شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة سعادة الأستاذ الدكتور فواز بن عبد العزيز اللعبون،
الأستاذ بقسم اللغة العربية بجامعة الإمام محمد بن سعود
الإسلامية بالرياض ))
بسم الله الرحمن الرحيم. أصحاب المعالي والفضيلة، أيها الحفل الكريم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته وبعد.
فقد سرني غاية السرور كوني أحد حضور هذا الملتقى الثقافي الكبير، في ندوة الأديب الوجيه الأستاذ عبد المقصود خوجه، وكنت طالما سمعت وقرأت عن هذا المنتدى، وكم تمنيت وكم تحينت الفرص لحضوره، أما وقد تحقق المراد فلا أملك إلا تقديم وافر الشكر لراعي هذا المنتدى الذي لم يألُ جهداً في خدمة الأدب وأهله، وبما أن المواقف تملي على الشاعر نفثات فأقول لمن هو غني عن ثنائي وإطرائي:
إذا بخلَ الكرامُ بما لديهم
وفَدّوا ما لهم من كل حتف
وأقفرتِ المكارمُ من بنيها
وضنّ الناسُ حتى بالتحفي
ففيك مكارم الأخلاق تسمو
لتأسو من كرامتها وتشفي
وهذي ندوة شهدتْ
لم أقله وما أقول ما أوفّي .
ففيم يكتم الإعجاب قلبي
وقد أبدا شعري رغم أنفي
إذا ما الصب كان حليف شعر
فما وجدانه يوماً بمخفي
 
ويزيد سروري سروراً كوني ضيفاً ثانياً مع أستاذي الدكتور حمد بن ناصر الدخيّل، في اثنينية تكريم شاعرنا الفذ، وأستاذنا الفاضل الدكتور محمد بن سعد الدبل، وحيث أنني من تلاميذ أستاذنا الشاعر، فلا تترقبوا مني إطراءً له لا ثناءً عليه، فقولي فيه مجروح، ولعل ما قيل فيه صورة كافية عن حديث أمثالي، وما دمت تلميذه المشاكس، فلا تترقبوا مني إلا استعراضاً لغرس يعود إليه أكله، وثمر عكف على حصاده، ولذا فمشاركتي عبارة عن قصيدة كما اقترح هو عليَّ ذلك، ولكن يبدو أن الدكتور الفاضل نسي مداعباته، فلم يحدد نوع القصيدة ومجالها، ولذا أستغل تناسيه هذا لألقي عليكم قصيدة وجدانية لتحرك وجدانية شاعرنا، ليتحفكم بمخبوئه من هذا النوع. شعراء عدن يخاطبون المذكر بالمؤنث، واحترت في اختيار القصيدة، ولكن اخترت هذه لموقف يعرفه الدكتور:
ما فـي الصـدود لمن يهواك مزدجـرُ
فأكففْ فـإني كمــا أذنبـتُ أعتذرُ
لا تكثِر اللومَ وارغـبْ عن معاتبتـي
وانظر إلى مقـلةٍ تذرافهـا مطـرُ
انظر تجـد رجـلاً جَلْـداً أضـرّ به
عويلـة، وبـرى أجفـانَه السهرُ
قد تظهر البسمـةُ الغـراء ملء فمي
وخلفهـا موقـــدٌ بالحـزن يستعرُ
إذا رأيتَ شـفاهَ الحـرِّ بـاسـمـةً
في غير وقت ابتسام فهو ينصهرُ
يأسٌ وشوقٌ وإعراضٌ ومعتبةٌ
ماذا أقولُ وما أبدي وما أذرُ
أصبحتُ رهن المآسي في تقلّبِها
فكم بدا لي من أحداقِها شررُ
إنْ كنتَ في ريبةٍ مما أقولُ فسلْ
عني الذينَ رأوْا بـلوايَ واعتــبروا
وسلْ نجـومَ الدّجى عمـن يسـامرُها
تخبـرْكَ أني الذي يحيـا بـه السمـرُ
أظلُّ أعـزفُ أنغــامي علـى وتـرٍ
من الحنيـنِ فيشكو لوعتي الوتـــرُ
ويسمعُ القمـرُ الحيــرانُ أغنيتـي
فينثني مُقبـلاً نحـــوي وينحدرُ
أخبره يـا ليلُ أنـي بـتُّ منفــرداً
أرعـى الـكواكبَ ولتخبرْه يا قمـرُ
إذا سجا الليـلُ هـاجتنـي نسـائمهُ
وزادني ولَهــاً هفهـافُه العطـرُ
وعادني منـه وجْـدٌ مـا أقـاومـه
تهيـج من مسّـه الأحزانُ والفـكرُ
فيا لدمـعٍ هما مـا استطعت أحبسـه
حبس الدموعِ على ذي لوعـةٍ عسـِرُ
أُمسي وأُصبح في حالٍ يكادُ لها
قلبُ الحسودِ -على ما فيه- يـنفطرُ
لان الجمـادُ وأبـدى للأسـى أثـراً
وأنتَ لا ليـنَ يبـدو منـك أو أثرُ
لو أنَّ قلبَـك أمسى بعضُه حجـراً
لـرقَّ يـوماً، ولكن كلُّــه حجـرُ
هبني أسأتُ أمـا العـفـو هيمنــة
على فعالك إن أوْدى بهــا الضـجرُ
فاحذر تردّي محب أنت قـاتلـه
فليسَ في كلِّ حينٍ ينفــعُ الحـذرُ
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :3104  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 133 من 209
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور محمد خير البقاعي

رفد المكتبة العربية بخمسة عشر مؤلفاً في النقد والفكر والترجمة.