شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تحيّة تهنئة لجلالة الملك المعظم (1)
أقطاراً ركبتَهُ أم جناحا
وبحاراً قطعتَها أم بطاحا
حين أقبلتَ تَزْجُرُ العِيسَ حثّاً
وتشقُّ الوهادَ ساحاً فساحا (2)
تبتغي طاعةَ الإلهِ إلى الحجِّ
تُلَبِّيهِ مُذْعِناً مرتاحا
تارةً في الرّياضِ تأمرُ بالعرفِ
وتجلو جبينَها الوضّاحا
وإذا شئتَ مكّةَ فهْيَ تُبدي
بِشْرَها والسرورَ والأفراحا
أبداً تَقْطَعُ الدّيارَ ذهاباً
وإياباً وجِيئَةً ورَوَاحا
تشتهي راحةَ البلادِ فَسَلْها
هل رأتْ عند غيرِكَ الإصلاحا؟
عندما جئتها بعهدك لاقتْ
منكَ خيراً ونعمة وفلاحا
شَعْبُكَ الحيُّ نِضْوُ كَدِّ وجُهْدٍ
فإذا جئتَ واسترحْتَ استراحا (3)
غبتَ عنه وأُبْتَ بعد قليلٍ
مثلَ بدرٍ خَبَا مَلِيّاً ولاحا
هل توَسَّمْتَ في الملامحِ بِشْراً
وتَحَسَّسْتَ في القلوبِ انْشراحا؟
خُلُقٌ فيك يستطيلُ فخاراً
يجمعُ الجودَ والنُّهَى والسِّماحا
قدْ عَهِدْناكَ في الأمور سياسياً
أريباً مُحَنَّكاً جَحْجاحا (4)
ما التَّسَامي وما الرّشادُ وما الحكمة
تملي وما المعاني فِصاحا (5)
غيرُ طبعٍ مُهَذَّبٍ فيك، تَبْنِي
منه إن شئتَ معجزاتٍ صِحاحا
غيرُ حكمٍ جَمَعْتَهُ في معانٍ
رددته الطيور منك صداحا
قد تَعَاظَمْتَ صَوْلَةً واقتداراً
وتَمَنَّعْتَ قُوَّةً وسِلاحا
فإذا ما فَعَلْتَ، فعلاً جليلاً
وإذا ما نطَقْتَ، قولاً صِراحا
أنت علَّمْتَنَا النهوضَ فأمسى
بعد ما حَرَّمُوهُ شيئاً مُباحا
فتقدّمْ إلى السبيلِ إماماً
وَأزِلْ عن بلادكَ الأتْراحا
وَحِزِ المجدَ مُشْمَخِرّاً أثيلاً
واشرَبِ الماء سلسبيلاً قَرَاحا (6)
وابْتَكِرْ في الأمور رأياً سديداً
واكتسحْ شوكةَ العدوِّ اكتساحا
* * *
قل لمن شاء في الحياةِ مزاحاً
كن عزوماً وخلِّ عنكَ المِزاحا
استحالتْ هذي الحياةُ نِضالاً
ودفاعاً وصولةً وكفاحا
إنَّ من يَحْسِبُ الحياةَ مِزاحاً
صَرَعَتْهُ هَوْجُ الرّياحِ فَطَاحا
دَعْهُ يبكي على حياةٍ توَلَّتْ
دعْهُ يبكي تأسُّفاً ونُوَاحا
أصبح العربُ بعد عِزٍّ يُضامونَ
وأضحى حِمَاهُمُ مُستباحا
وسرى فيهم السُّباتُ فناموا
ليَلهم ما رأوا هناك صباحا
وملوكُ الإسلامِ تَنْعَمُ عيشاً
وتَمَصُّ اللَّمَى وتَشْرَبُ راحا (7)
فتَمَطَّى عبدُ العزيز ونادى
فيهمُ قائماً وَهَبَّ وَصَاحا
خَلَقَتْ فيه قُوَّةُ العزمِ رُوحاً
مُسْتَجِدّاً يُعَلِّمُ الأرْواحا (8)
شأنُهُ أن يَبُثَّ فيهمْ حياةً
تَكْفُلُ الفوزَ فيهمُ والصَّلاحا
ذَوَّقْتَهُمْ جَنَى التّقدّمِ حتّى
أصبحوا بعد ذاك عُرْباً قُحاحا
فَمَشَوا يَنْشُدُونَ مجداً تليداً
ومَضَوا يحملون بيضاً صِفاحا
وسرتْ في العروق روحُ حياةٍ
قَلَّدَتْهُمْ من الفَخَارِ وِشَاحا
حيث عبدُ العزيزِ يُزْجي خطاها
حاملاً في طريقِها المصباحا
وَهُمُ اليومَ في الطريقِ مُجِدُّونَ
فَهَيِّىءْ لهم إلهي نَجاحا
* * *
يا مليكَ البلادِ حيَّتْك من شِعْري
عروسٌ أطْلَقْتُ منها السَّراحا
وضع الشَّاعرون فيك أناشيداً
فلم تَلْقَ في الفؤادِ ارتياحا
وكذاك المديحُ ما لم يكن عفواً
فَدَعْهُ ما كان إلاّ نِباحا
إنّما المدحُ صورة من ولاءٍ
كامنٍ كان في الفؤادِ فباحا
كلّما عنَّ لي مديحُكَ أصْبَحْتُ
على الأثْرِ شاعراً مَدَّاحا
يوم عيد الأضحى الكبير 1351هـ.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :503  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 250 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء التاسع - رسائل تحية وإشادة بالإصدارات: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج