شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
كلمة الناشر
قيل إنه جاء "من خارج الزمن".. وهو وصف يتماهى إلى حد كبير مع الأستاذ حمزة شحاته "رحمه الله" الذي كان أطيافاً من الإبداع في إهاب رجل واحد.. فهو أحد أهم الشعراء السعوديين المعاصرين.. سعيداً أن أفرد لمجموعة أعماله الكاملة هذا الإصدار المميز، لما له من تأثير عميق في الساحة الثقافية، وهو أثر لم يزده تعاقب السنين إلا توهجاً وعلواً.. وكلما أمعن الباحثون والدارسون في تتبع آثاره الأدبية أدركوا أنهم أمام قمة أدبية لها دلالاتها الخاصة وشخصيتها المميزة، وهو ما دعا الأستاذ الكبير عزيز ضياء "رحمه الله" إلى تأليف كتابه "حمزة شحاتة قمة عُرفت ولم تكتشف" راسماً ملامح ذلك المبدع، ومؤطراً شخصيته بقلم الصديق والدارس والباحث المتعمق في نتاجه شعراً ونثراً.. ومما يذكر أن عملنا هذا يتضمن نشر ما لم ينشر من إبداعات شاعرنا الكبير، وذلك بمناسبة مرور مائة عام على مولده، مستهلاً بنشر جميع ما لم ينشر.
ألقى شاعرنا وأديبنا الكبير عام 1359هـ/1940م -وهو ابن ثلاثين عاماً- محاضرة في جمعية الإسعاف بمكة المكرمة، ظلت علامة فارقة في الأدب السعودي المعاصر، بعنوان "الرجولة عماد الخلق الفاضل" متجاوزاً العنوان الذي كان مقرراً أصلاً "الخلق الفاضل عماد الرجولة".. كانت ولم تزل غاية في العمق والقوة، والمتعة والفائدة.. جمع فأوعى من خلالها، ورغم طول المحاضرة فإن الحضور لم يملّوا الاستماع، مأخوذين بأسلوبه الفذ، وعلمه الغزير، وترابط أفكاره وتناسقها.
وكان هذا ديدنه مع نثره البديع، ويبدو ذلك واضحاً في كتابه "رفات عقل" الذي قام بجمعه وتنسيقه صديقه الأستاذ عبد الحميد مشخص "رحمه الله".. في بادرة وفاء غير مستغربة عليه، إذ لولا جهوده المشكورة لضاع هذا العمل مع غيره مما لم يتسنَّ لمحبي شاعرنا الكبير الحصول عليه، فقد أشار معاصروه إلى أنه كان لا يحتفظ بما يكتب!! وقد أثبت ذلك بقوله: "ولم أكن راضياً قط، عن أثر من آثاري الأدبية بعد تأمله ولذلك لم أفكر في جمع هذه الآثار"، وهذا الكتاب رغم صفحاته التي لا تتجاوز مائة وخمسين من القطع المتوسط، إلا أن مصنفه الكريم أراد به ترجمة حياة الشاعر الكبير، لذا جاء مكثفاً بدرجة غير عادية، فيه شذرات عن حياة الشاعر، وأكثره إضاءات فلسفية في الناس، والحياة، والفكر، والأدب، والصحافة، وغيرها من شؤون وشجون المجتمع والنفس البشرية. فقد جمع الشاعر بين الشعر والفلسفة، شأن بعض الشعراء المطبوعين، الذين صقلوا مواهبهم بالقراءة والاستزادة من خزائن المعرفة اللامحدودة، وانطلقوا عبر بوابة الترجمة لينهلوا من علوم الشرق والغرب.. وقد كان شاعرنا الكبير بحق من هذه الفئة المميزة.
أما كتابه الصغير الآخر "حمار حمزة شحاتة" فقد جاء قبل كتابي توفيق الحكيم "حمار الحكيم" و "حماري قال لي".. بأسلوب مميز في الأدب الساخر في الوقت الذي لم يتعرف كثير من أدباء العربية على هذا النمط، فهو سابق في هذا الباب دون شك.
ومن تراث أديبنا الكبير كتابه "إلى ابنتي شيرين" وهو مجموعة رسائل حميمة بينه وابنته شيرين، وكعادته في عدم رغبته في النشر أو حتى الاحتفاظ بما يكتب، كان غير سعيد بما اقترحته عليه ابنته بشأن نشر الرسائل التي تلقتها منه، إيماناً منها بأنها عمل أدبي رفيع تحب أن يشاركها القراء أينما كانوا متعته والاستفادة من أفكاره وآرائه.. إلا أنه رفض الفكرة جملة وتفصيلاً، مؤكداً ذلك بما كتبه لزوجها: "إن الرسائل الخاصة لا يبرر نشرها شيء أقل من أن يكون نماذج من أدب أو فلسفة أو علم.. ورسائلنا لم يقصد لها من الأساس أن تمثل عنصراً من هذه العناصر وإلى هذا فهي لم تلج باباً من أبواب حرية التعبير عن مقاصد ذات مستوى يبرر عرضها للناس".. هكذا أراد "رحمه الله" وقد ورثت عنه ابنته بعض إصرار على إنفاذ ما تريد، فقد جمعت تلك الرسائل ودفعت بها إلى شركة تهامة للطباعة والنشر والإعلان التي نشرتها -مشكورة- آخذة في الاعتبار أن حياة الأديب ملك للجميع، بما فيها رسائله وخلجات نفسه.
أما ديوان شعره الذي يحمل عنوان "ديوان حمزة شحاتة" فقد اشتمل على أغراض الشعر المتعارف عليها من غزل، ووجدانيات، وملاحم، وغيرها.. ويرى المتأمل في هذا الديوان مطولات تجمع بين جزالة اللفظ، وعمق الفكر، وجذاذات النفس، وقلق الفكر والفلسفة.. إنها كيمياء القصيد التي لا تتأتى إلا لأصحاب المواهب الفذة، وشاعرنا الكبير على سدتهم قمة.. باذخ العطاء، في انتظار من يلاحق إبداعاته لكشف المزيد من الروائع.
ولا بد من إزجاء الشكر والثناء إلى الأخ الدكتور هشام محمد نور صلاح جمجوم الذي قدم أربعين قصيدة لم تنشر من قبل، وهي إضافة قيمة ربما لم تكن لترى النور لولا جميل تواصله واهتمامه الكبير وحرصه على ظهور هذا العمل بما يعود بالفائدة على الوطن، فهو يمثل رافداً ثقافياً له مردوده وتأثيره المباشر إن شاء الله على الساحة الثقافية.
وقد ضمت مجموعة كريمة -ممن تداعوا لهذا الغرض- الأساتذة الآتية أسماؤهم:
(1) محمد صالح باخطمة
(2) عبد الفتاح أبو مدين
(3) حسين الغريبي
(4) عبد الله فراج الشريف
(5) الدكتور عاصم حمدان
(6) الدكتور جميل مغربي
(7) الدكتور محمود زيني
(8) الدكتور محمد الحسن محجوب
وتمكنت مجموعة الأساتذة مشكورة من عقد أربعة اجتماعات.. حضرها كل من:
(1) الأستاذ الدكتور عاصم حمدان
(2) الأستاذ الدكتور محمود زيني
(3) الأستاذ الدكتور جميل مغربي
(4) الأستاذ حسين الغريبي
(5) الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين
الأستاذ عبد الله فراج الشريف، حضر ثلاثة اجتماعات
والأستاذ محمد صالح باخطمة، حضر اجتماعاً واحدًا [1].. وأرسل ملفين يحتويان على رسائل ذات طابع خاص، ورسائل متبادلة بين الأستاذين حمزة شحاتة ومحمد عمر توفيق "رحمهما الله"، وهما نفس الملفين اللذين تلقيناهما من الأستاذ محمد سعيد طيب، مع ملاحظة أن بعض الرسائل نُشرت في كتاب "الرسائل" لمحمد عمر توفيق الذي طبعته "جامعة أم القرى" عام 1424هـ-2003م. والبعض الآخر لم تنشر باعتبارها عادية جداً، كما حضرت -مشكورة- الأستاذة زلفى حمزة شحاتة بصحبة زوجها أحد الاجتماعات، فلهم الشكر على جميل تواصلهم.. ثم بدأت المسيرة.. إلا أن بعضهم لم تمكنه ظروفه من الاستمرار في الاجتماعات، فعهدتُ إلى لجنة متخصصة من جهاز "الاثنينية" تمكنت بعد مخاض طويل وجهد كبير استمر زهاء العامين من إنجاز الآتي:
تحديد المصادر بـ: (أ) الطبعات السابقة من ديوان حمزة شحاتة، (ب) مسح الصحف والمجلات بيبلوغرافياً، (ج) أوراق الدكتور هشام جمجوم.
(2) وبإجراء المسح الشامل على الصحف والمجلات، توصلنا إلى قصائد حلمنتيشية تنشر لأول مرة وعددها خمس قصائد. كما عثرنا على عدة مقالات كتبها شاعرنا الكبير بأسماء مستعارة في "صوت الحجاز" مثل: كويتب، وأديب بارز لم يشأ ذكر اسمه، وأبو عرب، وهول الليل، وغيرها وعددها 15 مقالاً.. كما وجدنا رسائل متبادلة بينه وبين الأستاذ محمد عمر توفيق "رحمهما الله".
(3) إرجاع موضوعات كتابه "حمار حمزة شحاتة" إلى مصادرها في جريدة صوت الحجاز، بذكر رقم العدد وتاريخه حسب تسلسله؛ ليسهل الوصول إليها.
(4) إثبات كتاب "شجون لا تنتهي" كما هو باعتباره مؤلفاً قائماً بذاته، بمقدمة الأستاذ محمد عبد المنعم خفاجي، وأثبتنا فيه قصيدة الشاعر المشهورة "ماذا تقول شجرة لأختها" وعدد أبياتها 56 بيتاً لم يرد ذكرها في الديوان المطبوع سابقاً.
(5) إثبات كتاب "غادة بولاق" كما هو باعتباره مؤلفاً قائماً بذاته أيضاً، بتقديم الأستاذ مختار الوكيل.
(6) وضع "القصائد التي لم تنشر قبل" منفصلة، لأهميتها وتيسيراً لوصول القارئ إليها، وعددها 40 قصيدة، كقصيدة "المسافر" وعدد أبياتها 56 بيتاً، وقصيدة "الدرب القديم" وعدد أبياتها 106 أبيات، وقصيدتي "الفم الأول" 63 بيتاً، التي ألفها الشاعر في 11/02/1378هـ الموافق 27/8/1958م، و "الفم والثاني" 130 بيتاً، كأطول قصائد الشاعر، والتي ألفها في 03/06/1379هـ الموافق 4/12/1959م، وبلغ مجموع أبيات القصيدتين 193 بيتاً.
(7) تصحيح بعض المفردات التي وردت خطأ في ثنايا قصائد الطبعة السابقة.
(8) تصحيح معاني بعض المفردات ذات الصبغة المحلية.
(9) إعادة قراءة قصائد الطبعة السابقة، ومقارنتها بأصول القصائد التي وردتنا بخط يد الشاعر وتصحيحها وفقاً لذلك.
(10) وضع نقاط متقطعة بدلاً عن بعض المفردات التي لم نستطع فك غموض أحرفها.
(11) تعديل وإثبات عناوين القصائد وفقاً لما وضعه الشاعر بنفسه.
(12) تم ضم ثلاثٍ وثلاثين رسالة متبادلة بين الأستاذين حمزة شحاتة ومحمد عمر توفيق، وردت في كتاب "الرسائل" تحت عنوان "أحلام الخالدين"، الذي طبعته جامعة أم القرى عام 1424هـ/2003م.
(13) إعادة تبويب قصائد الطبعة السابقة، لتصبح أكثر شمولية ودقة كما يلي:
* الوجدانيات
* الحكم والتجارب
* المناظرات الشعرية
* التأملات
* الإخوانيات
* الحلمنتيشيات
(14) الاستفادة من رسالتي الماجستير بعنوان "حمزة شحاته شاعراً إسلامياً" للباحث فايز طلعت وفا، و "أدب حمزة شحاته" للباحث عادل خميس الزهراني، وكتاب "حمزة شحاته.. أيام معه" للأستاذ محمد صالح باخطمة -طبعة عام 1427هـ/2006م.. و "ديوان حمزة شحاتة" الذي طبعه النادي الأدبي الثقافي بجدة عام 1427هـ/2006م.
(15) كما لاحظتُ أن كتاب "قصائد لم تنشر" للدكتور غازي جمجوم، يحتوي القصائد نفسها التي وصلتنا من الدكتور هشام جمجوم ما عدا خمس قصائد نُشرت (بتصرف)، لم تكن ضمن الأوراق التي وصلتنا، نضعها بين يدي القارئ كما هي من دون تصرف.
لقد بذلتُ جهداً مضنياً في تحقيق قصائد كثيرة ضمها هذا العمل، فلشاعرنا الكبير قاموسه الخاص الذي ارتوى من بيئته الخصبة في مسقط رأسه ومدارج صباه بمنطقة مكة المكرمة.
سعيداً أن أضع هذه الأعمال الكاملة في ثلاثة أجزاء بين أيدي الأساتذة الأفاضل من أدباء وشعراء، وغيرهم من شداة الأدب ممن ينقبون عن الأصالة والمعاصرة.. آملاً أن يجدوا فيها ما يرضي بعض تطلعاتهم، ويعينهم في مساراتهم المختلفة.
والله الموفق..
عبد المقصود محمد سعيد خوجه
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1460  التعليقات :0
 

صفحة 1 من 169
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

سعادة الأستاذة صفية بن زقر

رائدة الفن التشكيلي في المملكة، أول من أسست داراُ للرسم والثقافة والتراث في جدة، شاركت في العديد من المعارض المحلية والإقليمية والدولية .