شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الأستاذ يحيى السماوي ))
ثم ألقى الأستاذ يحيى السماوي الكلمة التالية:
- بسم الله الرحمن الرحيم.
- السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
- كليمة قصيرة، أنا على يقين أن شيئين في هذه الأرض الطيبة لا يعرفان الشيخوخة: الفضيلة والشعر. مرة قلت لأستاذيَّ الجواهري ومحمد حسن الفقي: إنكما الأكثر فتوة منا؛ وأحسب أن ما قلته كان صحيحاً، ذلك أنهما الأكثر فتوة وشباباً من جميع أفراد قبيلة الشعر، وأننا على رغم فتوتنا نعجز عن اللحاق بهما حتى حين يسيران على عكازين؛ والليلة أقول: إن الفتيّ عصاماً ولد من رحم الشعر شاباً قوي البنية معافاً.
- الموهبة - أيها الأحبة - مثل الكمأ البري تنبت من تلقاء نفسها غير أنها تبقى بحاجة لليد التي تضعها على آنيتنا المعرفية، وأحسب أن كريم الأدب وأديب الكرم الشيخ عبد المقصود خوجه ستكون نعم اليد؛ فالليلة قد أوقفتنا على واحة شعرية طيبة، ولئن كانت الزهورُ تبدأ براعم صغيرة فالفتي عصام بدأ غصناً أو ربما شجرة، دون أن يمر بمرحلة الطفولة الشعرية، وأعني بها تلك المرحلة التي يكتب فيها الشاعر قصائد لا تمتلك القدرة على الوقوف على قدمين ثابتتين.
- هكذا خيل لي حين تفضل عليّ الشيخ عبد المقصود بأن أقرأ قصائد الفتيَ عصام، ولذا أحسب أن عصاماً أكبر من عمره، ولعل الغد سيشهد فيه شجرة شعرية تحجب بظلالها الآخرين، أو الكثير من الآخرين، شريطة أن يخلص عصام للشعر وللفضيلة، وأظنه قد بدأ الإخلاص لهما؛ ففي قصائده عرفتُ أن عصاماً قد رضع لبن الفضيلة واستحم قلبه بمياه الصلوات. لا أدعي أن عصاماً - فيما قرأت له - قد جاء بالجديد الشعري، بيد أنني متأكد من أن رحمه الشعري سينجب هذا الجديد يوماً.
- والحقَ أقول: إنما بهرني فيه هو امتلاكه أُذناً موسيقية صافية، تمثلت بإجادته بحور الشعر وعروضه، دون أن يكون قد درسها دراسة أكاديمية، فجاءت قصائده سليمة الوزن باستثناء القليل من الزحافات، وتلك كما تعرفون أيها الطيبون أن شعراء المعلقات لم ينجو من زحاف في قصائدهم، وإذا كان المألوف أن الشعراء يبدؤون مراحلهم الشعرية بالغزل، لكونه أقرب إلى وجدان الشاعر، وبخاصة في بدء ميلاده الشعري، فإن عصاماً بدأ ميلاده الشعري كبيراً، بدأه بالشعر الوطني والإسلامي، لاثماً جرح سراييفو حيناً، وحيناً مفترشاً بأحداقه هذه الأرض الطيبة..، مرةً يشجو وحيناً يُشجي؛ فهو والحق شاعرٌ يمتلك أدوات الشعر، ولربما لن يكون بعيداً اليوم الَّذي يصنعُ بشجرته الشعرية غابة كاملة.
- ثمة ميزة أخرى وجدتها في شعر الفتى الناضج عصام، وهو امتداد القصيدة والنفس الملحمي، وقدرته على إرساء سفينته الشعرية في أكثر من بحرٍ شعري بدءاً بالهَزجِ والرَملِ والمديد والكامل، وانتهاءاً بمجزوءات عديدة؛ باختصار كثيف أحسب أن عصاماً ولد كبيراً، أو هكذا يبدو لي فتىً أكبرُ من عمره، وأن قامته الشعرية ستحجب يوماً الكثير، وسينقش اسمه على جذع الزمن حين يخلص للشعر، فالشعر عنيدٌ ومشاكس لا يروض نفسه إلاَّ للنبلاء.
- شكراً للشيخ الأديب الأستاذ عبد المقصود خوجه، شكراً للمحتفى به، شكراً لهذه الوجوه التي أراها أمامي.. كما لو أنها قلوبٌ تنبض بشاشة، شكراً لكل حرفٍ فاضل.
- والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :455  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 162 من 171
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج