكلمة المموسقة، والجملة الشعرية الباذخة، والألق النثري الجميل، لقد عرفناه من خلال كتاباته الصحفية المنتظمة حيناً والمنقطعة أحياناً، ومن خلال ديواني شعره اللذين سكب فيهما عصارة مشاعره المرهفة.. هل ترى عجباً لذلك الفتى الذي التصق وهو في الخامسة عشرة من عمره بالعمل في الحرم المكي الشريف؟ أين وجد الشجاعة على مجابهة الحياة وهو في سن الطفولة النضرة؟ كيف رسم لنفسه طريقاً وسط أمواج البشر في البلد الحرام؟ لماذا حمل الهم صغيراً وناء به كبيراً؟ وستظل الأسئلة تتناسل كلما أطلقنا لها العنان، والإجابات تقود إلى أسئلة أخرى لأن تركيبة المجتمع المكي تفرض نفسها على كافة التفاصيل التي نتطلع إليها.
فإذا كان ضيفنا الكريم يقتعد الليلة مقعد التكريم والإعزاز، فإن المجتمع المكي الذي حمله إلى هذا الموقع يتربع بكل إعزاز في إهابه، وعن يمينه وشماله، محاطاً بشمائل التبجيل والتوقير والاحترام.. لم يكن اليتيم الذي عرف طريق العمل طفلاً ببعيد عن لحمة مجتمع متآزر متضافر متكافل.. لقد هبَّ القوم بتلقائية محببة ودون أن يعلق لهم أحد جرساً لأداء دور الأب الذي لقي مصير كل حي، تغمده الله برحمته، ونهضت الأم بواجباتها على الوجه الأكمل الذي أنيط بها كما هو شأن كل الأمهات الصابرات العابدات القانتات.. حملت الأمانة، وأدت الرسالة، سلاحها الدعاء الصادق الذي يمتزج بدمع سخي في هجعة الليل، ويتصاعد مع نسمات السحر، فهي تعلم بفطرتها السليمة أن الحق سبحانه وتعالى يكلأها بعينه التي لا تنام، وركنه الذي لا يضام.. وتهادى القارب تحفه عناية الرحمن وعلى متنه الأسرة الصغيرة بعددها، الكبيرة بمجتمعها، فكان أن قدمت لنا هذا العصامي الذي نسعد اليوم بتغريده على فنن سقته أشعة الشمس فاقتبس من نورها وهجاً، ومن دفئها ما يحيل الصقيع ربيعاً دائماً.
لقد امتاز شاعرنا الرقيق بنَفَس خاص يشعر به القارئ متسللاً إلى أعماقه في هدوء وتؤدة.. وتزدان قصائده بصور طبيعية خلابة تأخذ بمجامع القلوب، كما يختار كلماته وتعابيره بعناية فائقة، فلم أقرأ له قط تعبيراً نابياً، أو كلمة سوقية، بل تستهويه المجنحات التي يطير بها إلى أجمل ألوان الطيف لينسج منها ما يمتع القارئ ويواسيه في دروب الحياة بكل متناقضاتها.. لقد عرف الحب كعاطفة إنسانية تسمو بالنفوس فوق كل الأشواك والأنواء.. وأي نفس تلك التي لم تعرف الحب؟
وكانت تجربة ضيفنا الكبير في هذا المجال خصبة وغنية وإن جعلته يتجرع صبابات الهوى، وغصص الأسى، في أكثر من موقع.. بيد أنه ظل قوياً يصارع الأمواج بصبر وجلد نادرين، وقد منحته هذه المواقف قدرة فائقة تجعله من كبار من وسموا بالخروج علينا ببيت الفجاءة الذي تختتم به بعض القصائد، فينزع القارئ من الإطار الذي سارت عليه القصيدة من أولها لينعطف به فجأة إلى قرار يفجره الشاعر في آخر القصيدة، مما يمنحها بعداً لا ينسى، وسراً من أسرار البلاغة الرفيعة.
وفي الوقت الذي استقر فيه شاعرنا المكي الرقيق في وجداننا، إلا أنه ظل مقلاً في إبداعاته.. صحيح أنه ينسج كلماته من نياط قلبه، وأحسب أنه يسوق مزن أبياته من تجربة حية في وجدانه، غير أن المتلقي الذي تستهويه هذه القراءات يود أن يستمر تواصله مع الشاعر الذي أحب نتاجه، والإقلال في مثل هذه الحالة لا يُرضي طموح الكثيرين، وإن كان للشاعر أسبابه التي يراها منطقية.. وإنني لأتساءل: هل من مزيد؟ - ليس كجهنم والعياذ بالله، بل كجنة بربوة أصابها وابل فآتت أكلها ضعفين - فالمزيد المزيد أيها الحبيب، وعلى أمل مضاعفة العطاء من نبع الصفاء الذي أكرمكم به الله.
ولفارس أمسيتنا من الخصال الحميدة ما يشرح الصدور، وتقر به الأعين، فقد استحوذت عليه شهامة المكي الأصيل، وطبع بنبل رجالات النخوة وأريحيتهم، تراه يتهلل بشراً عندما يُقدِّم أية خدمة يستطيعها لكل من يلتمس منه معروفاً، فهو كريمٌ بماله وإن كان ممن أدركتهم حرفة الأدب، باذلٌ لشفاعته الحسنة بغير مَنٍّ ولا أذى، يمشي في حاجة إخوانه محتسباً الثواب عند الله سبحانه وتعالى، وفوق هذا وذاك فهو العفيف النظيف المترفع عن الصغائر ودنس الدنيا.. يمحض أصدقاءه الحب والود والإخاء والصفاء حتى يُتعب من عاصره وعرف طبائعه، كما تجيش يوجدانه الكثير من العواطف السامية، وحاشيته الرقيقة تجعل دمعته سريعة الانسياب، تكاد ترسم خطي عبرة وضنى على وجنتيه.. وتتسابق كلمات الدعاء التي ينثرها درراً بين شفتيه إذا تحدثت معه عبر الهاتف أو لقيته في مناسبة من المناسبات التي قليلاً ما يرتادها، وكل ذلك جزء لا يتجزأ من أصالة تربيته وكريم منبته، وصلاح وخصوبة البيئة التي نما فيها عوده.
سائلاً الله سبحانه وتعالى أن يمتعه بالصحة والعافية، ويعينه على مواصلة مسيرته الخيرة وإسهامه المشكور في خدمة الثقافة والأدب، متمنياً لكم أمسية ماتعة مع إبداعاته الشعرية والنثرية..
ولدي كلمة تجول في خاطري لا بد أن أقولها إذ أن البعض كتب عنها في الصحافة، فقد انتقدني البعض لماذا جاء تكريم فلان متأخراً، وكأنني أكيل بمعيارين، فوالله الذي لا إله إلا هو أنني اقتعد مقعدي بينكم كأي أحد منكم وليس لي سواه في هذه الاثنينية، فهي كما أسلفت كثيراً منكم وبكم ولكم ومنكم، ولكنها عجلة الحياة تدور دورتها ولنا أسبابنا ولها أسبابها التي نتعامل معها بطرحها الذي هو بين مد وجذر، فالقضية ليست قضية أولويات وإنما قضية توفيق وظروف، فكل من شرفنا بالتكريم امتن علينا بفضل، وهناك من رحل عن عالمنا وهو يستحق التكريم، كعلامتنا حمد الجاسر الذي كان يسعدنا بالقبول ولكن كانت تقف الأعذار لتحجب هذا التقدير حتى اختاره الله سبحانه وتعالى إلى جواره، وكذلك الأستاذ عبد الله عبد الجبار القامة الشامخة أستاذ الأجيال.. العفيف الأستاذ الذي تخرج من تحت يده أساتذة كبار، فهو شخصية موصولة صادقة.. صامتة.. صابرة.. قابلة.. مقتنعة لا تريد أن تسلط عليها الأضواء،لقد سعيت إليه كثيراً وسعى إليه إخوان كثيرون وأساتذة أجلاء ولكن للرجل موقف، فهو يعتقد أن ما يقدمه هو خدمة لوطنه لا يريد جزاء ولا شكورا ولا يريد أبداً أن تقال له كلمة شكراً، هذا موقف، لا تحسبوا أنني بعيد عن هذه القامات السامقة ولكن هذا قدري، ومن يستطيع منكم أن يقدم لنا من هذه النماذج القيمة والقامة فليتفضل فهذه اثنينيتكم لكم ومنكم، فأنا لن أكون فقط شاكراً وإنما ممتناً ومعتزاً، وإنني لأسعى في أي درب مهما كان شائكاً لأصل إلى تكريم القمم . أستاذنا الراحل محمد سعيد العامودي.. صديق للوالد ومن الرواد الأوائل الذين أثْرُوا وأثَّرُوا في حياتنا الأدبية، هل كانت لي يد في عدم تكريمهم؟ والله لقد جثوت عند قدميه ويشرفني أن أقول ذلك، ولكن هناك أناس لهم مواقف وهذا لا يعني أن الذين قبلوا التكريم تنسحب عليهم كلمة حب الأضواء، من يُكَرَّم يُكرم بعمله وبعطائه فكل من كانت قامته سامقة ودرجته عالية إلا واقتعد مقعد التكريم والاحتفاء إن شاء الله بقولة حق وبعمل صادق قدمه لأمته وما أنا إلا سبب.
