شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
بسم الله الرحمن الرحيم، أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على سيدنا، وحبيبنا، وقدوتنا، محمد بن عبد الله وعلى آل بيته الطاهرين، وصحابته أجمعين.
الأخوات الفاضلات، الأساتذة الأكارم.
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
من مهد الغوص واللؤلؤ، فيحاء دلمون الحضارة، وأصالة الأوال التاريخ، أرض الجزر المفعمة بحب الحياة نحو شواطئ مملكتنا الحبيبة، نرحب أجمل ترحيب بضيفنا الشاعر، والقاص، والمسرحي البحريني المعروف، الأستاذ علي الشرقاوي، فأهلاً وسهلاً ومرحباً به ضيفاً عزيزاً على اثنينيتكم، منضماً إلى كرماء أجلاء من البحرين الشقيقة منحوا اثنينيتكم فرحة تكريمهم: الأستاذ قاسم حداد، والدكتور إبراهيم غلوم، والدكتور عبد اللطيف بن جاسم كانو، والبقية تأتي بمشيئة الله. علائق حب، ووشائج قربى نعتز بها، تحقق تلاقحاً فكرياً، وتواصلاً ثقافياً، وتبادلاً معرفياً.
على رمال شاطئ البحر، وقف ضيفنا الكريم متأملاً متاعب الحياة، وتقلب الزمان، وعبق التاريخ، ومشقة اللغة، وصفاء الكون. فكان عليه أن يقرأ ليسلك طريقاً نحو الأعماق، كان عليه أن يتعلم ليستعيد أنفاسه لالتقاط اللؤلؤ. عليه أن يكتنز خبرة وثقافة وعلماً يؤهله خوض حياته الأدبية القادمة، فالبحر ملهمه الأساسي، قضى على رماله وقتاً مقدراً ليستولد نصاً يلقى ترحيباً، ألِف المساءات الجميلة التي ينفلق فيها قاموسه الشعري، فيسكب على نغماتها بعضاً من همومه ومشاغله، هكذا سارت حياته بين مد وجزر، "فالبحر جزء أساسي من تكويني، جزء مهم في تكوين تصوراتي وإثراء خيالاتي الأولى". هكذا يقول. ومن المفارقات أن ضيفنا الكريم ولد في عام الهزيمة والتقسيم، وبدأت كتاباته تأخذ منحى آخر في عام النكسة، فسكنها الحس السياسي، وتغيرت لديه كثير من المفاهيم التي كان يؤمن بها، ذاق مرارة الاعتقال فكان له في ذلك تصورات وإلهامات، ورؤى، ونتاج أدبي، شكل بطريق أو آخر شخصيته الأدبية، يهمنا أن نسمع منه إضاءات قد يراها ضرورية لاستكمال حلقات حياته في هذا المساء الجميل.
أيها الإخوة، رفد ضيفنا الكريم المكتبة العربية بالكثير من المؤلفات الأدبية والفنية والشعرية، وشكّل مفردة مميزة تتسق مع مجايليه من الشعراء، والكتاب، والمسرحيين الذين يشكلون بانوراما الحياة الثقافية في مجالات الإبداع والفنون بمؤلفاته في فن القصة، وأغاني ومسرح الأطفال، والمسرح الشعري، والأغنية العامية، والمواويل الشعبية، وكتابة الدراما التلفزيونية والإذاعية. فهو من أهم الشخصيات المعروفة، التي أسهمت في بروز الكثير من المبدعين والفنانين، أمثال الفنانين خالد الشيخ ومبارك نجم ويعقوب يوسف، وعبد المجيد عبد الله، وعبد الله رويشد، وغيرهم من الذين وجدوا في قصائد شاعرنا مساحة لتفجير طاقتهم اللحنية التي قدمت أجمل الألحان والأغاني، عبر ينبوع الشعر السخي، الذي لم يبخل به عليهم فالشعر عنده، بوح داخلي، تغذيه التجارب الحياتية، والقراءات المستمرة، والنماذج التي سبقته كالشعراء: إبراهيم العريض، والد الدكتورة ثريا العريض التي كرمتها "الاثنينية"، بتاريخ 12/1/1429هـ الموافق 21/1/2008م وأحمد الشملان، وحسين السماهجي وغيرهم كثر. آثر ضيفنا الكريم الشعر الحداثي، الذي يعدّ أحد أبرز مؤسسيه، ونظم الشعر الشعبي بروح حداثية وترجم فيه الهموم الإنسانية العربية والخليجية، كما فتن بالمواويل الشعبية، التي خصبت مخيلة لا تنضب وروح لا تستقر، ولج لعالم المسرح عبر مسرحياته الشعرية، التي قدم معظمها لعالم الأطفال، سواء في مسرح الطفل أو قصص الأطفال.
يصف ضيفنا الكريم الشعر بأنه ديمومة مرتبطة بروح الإنسان في مختلف الأمكنة والأزمنة، روح تتنفس، وهواء يستنشق، وحرية منضبطة، يتخذ مسارات كثيرة، يتزايد قراؤه، وينمو محبوه، تتصارع فيه تيارات فنية، ذات ألوان مختلفة، فالشاعر عنده لا يموت، وإن تجاوز الزمان والمكان يبقى جزءاً من نسيج الحضارة.
أيها الإخوة، عندما ترجم بعض قصائده للغات الحية كالإنكليزية، والألمانية، والفرنسية، فضلاً عن الروسية والبلغارية، انصب اهتمامه حول شخصية المترجم، التي تموج بالإحساس الفني والأدبي والتمرس مع الفاعلية الأدبية والتجارب الثرية المؤثرة في هذا المضمار، من دون أن يترك المترجم نفسه تتغلغل فيما يترجم من أشعار، بل كان يتشدد في ضرورة أن ينقل المترجم المعنى بحرية ولكن بانضباط ونزاهة، مع ترجمة خلجات النص إلى شعور دافق يتلمسه المتلقي، بعيداً عن الشخصنة والعاطفة، وتداخل النظريات والمعتقدات، قادراً على التغلب على التحديات التي تتعلق باللغة، والوزن، والقافية، والموسيقى الداخلية، ليكون الأقرب والأقدر على صوغ النص المترجم بصورة مقنعة تراعي وتضع في الحسبان جماليات اللغة وحساسياتها، تفرغ شاعرنا لتقديم مشاريع الإبداع في تجربة الكتابة للطفل، التي أحسب أنها من المشاريع الأدبية الجريئة، التي يثمّن أهميتها وضرورة تحويلها من مشروع حائر إلى واقع حي ومتحرك وفاعل.
كما أن المسرح عنده مساحة واسعة من الحرية، يتطور يتمدد بتمدد سقف الحريات، فتتنوع طروحاته، بقدر ما يتاح لها من أجواء نقية وسماوات مفتوحة، فالمسرح التجاري كما يسميه عبارة عن عرض أو عروض كوميدية تنفيسية أو تفريجية، بينما المسرح الحقيقي حياة متسعة يجسد فيها المخرج النص إلى روح وأشكال وحركة.
وفي لحظة الكتابة للطفل، يتقمص ضيفنا الكريم دور الطفل ليكتب قصيدة "طفولية"، ويرى أن التكلفة العالية لمسرح الطفل، من حيث الأغاني، والديكور، والموسيقى وإن كان ناجحاً في البحرين، إلا أن ضعف اهتمامات المخرجين به حال من دون بروزه إلى السطح بصورة أقوى. ومن المهم أن يراعي أدب الأطفال خصائص هذه الشريحة باعتبار الطفل كائناً صغيراً له دوافعه، وميوله، وخيالاته، وقدراته، وقد كانت منابع أدب الأطفال -كما هو معروف- مستمدة من بعض الحكايات العربية التي يحويها تراثنا الأدبي، بالإضافة إلى الترجمة عن بعض اللغات، وخصوصاً الإنكليزية والفرنسية.
كما أن أساليب أدب الأطفال ومضامينه، التي ما تزال نسبياً تدور في دائرة شبه مغلقة، عليها أن تتسع وتنمو وتتفتح لإغناء عالم الطفل الماضي ومعرفة المستقبل.
مسيرة ضيفنا الكريم حافلة بما يثار حولها من تساؤلات لتستكمل الصورة، أترككم في معيته على أمل الالتقاء الأسبوع القادم بالصحافي والروائي والقاص الإماراتي الحاصل على جوائز تقديرية عديدة بحصيلة 14 رواية وقصص عدة، وهو الأستاذ علي عبد الله أبو الريش فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكم.
طبتم وطابت لكم الحياة.
والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه مؤسس "الاثنينية" على كلمته، وقد استمعنا إليه في هذه الكلمة الترحيبية الضافية.
أيها الأخوة والأخوات كما جرت العادة في أمسيات "الاثنينية" بعد أن نسعد جميعاً بالإصغاء إلى حديث ضيفنا الكريم، سيكون هناك مجال للمحاورة من خلال الأسئلة مع الضيف الكريم، يُدفع بالأسئلة إلى المنصة، والتي توضع ضمن ترتيب حسب وصولها ويتم طرح السؤال مباشرة من السائل على أن يكون سؤالاً واحداً لكل سائل أو سائلة، ونرجو الاختصار في السؤال ومن دون مقدمات أو مداخلات.
الشيخ عبد المقصود خوجه: لو سمحتم، نريد في هذه الأمسية أن نتوسع إن كان في الأسئلة وإن كان في التعليق، لأني أريد أن أسمع أكبر عدد ممكن من الآراء والأفكار، التي يتم طرحها بمناقشتها مع ضيفنا الكريم، لأهمية الموضوع الذي سيتكلم فيه، وأنا يهمني أكثر شيء "الطفل" لأنه هو البداية وهو النهاية، فلذلك نريد أن نتوسع في هذه الأمسية فيما ذكرت مع الشكر الجزيل.
عريف الحفل: نعم، إذاً قبل أن نلتقي مع ضيفنا الكريم، هناك بعض الكلمات التي طُلبت للحديث عن الضيف نبدأها بكلمة لسعادة الكاتب والصحفي الأستاذ أحمد عايل فقيهي، تفضل أستاذ أحمد.
 
 
طباعة
 القراءات :311  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 88 من 216
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج