شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
((كلمة سعادة الشيخ عبد المقصود محمد سعيد خوجه))
أحمدك اللهم كما ينبغي لجلال وجهك وعظيم سلطانك، وأصلي وأسلم على خير خلقك، حبيبك وصفيك، سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.
الأساتذة الكرام
السيدات الفضليات
السلام عليكم ورحمة الله وبركاته:
كم هو جميل أن نلتقي للاحتفاء بأنيس يعده البعض خير جليس في الزمان.. الاثنينية تحتفي بالمبدعين، والمؤسسات التي تسهم في إثراء أوعية الثقافة والفكر، ولم تغفل الاحتفاء بالكتاب باعتباره أهم مصادر المعرفة رغم منافسة النشر الإلكتروني.. فنسعد الليلة بالاحتفاء بكتاب "بعض الأيام.. بعض الليالي" للمفكر، والكاتب الصحفي المعروف، الدكتور عبد الله مناع.
إنعاشاً للذاكرة أشير إلى أن اثنينيتكم احتفت بالكتاب في عدة أمسيات عبر مسيرتها التي تجاوزت ربع قرن: "الخطيئة والتكفير" للدكتور عبد الله الغذامي، و "أبو هريرة الصحابي الجليل والحقيقة الكاملة" لمعالي الدكتور محمد عبده يماني، و "الجواهري صناجة العرب" للدكتور زاهد زهدي "رحمه الله".. و "الإسلام وأمريكا وأحداث سبتمبر" لمعالي الأستاذ الدكتور محمود بن محمد سفر.. و "باب السلام في المسجد الحرام ودور مكتباته في النهضة العلمية والأدبية الحديثة" لفضيلة الأستاذ الدكتور عبد الوهاب أبو سليمان.. وتأتي هذه الأمسية امتداداً لتلك المحطات التي أرغدت وجداننا وأسهمت في توثيق عرى محبتنا للكتاب.
لن أتحدث عن المؤلف.. فهو ليس ضيف "الاثنينية" أو فارس الأمسية كما نشير عادة إلى المحتفى به.. إنه معروف لدى معظم الأساتذة والأستاذات الحضور، وقد احتفت به "الاثنينية" بتاريخ 1/4/1410هـ الموافق 30/10/1998م، في أمسية تم توثيقها بالجزء الثامن من سلسلة أمسيات الاثنينية.. كما إنه عضو مجلس أصحاب الفضيلة والمعالي والسعادة رعاة الاثنينية.. وعليه فإن فارس الأمسية هو كتابه الذي نحن بصدده.
كتاب "بعض الأيام.. بعض الليالي" من الكتب التي تجذب قارئها أكثر من مرة، وشخصياً قرأته مرتين: مرة "التهاماً" وأخرى "انسجاماً واستلهاماً".. وكتبت إلى المؤلف في حينه قائلاً: (إنه من الكتب القليلة التي عبرت عن مكنون النفس.. فوجدت ذاتي متحررة من قيود الزمان والمكان، محلقة مع ذكرياتكم التي أشاطركم إياها من منطلق وحدة البيئة في مكة المكرمة وجدة.. وتقارب ميولنا الثقافية والاجتماعية، ونظرتنا إلى الحياة.. أخذني الكتاب إلى عوالم مسحورة بدفء لغته وإيماءاته الجميلة، وتسلسل الأفكار التي جعلت منه نسيجاً مميزاً.. تجولت عبر "الحواري" والشوارع المتعرجة، ثم التقيت معكم على أكثر من قاسم مشترك.. كان اليتم، ودور الوالدة في التربية والتنشئة من أهم الجوانب التي وحدت بين طفولتنا رغم اختلاف الزمان والمكان).
الكتاب الذي نحتفي به يدور في إطار من السيرة الذاتية، بأسلوب أدبي سردي أشبه بالرواية، وأحسب أن بعض كتاب الذكريات أو السيرة الذاتية من شداة الأدب يتوهمون سهولة الموضوع فيتناولونه بشيء من الخفة، باعتبار المادة ملكهم وحدهم، وبالتالي فهي مطواعة لمشيئتهم يشكلونها وفق رؤاهم، وللأسف تكون النتيجة أقل بكثير من المستوى الذي يتطلع إليه المتلقي، فالمسألة ليست ذكريات يتم تسجيلها على الورق بقدر ما هي عمل أدبي يخضع لضوابط صارمة لا يجوز القفز عليها، أو التفلت منها، وإلا أصبح العطاء هامشياً لا يستحق عناء القراءة وإضاعة الوقت.
إن المتتبع للكتاب يجد أنه تحدث عن ذاكرة المكان ربما أكثر من ذكريات الكاتب القدير، فهو يجول بالمتلقي في حارات جدة القديمة، وشوارعها الرئيسة والخلفية، وبرحاتها بتفصيل دقيق يشكل صوراً حية تتقافز على الورق، مستمراً في حركته الترددية بين الأحياء والبرحات حتى صفحة (81)، ثم يدلف إلى ذاكرة أماكن أخرى في القاهرة، والإسكندرية، في لقطات لا تقل رشاقة وأناقة عن السرد الذي سبقها حول مدينة جدة.. غير أنه في أرض الكنانة يمزج بين السياسة والأدب والفن، غير منفصل عن البيئة التي غذته بتلك التجارب الرائعة.
بسلاسة فائقة انتقل "المناع" إلى حياته التي وجد فيها نفسه: "الكتابة الصحفية، والأدبية، والفكرية، والسياسية، والفنية، والرياضية" ذلك أن مشواره مع الكلمة بدأ أثناء الدراسة الجامعية، ثم واصل مسيرته بعد التخرج إلى أن تغلب الطبع على التطبع، فطبعه "الكتابة" وتطبعه "الطب" فانهزم الأخير ليفسح المجال أمام واحد من أهم الكتاب المعاصرين في مختلف مجالات العمل الإعلامي "المهني": صحفياً وإذاعياً.. لقد أفرد جانباً كبيراً لذكرياته في العمل الصحفي خاصة بجريدة (البلاد)، ومجلة "اقرأ".. بالإضافة إلى حالات الفرح والإحباط التي عاصرها رئيساً أكثر من مرة لنادي "الاتحاد" الرياضي بجدة.
هذه لمحات سريعة عن هذا الإصدار الذي آمل أن يشكل إضافة قيمة للمكتبة.. وإذ نحتفي به إنما نركز على القيمة الكبرى التي منحها الكاتب للمكان باعتباره الكينونة، والملاذ، والعبق، والبيئة التي تتفاعل مع المجتمع، هناك توافق وانسجام بين المكان سواء في المنازل أو الأسواق والشوارع والميادين، وبين طبيعة الناس الذين يتعايشون في تلك الأمكنة، ويعمرونها بالحياة والحب.
ويبقى نص الكتاب إبداعياً مع ما جانبه من شطحات قلم، ويبقى المتن رائعاً بعيداً عن هنات هوامشه.. ومن طبيعة الأشياء الاتفاق والاختلاف بالإضافة إلى أن "الاثنينية" قامت على ركائز ثابتة: لا سياسة، ولا عرقية، ولا مذهبية، ولا عنصرية، ولا تصفية حسابات.. وهذه الأمسية مثلها مثل كل أمسيات "الاثنينية" تتفاعل مع النص بعيداً عن غيره، وكما تعودتم فلن يُحجب أي سؤال لا يصطدم بركائزها التي أشرت إليها آنفاً.
أشار الكاتب إلى أن هذا العمل يمثل الجزء الأول من ذكرياته.. متطلعاً مع محبي الكتاب، والريشة المغموسة في محبرة الوجدان، إلى الجزء الثاني أو الأجزاء التالية ليكتمل البناء، ونسعد بتوثيق هذه المرحلة المهمة بكل تضاريسها وتقاطعاتها الثقافية والاجتماعية والسياسية والاقتصادية.. كتابة السيرة عند الدكتور عبد الله مناع ليست عملاً منبتاً، بل جذور تمتد لتشمل كل ما له علاقة بنبض الحياة وتياراتها المختلفة.
فدعونا نستمع إلى أخي الدكتور عبد الله مناع، متحدثاً عن كتابه المحتفى به، ومجيباً عن أسئلتكم واستفساراتكم.. وعلى أمل أن نلتقي الأسبوع القادم بسعادة الشيخ صالح عبد الله كامل، رجل الأعمال المعروف، ورئيس الغرفة التجارية الإسلامية، وصاحب المبادرات المميزة في الاقتصاد الإسلامي، والنشاطات الإعلامية ممثلة في باقة قنوات "راديو وتلفزيون العرب" ART الفضائية.. فأهلاً وسهلاً ومرحباً به وبكل من يتعامل مع الكلمة.. وإلى لقاء يتجدد وأنتم بخير.
والسلام عليكم ورحمة الله.
عريف الحفل: شكراً لسعادة الشيخ عبد المقصود خوجه مؤسس هذا المنتدى الثقافي الماتع، أيها السيدات والسادة سنبحر الآن بين دفتي كتاب بعض الأيام وبعض الليالي، حيث سنغوص قليلاً في ذاكرة الزمن في رحلة ربانها الدكتور عبد الله مناع والذي تعطى له الكلمة الآن وكلنا ننصت إلى رحلته ونرجو أن تستمتعوا جميعاً بهذه الرحلة الشيقة إن شاء الله.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :464  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 82 من 223
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.