شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الهجاء
ـ ولا أدري كيف أبدأ.. هل أهجو الهجاء أم أتزلف إليه.. أخشاه فقد أصبح حرفة اللسان العربي على المنابر والصحافة والإذاعة والندوات الهامة وما إلى ذلك، وكان العرب أول أمرهم وفي جاهليتهم يتعارفون مع هذا المثل ((ذل قوم لا سفيه لهم)) فأعطوا للشاعر مكاناً رفيعاً بينهم، إن تغزل تغنوا.. وإن فاخر ارتفعوا.. وإن هجا استراحوا حين انتصفوا.. وتغير الوضع الآن فإذا الشاعر لا يهجو ولا يفخر ولا يتغزل، وقليلاً ما يعبر عن الأحزان وليس لديه فراغ في أن يكون مشاركاً يبكي الأوطان.. فهل أصبح الشاعر غير شاعر أم إن الآذان العربية أصبحت لا تستسيغ الشعر فهي ضائعة في زحمة الأخبار والسباب بين الأمصار.
من هنا سمعنا من الصامتين الذين صاموا عن الفحش في القول ما نصحونا به.. فقد قالوا: أتعرف الصحيفة الفلانية؟ كادت تغلق لأنها مارست القول الفاحش والسباب المقذع ولأسباب كرهوا أن تلغى ولكن كاتب الفحش قد أقصي.
ـ ومن هنا مرة ثانية حفظنا كلمة الرافعي ((إذا اتخذت سفيهاً ليسافه عنك فاحذره في اليوم الذي لا يكون فيه سفيهاً إلا عليك)).
وعشت بعض الحملات الصحفية فإذا أحد المسؤولين من الدرجة الثانية قال ما لي لا أراك قاسياً.. فأنت تحلل ناقداً ولا تضع قلمك يمارس الثلب والمعابة؟
قلت له: لم يكن عندي الجواب.. وإنما هو من عند المعلم محمد بن لادن.. فقد قابلته حين كان قادماً من الرياض في صحبة عظيم.. فإذا هو يقول لي ما يصلح جواباً لك ((أنت تجرح ولا تندر الدم)) فأنا لا أمارس الكلمة التي تجرح الأعراض.. وإنما أمارس المعارضة للأغراض المشينة، فالحملات بنت وقت، والعلاقات أبوها الزمان.. ومن هنا مرة ثالثة كان جرير يجرح ولا يسيل دماً.. انظر إلى هذا البيت، سمعته اول ما سمعته من الدكتور طه حسين في عصر يوم.. في حفل أقامه في بيته محمد سرور الصبان يرحمه الله تكريماً لطه حسين ومن معه، يرحم الله من مات منهم ويمتعنا بحياة من بقي فأنشد طه حسين، يدفع عن نفسه وعن مصر هجمة أستاذنا أحمد عبد الغفور عطار:
ابني حنيفة أحكموا سفهاءكم
إني أخاف عليكم أن أغضبا
هذا أسلوب جرير.. ارتفع به عن أسلوب الأخطل، وما أقل أمثال جرير اليوم.. وما أكثر الأخطلين.. ويعجبني هذا المثل في هذا البيت:
لو كل كلب عوى ألقمته حجراً
لأصبح الصخر مثقالاً بدينار
 
طباعة

تعليق

 القراءات :761  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 432 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتورة مها بنت عبد الله المنيف

المدير التنفيذي لبرنامج الأمان الأسري الوطني للوقاية من العنف والإيذاء والمستشارة غير متفرغة في مجلس الشورى والمستشارة الإقليمية للجمعية الدولية للوقاية من إيذاء وإهمال الطفل الخبيرة الدولية في مجال الوقاية من العنف والإصابات لمنطقة الشرق الأوسط في منظمة الصحة العالمية، كرمها الرئيس أوباما مؤخراً بجائزة أشجع امرأة في العالم لعام 2014م.