الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > كلمة الأستاذ حسن عبد الله القرشي.

(( كلمة الأستاذ حسن عبد الله القرشي ))

ثم تحدث الأستاذ حسن عبد الله القرشي، فقال:

- بسم الله الرحمن الرحيم.. وصلى الله على أشرف المرسلين وخاتم النبيين.. سيدنا محمد وعلى آله وصحبه أجمعين.

- أيها السادة الأجلاء: السلام عليكم ورحمة الله وبركاته.. تربطني بالصديق الكبير، دولة الدكتور محمد معروف الدواليبي رابطة صداقة تمتد إلى أكثر من عشرين عاماً، هو معروف حقاً، وغني عن التعريف والتقريض، كما سمعتم عنه، وعن تأليفه ودراسته في ذلك السفر الطويل الَّذي مرَّ بنا قبل قليل؛ فهو رجل دولة، كم فخرت به عليا المناصب؛ ورجل سياسة.. طالما خاض غمارها وعرف مداخلها ومخارجها، وصاول أفذاذها وجهابذتها؛ وهو رجل فكر تعلو به الأفكار وتتألق؛ كما هو رجل قلم سيال؛ وهو رجل تاريخ تسمو بآرائه فلسفة التواريخ، ويدهشك استنباطه للأحداث، وفي التاريخ يقول الشاعر:

ليس بإنسان ولا عاقل

من لا يعي التاريخ في صدره

ومن وعى أخبار من قبله

أضاف أعماراً إلى عمره

- كما أنه رحالة واعد، جاب العديد من أقطار الأرض وأصقاع الدنيا؛ وهورجل دين ذي ثقافة عصرية ممتازة - وما أحوجنا إلى هذا الصنف من رجال الدين - ويزين كل أولئك خلق وترفع ووفاء وإباء؛ وإن هذه البلاد المقدسة لسعيدة كل السعادة بوجود الدكتور الدواليبي بين ظهرانينا، واستيطانه لها، وانتفاعها بآرائه؛ وإنه ليصدق دائماً في الدكتور الدواليبي قول الشاعر:

الألمعي الَّذي يظن بك الظن

كأن قد رأى وقد سمعا

- وكما قلت فقد وهب الله له قلباً ذكياً، وأنفاً حميّاً، وطبعاً رضياً، وروحاً زكيّاً، ولساناً صيرفياً صارماً كحسام السيف.. ما مس قطع.

- أما في الأمجاد، فإنه يشارك ولا يفخر.. عرابة الطائي فيما وصفه به الشاعر:

إذا ما رايةٌ رُفعت لمجد

تلقاها عرابة باليمين

- وبعد: فإن سجال القول في العلامة الدكتور، محمد معروف الدواليبي ذو سعة، وهو حقيق بكل تقدير وجدير بكل تكريم؛ كما أن المقام يقتضي تحية الصديق الأستاذ عبد المقصود خوجه، على اختياره للدكتور الدواليبي، ليكون ضيف هذه الأمسية وواسطة عقدها، ولا يعرف الفضل لأهل الفضل إلاَّ ذووه؛ والسلام عليكم ورحمة الله وبركاته.