| أحبابنا اختاروا المحبة مذهباً |
| وما خالفوا في مذهب الحب شرعنا |
| فلو شاهدتْ عيناك من حسننا |
| الذي رأوْه لما وليتَ عنا لغيرنا |
| ولو سمعْت أذناك حُسن خطابنا |
| خلعتَ عنك ثياب العُجب وجئتنا |
| ولو ذقتَ من طعم المحبة ذرةً |
| عرفتَ الذي أضحى قتيلاً بحبنا |
| ولو نسمتْ من قربنا لك نسمةٌ |
| لمت غريباً واشتياقاً لقربنا |
| ولو لاحَ لك مِن أنوارنا لائحٌ |
| تركتَ جميع الكائنات لأجلنا |
| فما حبنا سهل وكل من ادعى |
| سهولته قلنا له قد جهلتنا |
| فأيسرُ ما في الحب للصب قتلُه |
| وأصعبُ من قتل الفتى يوم هجرنا |
| إذاً أطعْ أمرنا نرفعْ لأجلك |
| حجبنا فإنا منحنا الرضى مَنْ أحبنا |
| ولُذْ بِحمانا واحتم بجاهنا |
| لِنحميكَ مما فيه أشرار خَلْقِنا |
| وعنْ ذكرِنا لا يشغلنّك شاغلٌ |
| وأخلصْ لنا تلقى المسرةَ والهنا |
| وسلِّمْ إلينا الأمرَ في كُلِّ ما يكن |
| فما القرب والإبعاد إلا بأمرنا |