| يا زهرةَ الإثم في ضُحى العُمُرِ |
| بُورِكْتِ من زهرةٍ لِمُهْتَصرِ |
| إنّي لَيَنْصاعُ بي تَذَكُّرُها |
| إلى زهورٍ كثيرةٍ أُخَرِ
(2)
|
| لكنّها فذّةٌ فقد جَمَعَتْ |
| لِلَذَّةِ السَّمعِ لَذَّةَ البَصَرِ |
| أحْيا بها الدّهرُ فرصةً سَلَفَتْ |
| تركتُها هائباً من الخَطَرِ |
| لكنَّني الآن غيرُ مُحْتَشِمٍ |
| أسْعى إليها كَسَعْي مُهْتَدِرِ |
| ما كاد هذا النّسيمُ يَنْفَحُها |
| من نَشرِهِ في الرّواحِ والبُكرِ |
| فَضَاعَ منها الشَّذَى، وأثْقَلَها |
| حِمْلٌ تَسَامَى به من الثَّمَرِ |
| وطاب منها الجَنَى لِمُقْتَطِفٍ |
| وراقَ منها الطِّلَى لِمُعْتَصِرِ |
| حتى هفا بي إلى تناولها |
| شوقٌ من النّفسِ جِدُّ مُسْتَعِرِ |
| إذا كَبَحْتُ الجِماحَ عن غَرَضٍ |
| فقد وَأَدْتُ الفَتِيَّ من وَطَرِي |
| لأُطْلِقَنَّ العنانَ ثمّ أرى |
| ما سوف تأتي به يدُ القَدَرِ |
| وهكذا ما أزالُ مُنْصَلِتاً |
| أطوي اللَّيالي الطّوالَ بالسَّهَرِ
(3)
|
| حتّى بلغتُ الذي أجِدُّ له |
| وآن لي بعد مَوْرِدِي صَدَري |
| * * * |
| أذكرياتُ تَخُطُّهُنَّ يدي؟ |
| أم فكرةٌ حَلَّقَتْ مع الفِكَرِ؟ |
| ما زهرةُ الإثمِ غيرُ واقعةٍ |
| مضى لها حِقْبَةٌ من العُصُرِ |
| يا زهرةَ الإثمِ.. أيُّ موعظةٍ؟ |
| وأيُّ دَرْسٍ.. وأيُّ مُزْدَجَرِ؟ |
| المرءُ مُسْتَهْدَفٌ لِبَادِرَةٍ |
| من الهوى تَطَّبيهِ في الصِّغَرِ
(4)
|
| يستعرضُ المرءُ في تَذَكُّرِها |
| لوناً من الإندفاعِ والغَرَرِ |
| فإن نَما عودُهُ رأَى عجباً |
| وشَامَ كلَّ العِظَاتِ في الكِبَرِ |
| * * * |
| فيا حياتي التي أُقَدِّسُها |
| أسَرَّكِ الآن مُنْتَهَى عُمُري؟ |
| فما تساوي الحياةُ خَرْدَلَةً |
| إذا انْتَهَتْ في الفَرَاغِ والبَطَرِ |
| إنّي لأخشى المماتَ مُنْهَزِماً |
| كما أخافُ الحياةَ في الظَّفَرِ |
| أمَّلْتُ لكنْ قدِ انْتَهَى أملِي |
| كما انْتَهَى العودُ دُق بالحَجَرِ |
| وها أنا سادِرٌ إلى أمدٍ |
| الطّولُ أحْرَى به من القِصَرِ |
| فما أخافُ الوفاةَ من جَزَعٍ |
| ولا أذُمُّ الحياةَ من ضَجَرِ |
| أطْوِي نهاري على مُطالَعَةٍ |
| وأسْتَعِيدُ الشجونَ في السَّمَرِ |
| * * * |
| وزهرةُ الإثم إن تكنْ ذَبُلَتْ |
| فإنّني ذاهبٌ على الأثَرِ |
| فقد مَللْتُ الشّبابُ فارْتَقِبِي |
| يا نفسُ بعد الشّبابِ واصْطَبِري |
| أجْدَى على المرءِ من بَطَالَتِهِ |
| قَطْعُ الدُّجَى في تِلاوَةِ السُّوَرِ |
| وَخَوْفُهُ اللهَ والعِياذُ بِهِ |
| من نارِهِ، إنْ رَمَتْهُ بالشَّرَرِ |