| أُنسٌ
(1)
وربِّك قد ملأنَ شِغافَا |
| حبا وهجْنَ بك الهوى الرجَّافَا |
| هاتيكَ أم هاتيكَ؟ كلّ خريدةٍ |
| هيفاء زانت ثوبَها الهفهافَا |
| علقت بهن العينُ ذات عشيةٍ |
| فحبونها الأتْحاف والألطافَا |
| يخطرنَ في بُسط النسيمِ وقد رأى |
| ما فيه فاستشفى بهن وشافى |
| الحسنُ زخرفَ كلَّ طرف وامقٍ |
| والطيبُ فوّف نشرهُ الآنافَا |
| حلّقنَ في حُللِ النعيم سوامياً |
| وأسفّ طرفك في الثرى إسفافَا |
| أترومُ أحلاماً يعزُ منالها؟ |
| لو قد أطلتَ السعْيَ والإيِجافَا |
| أنأى من (الشِّعرى العبورِ) محلةً |
| وأدقّ منها في الفضاءِ مطافَا |
| ما بالُ قلبِك قد ألحَّ تدلهاً |
| وشؤونُ دمعِك ماونتْ إذرافَا؟ |
| أطيافُ ليلك قد شططنَ عن المدى |
| لو كنت تمسك في الكرى أطيافَا |
| ما لمت أهلَ الحبِ حين تمزقوا |
| في الحب أسلافاً ولا أخلافَا |
| هم بالرثاء أحقّ.. في أحشائهم |
| ضَرَمٌ، جنوبهم به تتجافى |
| وإذا يقال أتاك (قلب عاشق) |
| فقل: الردى أوفى به أو.. وافى |
| هل في الهوى قاض ليمنح مرة |
| من بعد شدة عسفه إنصافا؟ |
| يا قاضي العشَّاق حسبك لا تجر |
| إني إذن (أستأنف استئنافا) |