فأرجو أن يكون ما قلت هو شفيعاً لي لديكم وقبولاً بكلمة صدق، رأيت أن إن شاء الله أقولها لكم، فأخي وحبيبي وصديقي الأستاذ مصطفى زقزوق يستحق التكريم قبل كثيرين؛ ولكن عجلة الحياة تسير في ناحية، وهو يسير أحياناً في ناحية، وأنا أسير أحياناً في ناحية، إلى أن سعدنا هذه الليلة بتكريمه، ليس لأنه لا يستحق التكريم إلا بعد ثلاثة وعشرين سنة، فلم نعش في الاثنينية إلا كعائلة واحدة وأرجو أن تكون هذه المعايير التي اتبعتها.. وأنا أستشير وأستخير، وأرجو أن تعلموا أن هذا العمل ليس عمل عبد المقصود وحده، عبد المقصود واحد من مجموعة حتى أنني نشرت لكم ذلك، ولكن عندما استطعت أن أتأكد أن هذا الموقف أصبح بإمكانه أن يأخذ طريقه للتنفيذ، أعلنتها مؤسسة وإن شاء الله سأكون في مجلس إدارتها واحداً من ضمن عدد يتفق عليه بين من يختاره جمعكم الكريم، وعندما أجد أنني لا أستطيع تقديم أكثر مما قدمت فيومها سأترجل ولا أقول عن صهوتي ولكن في طريقي الذي هو طريق كل بداية لها نهاية، ويحل محلي غيري من الدماء الجديدة والأفضل مسلكاً.. وفهماً، وعلماً، وأنا أردت بهذا أن تتلاقح الأفكار وهي ولله الحمد تلاقحت، الآن تُدار من وراء ستار فإنها إن شاء الله في الغد القريب ستُدار أمامكم على المسرح وبمعرفتكم وعندها لن تلوموا عبد المقصود.. لوموا الجمع..
شاكراً لكم صبركم على ما أردت أن أبثكم إياه كعائلة واحدة، وأحب أن أعطيكم مثلاً ضيف الأمسية القادمة أستاذ أجيال، الأستاذ عبد الله بغدادي مربٍ فاضل، واكب مسيرة التعليم في بلادنا منذ بداياته وبذل فيه عصارة جهده وشبابه، عمل مديراً للتعليم بمكة المكرمة أو بمنطقة مكة المكرمة، وعمل بالمعهد العلمي على ما أعتقد، وعمل في دار البعثات، وعميداً للكلية.. فمستشاراً في المجلس الأعلى للتعليم في جامعة أم القرى، هل كان تقصيرا؟ الرجل مرَّ بظروف نفسية ومر بظروف مرضية، ولكلٍ عذره، ربما قصرنا ولكن إن شاء الله يقبلونا بحسن نياتنا واللهم اجعل هذا العمل خالصاً لوجهك، فأنا إن شاء الله لا أستعمل معيارين ولا مكيالين، فأرجو أنه إن شاء الله سيكون بيننا نحتفي به، وأرجو أن تخبروا تلامذته الذين أصبحوا أساتذة وقامات، الأستاذ مصطفى عطار بجانبي الآن ما أراه إلا وأجد أنه أستاذ أجيال، هل حجبت عنه الضوء؟ إذاً أقدار.. لا بد أن يأتي إن شاء الله اليوم القريب ونراه مقتعداً مقعده، فهؤلاء إضاءات جميلة في حياتنا، قدموا عصارة جهدهم، وعصارة تفكيرهم، فلهم علينا أفضال، أفضال على المجتمع وبالذات عندما نتكلم عن العلم، هؤلاء كان الواحد منهم يعمل كمقاول، الأستاذ في الماضي لم يكن أستاذاً فقط، عشنا بهذه الطريقة وأنا دائماً يحلو لي أن أقول هذه الكلمة، كان الأستاذ مقاولا في المدرسة، وفي الطريق، وفي الجامع، وكان الشقي منا عندما يقوم بأي حركات مؤذية طبعاً أقصد "شيطنة الولدنة" لم نُشكَ لأهلنا، كنا نُشكى للأستاذ وكنا نخشى الأستاذ، وكنا إذا رأينا الأستاذ نتجنب المشي في الطريق الذي يسير فيه، وعلمونا الأدب، أنا لا أنسى قضية حدثت لي وأختتم بها هذه الكلمة، وآسف أنا أخذت من وقتكم الكثير: - كنت أدرس في حصاوى الحرم المكي الشريف على الأستاذ السيد محمد العربي التباني كان أستاذ الأساتيذ في الفلاح، تلامذته - رحمهم الله جميعاً - فضيلة شيخنا الجليل السيد علوي عباس المالكي والد فضيلة زميلنا وعلامتنا الدكتور السيد محمد علوي عباس المالكي، من تلامذته: القامة الكبيرة السيد محمد أمين كتبي، الشيخ محمد نور سيف، الشيخ حسن مشاط، أذكر مَنْ وأترك مَنْ!! كان الأستاذ وكانوا هم تلامذته يدرسون كل منهم علم، نذهب إلى الحرم المكي ونجول بحصاويه وبين أعمدته وأروقته ونرى أصوات كل منهم، كان السيد محمد العربي التباني يدرسنا في حصوة باب العمرة، والسيد محمد أمين كتبي، في درس السيد محمد أمين كتبي وهو تلميذ أستاذنا الأستاذ محمد العربي وفي ذلك الوقت كانت شمس حرارة مكة المكرمة كرّمها الله كانت "تسيح" أدمغتنا، نطلب منه "نجنب يمين نجنب كذا" كان يبتسم هكذا وبعد ذلك عرفنا أنه لا يود أن يكون أمام أستاذه، ويحب أن يكون خلف أستاذه، أي أدبٍ هذا؟ أي خُلقٍ هذا؟ هذه سماحة العلم وهؤلاء الرجال لن يعيدهم التاريخ، لا يعني أنني متشائم.. ولكن أردد قولة علي رضي الله عنه "إنهم خُلقوا لزمان غير زماننا" ونتعامل مع أبنائنا الآن بغير الطريقة التي كنا نُعامل بها، وأساتذتنا غير أساتذة اليوم، ولكلٍ طريقته ولكل زمان رجال.. أسأل الله لهم ولأستاذنا الفاضل مصطفى زقزوق الذي أسعدنا في هذه الأمسية أن نراه دائماً في رغد العيش وفي صحة ماتعة وسعادة تامة، فهو من علاماتنا المضيئة التي تتصف بالطهر، والله أقولها صادقاً وأسأل الله لكم سبحانه وتعالى كل التوفيق. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم لتكريم أستاذنا الكبير والمربي الفاضل الشيخ عبد الله بغدادي الذي واكب كثيراً من مسيرات التعليم في بلادنا منذ بداياته، ولا يزال حتى الآن يشارك بقلمه في الصحافة، وتقاعد اختيارياً بناءً على رغبته، ورغم أن الأمسية القادمة ستكون في تماسٍ مع اختبار الفصل الدراسي الأول إلا أنها ستكون خاتمة هذه الفترة من نشاط الاثنينية التي إن شاء الله نعاود استمراريتها بعد الحج ولكم إن شاء الله ولكم كل التقدير والاحترام.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته…
 
عريف الحفل: كما تعلمون درجت الاثنينية بدايةً أن تحيل لاقط الصوت إلى أصحاب السعادة المتحدثين في حضرة فارس الاثنينية بعد ذلك ثم تعطى الكلمة لفارس الاثنينية وسيفتح الحوار بينكم وبين سعادته لذا نستقبل أسئلتكم وليكن سؤالا واحدا حتى نستطيع أن نرد على كثير من الأسئلة.
أحيل الميكروفون الآن إلى سعادة الأستاذ الشاعر الكبير المعروف الرقيق الأستاذ أحمد سالم باعطب.
الشيخ عبد المقصود خوجه: قطعنا من زمن طويل ولم نسمع له صوتاً إلا في هذه الأمسية، يبدو أن محبة الأستاذ زقزوق أعادته إلى المنصة اليوم.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3838  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 42 من 197
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج