شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(( كلمة الدكتور عبد الله الغذامي ))
ثم تحدث الدكتور عبد الله الغذامي فقال:
- بسم الله الرحمن الرحيم، والحمد لله رب العالمين، والصلاة والسلام على أشرف المرسلين.. قال الأستاذ عبد الفتاح أبو مدين إن الليلة ليلة الشعر، وليس مع الشعر صوت آخر، وأنا أقول مسكين هو النقد إذ يتجرأ على سلطان الشعر في ليلة الشعر، ولكن محبتنا للشعر والشاعر الذي يقدم لنا مادة هذا النقد تجعلنا نقف وقفة لتقدير الشعر وليس لنقد الشعر. يقول الشاعر القديم:
- حياك من لم تكن ترجو تحيته... ثم يقول شطره الثاني الذي يغيره عبد الرحمن رفيع: لولا القصائد ما حيَّاك إنسان.. والقديم كان يقول: لولا الدراهم ما حيَّاك إنسان.. وشاعر يقول: لولا القصائد.. رجل ينتصر للكلمة، يعيد للكلمة مجدها وتاريخها.. ويقول:
ويسألني من أنتْ قلتُ خرافةٌ
أنـامُ وأصحـو لسـتُ أعرف مَن نفسي
- أول بيت في الديوان الذي بين أيديكم.. يقول عن نفسه إنه خرافة ولو عدنا إلى تاريخنا وجدنا أن العرب يقولون: إن الكتب العربية تقول إن خرافة اسم لرجل عربـي يدعى خرافة، كان يحدث الناس بأحاديث خيالية فكان كل حديث غير واقعي، كل حديث خيالي سمي حديث خرافة. وها هو شاعرنا يتجسد هذه الشخصية، الشخصية التي تصنع الخيال لتقدم الخيال بإزاء الحقيقة لا ليزاحمها ولكن ليحركها في نفوسنا، الحقيقة دائماً جميلة، ولكنها تحتاج إلى جسر من الجمال نمده ما بيننا وبين هذه البادرة إلى نفوسنا. والشاعر هو الذي يصنع هذا الجسر، وحينما يطرح شاعرنا نفسه على أنه خرافة، فهو يقدم نفسه للتاريخ ولنا فيقول:
يكفيني كرماً من وَطني
بيتٌ ردَّده عني الناس
يكفي فأنا لا يملكني
في الدنيا مجدٌ أو الماس
وإذا ما مِتُّ سيذكرني
قومي وسَيذْكرني الجُلاس
- شاعرنا لم يمت، والشاعر لا يموت، لأن الكلمة لا تموت... قد يفنى الجسد ولكن الروح تبقى، وحينما قلت: إن شاعرنا أعاد كتابة البيت القديم:
حيَّاك من لم تكن ترجو تحيته
لولا القصائد ما حيَّاك إنسانُ
- لأن أبياته الأخيرة كانت تعيد صياغة التاريخ وتعيد صياغة المجد مع أنفسنا، فهو شاعر يكفي "فأنا لا يملكني في الدنيا مجد أو الماس" هنا يرمز رمزاً بعيد المدى، لم يقل أنني لا أملك مجداً أو الماس، فإنه يستجدي أنه أكبر من هذا. فهو قال: "لا يملكني.. إن المجد والماس" يجريان وهو فوقهما لا يسمح لهما بأن يمتلكاه. ومن هنا قال يكفيني كرماً للوطن بيت ردده عني الناس... وطنه هو الناس، والناس هم هذا البيت الذي يتردد.
 
- كان الشاعر عبد الرحمن رفيع مرة يتحدث في تلفاز القاهرة في لقاء مع فاروق شوشة، وكان يشكو مر الشكوى من أن الناس صنفوه شاعراً عامياً، وهو في الأصل شاعر عربـي فصيح، ولكنه أخذ القصيدة الشعبية لكي يصل إلى الناس أي أن قضيته هي الناس وليست مجرد القول. كان طريقه يسعى إلينا ومثل ما كان يسعى إلينا في تاريخه المثمر والمعطي وباستمرار، فإننا الليلة جئنا ساعين إليه مستمعين إليه ومرحبين به.. شكراً.
 
 
 
طباعة

تعليق

 القراءات :797  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 104 من 133
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج