شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
ليلة سبع وعشرين من رمضان (1)
ليلةٌ رُصعَتْ بِنَثْرِ الجُمانِ
غُرَّةٌ في جبين هذا الزّمانِ
جُمِعَتْ في الحسابِ سبعٌ وعشرون ليالٍ خَلَوْنَ من رمضانِ
جعلوها ليلةَ العيدِ تمهيداً، وللمقصد النّبيلِ مغاني
فَهْيَ عيدٌ قد استقلَّتْ بمعناها وحازتْ مُحقِّقاتِ الأماني
* * *
نحن صمنا وصام كلُّ تقِي عابدٍ ربَّهُ سليمِ الجنانِ
وخضعنا لواجباتٍ وأدَّينا فروضاً لِمُبدعِ الأكوانِ
نهتدي جهدَنا بما أمرَ اللهُ ونُلْغِي أوامرَ الشيطانِ
ما فعلنا من المعاصي نُكَفِّرهُ بشهرِ الصّيامِ والقرآنِ
وأمامَ الأنام رَبُّ رحيمٌ واسعُ العَفْوِ شاملُ الغفرانِ
كلّنا مسلمٌ يؤمّلُ خيراً في إله مهيمنٍ رحمانِ
* * *
يا مليكاً في راحتيهِ عُبابُ الجودِ والرّفقِ والحسامِ اليماني
راحةٌ تُجْزِلُ العطاء وأخرى تحملُ السيفَ للعدوِّ المهانِ
أنتَ إن صُلْتَ صولةً أخلدوا ذلاً وطاحوا صَرْعَى على الأذقانِ
فيكَ سرُّ النبوغِ، تَحْمِلُهُ نفسُ طموحٍ مُجَسَّمٍ للعَيانِ
صورةٌ كلُّها جلالٌ ومجدٌ في ممرِّ الأجيالِ والأزمانِ
ومثالٌ للعبقرية فذٌ رائعُ الحسن كاملُ الإتقانِ
خُلِّدَتْ فيه أعمالُكَ الغُرُّ فما كان قاصياً فَهْوَ داني
* * *
إيه يا صاحبَ السُّمُوِّ إليكَ الآن أهدي شعراً غزيرَ المعاني
وهْوَ فيما يريدُ ينطقُ بالصدقِ ويُمْلي حقائقاً ذاتَ شأنِ
وسيُنْهي إليك -غيرَ محابي- كلَّ ما حزتموهُ من إحسانِ
شُدْتُمُو في الحجاز -وهو فقيرٌ- كلَّ ما أنتجتْ يدُ العُمْرانِ
حين حصّنتمو دائمة الشمَّ، فأمسى مُوَطَّدَ البنيانِ
هو لم يبلغِ الكمالَ ولكنْ مُدَّ نحوَ الكمالِ منه اليدانِ
كان من قبلُ مرتعاً لاحتقارٍ في البرايا ومسرحاً للهوانِ
عَبَثَتْ فيه أنفسٌ ذاتُ سوءٍ ليتها ما انتمتْ إلى عدنانِ
ونرى الآن فيه مجتمعَ العلمِ فسيحاً، مجالُه للرِّهانِ
قد تَرقَّى تقدُّماً ونهوضاً حينما شفَّ عن فعالٍ حسانِ
قد رأينا تجدّداً في قُواهُ فأرَوْنا تَفَتُّقَ الأذهانِ
وأرَوْنا فيه رجالاً عظاماً نبَغُوا في سياسةٍ وافتنانِ
إنَّ فيه نَشْئاً، ما ترَوَّى من رحيقِ النُّهى وخمرِ البيانِ
ومشى نحو غايةٍ ذاتِ مجدٍ يستقي نفعَها فَمُ الأوطانِ
سوف يغدو كلٌ من النّشءِ فذّاً ويُؤَدِّي لفرضِهِ الإنساني
إنَّ فيه مظاهراً من ضروب العلم شَتَّى، برّاقةَ الألوانِ
إنَّ فيه الرجالَ من علماءِ الدّين أبْدَوْا حقائقَ الإيمانِ
كلُّ هذا أنتم ذووهُ ولولاكمْ لما كان ذاك في الإمكانِ
حزتمو فَخْرَهُ وأصلحتمو ما كان فيه من اضطراب الكيانِ
ونفختمْ روحَ التطوّرِ فيه بعدما أدرجوا في الأَكفانِ (2)
وأَعَدْتُمْ له مكانتَه العليا فأضحى له عزيزُ المكان
وأَعَدْتُمْ للعُرْبِ فخراً قديماً قد تولتْ به يَدُ الحَدَثانِ (3)
فمضى ذكرهم يُحَلِّقُ في الجَوِّ ويُدَوِّي صَدَاهُ في الآذانِ
* * *
سيّدي، إنَّ عهدَكم عهدُ نورٍ حافلٍ بالفنون والعرفانِ
أثمرتْ فيه روضةُ العلم من آسٍ ومن نَرْجِسٍ ومن رَيْحانِ
سنُغَذّي النّفوس فيها أبيَّاتٍ، ونجني القطوفَ منها دواني
عند هذا يُحَقِّقُ البلدُ الطيِّبُ في راحتيك أسْنَى الأماني
* * *
سيّدي، نِلْتُ جانباً من نداكمْ باسقَ الفرعِ مُثْمِرَ الأفنانِ
وحياتي ونشأتي في حماكمْ أستقي وَبْلَ جودِكَ الهَتَّانِ
كيف أخشى الخطوبَ إن لازمْتني وأنا غَرْسُ دوحِكَ الفَيْنانِ
أصْدِرِ الأمرَ ما حَييتَ مطاعاً لا أنا عاجزٌ ولا مُتَواني
وسأطريكَ ما بقيتُ وإن كان بياني مقصرّاً ولساني
27 رمضان 1351هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :526  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 249 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.