شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أصبحت جداً
أصبح ناظم هذه الأرجوزة جداً منذ أواخر شعبان من عام 1379هـ، وهو لم يبلغ الخمسين بعد، وإن كان يصاديها.. وهذه الأرجوزة من موحيات هذه الحالة الجديدة عليه. ولو أن الموحيات أكثر من أن تحصر!..
على أن الأراجيز في هذا العصر علم ذهب أهله مع ما فيه من إيقاع موسيقي والتزام لقافية واحدة ودقة في الأداء لا يكاد يطيقها إلا ضليع في العربية متبحر في فنونها وعلومها وآدابها.. وقد كان في أئمة الشعر في الأدب العربي القديم من أجاد أيضاً فن الرجز مثل بشار، وأبي نواس، والمتنبي، وغيرهم في الطرديات وسواها من الفنون علاوة على من تخصصوا له وانفردوا به وحده مثل رؤبة والعجاج وسواهما.
وأنا أعتقد أن الرجز هو الأصل في عمود الشعر العربي وإن كان يلزمني -بعد- أن أبرهن على ذلك.
وبعد.. فلمن أهديها ليت شعري؟ إني أهديها إلى أستاذنا الغزاوي الذي رآني فناداني في دكان العطار ليتحفني بقراءة رسالة خاصة وردت إليه من بعض محبي أدبه من إخواننا المصريين العاملين في الرياض، فلعل هذه أن تكون بتلك، ونبقى خالصين!.
أصبحتُ جداً يَفَناً حق يفنْ
وعاد شَعرِي مثل أوضاحِ اللبنْ
كأنه تلماح برقٍ في دجَنْ
إذا استطار في الفضاءِ أو سكنْ
وددت لو قد كان أنأى من عدنْ
أو شطّ في أقصى مخاليفِ اليمنْ
الشيبُ، ويح الشيب، غيرُ مؤتمَنْ
إذا نزا نزْوَ الجوادِ في أَرنْ
إن لم أكن جَلداً على الخَطبِ فمنْ؟
وقد نشأتُ والرزايا في قَرنْ
وخضت في سر العوادِي، والعلن
ثم ارتبأتُ فوق أثباجِ المِحنْ
ألا تراني ضاحكاً؟ فأي ظن؟
أما علمتَ طنزتي من الزمنْ؟
كأنما كان قديماً لم يكنْ
كأنني مما ادرأت في مجَنْ
إن الحجى لفتنةٌ من الفتنْ
لا يطبّي بأي سَوم في الثمَنْ
والجهلُ، كالراتع في الروض الأغنْ
الغافلِ الناشدِ خُلداً في السمنْ
الحاسبِ الغايةَ تغليظ البدنْ
وروحه روح فؤادٍ في عطَنْ
* * *
أحمدُ رباً ذا جلالٍ ومننْ
فيما قضاه وارتضاه من سننْ
ما قد رآه حسناً فهو حسنْ
أسأله القوةَ من بعد الوهَنْ
فقد غدوتُ مثلَ خضراءِ الدِمنْ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :416  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 120 من 288
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور عبد الله بن أحمد الفيفي

الشاعر والأديب والناقد, عضو مجلس الشورى، الأستاذ بجامعة الملك سعود، له أكثر من 14 مؤلفاً في الشعر والنقد والأدب.