شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة فضيلة الشيخ محمد علي الصابوني ))
ثم أعطيت الكلمة للشيخ محمد علي الصابوني، فقال:
- حمداً لله، وصلاة وسلاماً على رسوله الكريم، سيد ولد عدنان.. نبينا محمد، وعلى آله وصحبه ومن والاه..، وبعد:
 
- أيها الإخوة الأحباب، نلتقي في هذه الأمسية الكريمة على الاحتفاء برجل من رجالات العلم والأدب، وطود شامخ لأساطين بناة السياسة؛ عرفته الجامعات بنشاطاته العلمية، وعرفته المحافل السياسية الإسلامية - لا المحافل الماسونية - بحنكته السياسية، فكان علماً بارزاً، ونجماً ساطعاً في ميادين العلم والحكمة والدين؛ ذلكم هو الأخ الكبير الأستاذ الدكتور محمد معروف الدواليبي، حفظه الله، وأمد في عمره.. في خدمة الأمة والوطن والدين.
 
- الدكتور الدواليبي - أيها الأخوة - رجل فاضل، قارع الظلم، وحارب الباطل، وامتُحن في سبيل ذلك بنفسه وماله وصحته، وهذه سنة الله في عباده المؤمنين، يبتلون ويمتحنون.. ثم يكون النصر حليفهم في النهاية؛ العظمة - أيها الإخوة - لها ثمن.. وثمنها كبير باهظ، إما السجن وإما الوزارة، وقد ذاق دولته الاثنتين؛ استلم رئاسة الوزراء في سوريا ودخل السجن لفترة طويلة، لا أدري هل هي بضعة شهور أو بضع سنين؟ ذلك لأنه أراد إنقاذ الأمة في فترة طغى فيها الأشرار، وكشر فيها الماركسيون والشيوعيون عن أنيابهم؛ فغامر دولته وضحى في سبيل الله لإِنقاذ الأمة والوطن فكان الابتلاء والامتحان الرهيب.
- لقد سُجن نبي الله يوسف (عليه السلام) في سبيل عفته ودينه، فما ضعفت عزيمته ولا لانت قناته، بل صبر وصابر وضرب أروع الأمثلة في الصمود أمام المغريات، انتصاراً للحق والفضيلة؛ وكذلك شأن الرجال والأبطال، فلا غرابة إذن أن يكون للأخ المحتفى به الدكتور الدواليبي قدوة حسنة في يوسف الصديق وفي المجاهدين الشرفاء، الَّذين ينالون صنوف البلاء.. إنقاذاً للأمة، وانتصاراً للحق والكرامة.
 
- إن الَّذين يدَّعون الوطنية - أيها الإخوة - كثيرون، والَّذين يريدون أن ينالوا المناصب - ليرفعوا من شأن أمتهم - أكثر وأكثر، ولكن الصادقين المخلصين قلة قليلة؛ وأستاذنا الكبير دولة الدكتور الدواليبي من هذه القلة، التي تضحي براحتها وتصارع الباطل ليبقى للحق جبينه الساطع الوضاء؛ أما أولئك الأدعياء الَّذين همُّهم نيل الزعامة وكراسي الرئاسة على حساب كرامة الأمة، فالأمة تلفظهم وتحتقرهم، وتعرف مصيرهم ومآلهم؛ ولعل شاعر الشهباء عمر أبو ريشة (رحمه الله) صوَّر حال أولئك التعساء أبدع تصوير في قصيدته الغراء، التي قال فيها شاكياً وباكياً.. بما وصلت إليه أحوال بعض الزعماء:
أمتي كم صنم مجَّدته
لم يكن يحمل طُهر الصَّنم
لا يُلام الذئب في عدوانه
إن يك الراعي عدو الغنم
 
- نعم إذا كانت الخيانة في زعماء الأمة، فعلى الأمة السلام، وعلى الدنيا العفاء.
 
- لقد أخرجت بلاد الشام رجالاً وأعلاماً وشرفاء وكرماء، وهم بحمد الله كثرة، فهم علماء وأطباء وساسة.. مخلصون صادقون، على رأسهم أخونا الفاضل الدكتور، بارك الله فيه وحيا جهاده؛ حيا الله جهاد العاملين، وبارك في جهود المخلصين؛ وشكر الله للأخ العزيز المحتفي السيد عبد المقصود خوجه، الَّذي استن هذه السنة الحميدة في تكريم الأفاضل؛ بارك الله فيه وفي حياته، وبارك الله في المحتفى به الدكتور الدواليبي: وقل اعملوا فسيرى الله عملكم ورسوله والمؤمنون والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :865  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 55 من 170
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الأول - مقالات الأدباء والكتاب في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثامن - في مرآة الشعر العربي - قصائد ألقيت في حفل التكريم: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج