شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ أحمد عايل فقيهي))
مساء الخير جميعاً، وتحية لراعي "الاثنينية" ورمزها الشيخ عبد المقصود خوجه.
من المجموعات الشعرية "الرعد في مواسم القحط" و"نخلة القلب" و"رؤيا الفتوح" إلى المجموعات الشعرية "مشاغل النورس الصغير" وكتاب "الشين"، ظل الشاعر علي الشرقاوي يؤسس لمشروعه الشعري المكتوب بـأصداف ومحار وأمواج وسواحل وشواطئ البحرين على مستوى القصيدة الحديثة، التي كان للبحرين عبر شعرائها ومبدعيها الدور الريادي والتأسيسي في حركة الحداثة الشعرية الخليجية، وهو الدور المتصل شعراً وإبداعاً وثقافة في البحرين بمشروع الريادة التعليمية والتربوية، التي بدأت بشائرها من العام 1919م في البحرين.
علي الشرقاوي مع الشعراء قاسم حداد وعلي عبد الله خليفة وعلوي الهاشمي وحمدة خميس وعبد الحميد القائد وآخرين، مثلوا نخلة الإبداع الباسقة في البحرين مع ريادات ثقافية وفكرية تمثل ذلك في مشروع المفكر البحريني الدكتور محمد جابر الأنصاري ومع ريادات كبيرة تجلت فيما قدمته أسرة رابطة الأدباء و"مجلة كلمات" وغيرها من الريادات الكبيرة في وطن صغير وكبير في آنٍ هو البحرين.
يقول الشرقاوي: في قصيدة "رنة البحر":
 
عرفنا يا الفاضل
ما كان
وما يتكون في جذر الوعد
وما سيكون
عرفنا أن الطوفان سيبقى
يا الطالع من فلق الفقراء
يا عبق الموجة يطوي
شهوات الميناء
عرفنا لو مرَّ الأمس وئيداً
ستقول الأرض: سقاني عنب الرعد
وفاكهة القول
ورقصات الوتر التاسع
لو مرّ الأمس خفيفاً
ستقول السدرة فجَّر أشواقي
برحيق مناحات الكون
وعلَّم عاصمة اللون مقامات الروح
 
ينتمي علي الشرقاوي الشاعر إلى سلالة الشعراء، الذين يقفون بين الالتفات للماضي في بُعده الاجتماعي والشعبي والأسطوري وبين الإطلالة على الحاضر حيث يعيش لحظة العصر ويتعايش مع لحظة الحداثة، التي جعلت منه ذلك الشاعر، الذي ينحاز في لغته إلى الواقع المعاش وهو ما جعله أيضاً يعبر بحرقة العمال والبحارة ويغني ويكتب عبر حنجرة الفنان خالد الشيخ قصائده الغنائية، يقول في نص "جروح":
جروح قلبي وتر
وينك يا عازف عود
اعزف لحناً للبدر
يمكن تراه يعود
ويشوف حال الذي من
شوقه صاير عود
 
يقول أيضاً علي الشرقاوي في قصيدة قهوة "بوضاحي":
بوضاحي سرير طفولة المعنى
وتاريخُ السفينة في تحولها
يسافر من حنان الشوك
في ليل الموانئ يركبُ الأمواج
بوضاحي زغاريدُ العواصف
تنتشي من جمرة في صوت
بن فارس تطير نوارس الأشعار
من سيراف أو دارين
أو مسقط
إلى نافورة شهلاء في أقصى سما فارس
آه بوضاحي
لماذا كلما هدموا جداراً
جفت الكلمة
وإن خلعوا الفسيلة من مراياها
بكت دهراً خلايا الأرض
وإن قلعوا مشاعرنا ضحكنا
 
هذا هو علي الشرقاوي المنحاز إلى الأمكنة والناس وإلى الأرض يروي سيرتها، وإلى البحر يحمل أسراره ويغوص في أمواجه، معبراً عن روح البحرين، وهو المسافر بين بحرين بحر القصيدة المغامَرة والمغامِرَة، وبحر المسافات والنهايات المفتوحة، أحييه شاعراً وصديقاً. وشكراً.
عريف الحفل: شكراً للأستاذ الكاتب الصحفي الأستاذ أحمد عايل فقيهي، وأنقل الكلمة الآن لسعادة الأستاذة الشاعرة بديعة قشقري، تفضلي أستاذة بديعة.
 
 
طباعة
 القراءات :299  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 89 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج