الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > إلى عميد كلية الصيدلة بالرياض

إلى عميد كلية الصيدلة بالرياض

والكلمة أرسلها ليس فيها كل الحوار.. وليس منها تصدير المعلومات إلى مورد حافل بالعلم والمعرفة.. وإنما هي استجابة لما طلبه الأساتذة الدكاترة عميداً وأخوة زملاء له فيما تحدثوا عنه في برنامج إذاعي. - كان الحوار المذاع عن الطب الشعبي والتطبيب بالأعشاب، فقد سمعت من أحد الدكاترة المتحدثين في هذا البرنامج يقول: إن كثيراً من الناس يذكرون لنا فوائد بعض الأعشاب ونطلب منهم أن يحضروا لنا هذه الأعشاب فلم نجدهم قد فعلوا؟ هكذا سمعت.. أو هو كما فهمت.. فجرني ذلك إلى المذاكرة أو التذكير.. فأطرح بياناً عن الصيدليتين اللتين كنا نتعامل معهما.. وهما صيدلية العطار.. وصيدلية السهول والوديان والصحراء.. والجبال.. وهما صيدليتان جمعتا في جمعية الطبيب البدوي أو الحضري اللذين كثيراً ما عالجا مريضهما بما عرفا بطريق التلقي والتجارب.

فمن الأسماء التي أذكرهم بها من نبات أرضنا الحبيبة.. والتي كانت عماداً في ممارسة التطبيب الشعبي.. أذكر الأسماء.. ولا أذكر كيف يتم العلاج بها والأسباب التي إذا ما عرفها الطبيب وصف العشب سواء مما يجلب من الصحراء والسهول أو مما يوجد عند العطار.. وإليكم الأسماء التي أعرف فوائدها من خلال ما جربوه معي.. أو ما جربوه مع غيري ممن أعرفهم.. أو من السماع عن هذه الفوائد من الذين عرفوها.

الشيح.. الحرمل.. العشر.. الحنظل.. الحبق.. وأخص منه النعناع المدني.. وقد حضر في بعض الصيدليات باسم النعناع الطبي.. السنمكي.. الورد المجفف، زهرة البنفسج، عرق البنفسج، دب الرواند.. البيلسان. اللبان الشحري.. الكرات.. الثوم.

ومن العطار: الكمون. النانخة والحبة السوداء زيتها للتدفئة والمروخ والسهيل، واليانسون والفلفل الأسود.. والصبر، وصمغة الريح والحلتيت.

كل هذه يمكنكم أن تحضروها بأنفسكم سواء كانت نباتاً أو عطارة فليس في إِمكان من تحدث معكم أن يحضر كل هذا و بعض هذا.. ولكنكم تستطيعون بالوسائل المتاحة لديكم أن تجلب لكم.. فالعطارون منتشرون في الرياض وجدة ومكة المكرمة والمدينة المنورة.. وأرضكم مليئة بهذه الأعشاب.

ولو شئتم أن أتشرف بالحضور لديكم أشرح لكم بعض ما عرفت أو كل ما أعرف عن التطبيب بما ذكرت من الأعشاب أو العطارة.

ولا أنسى حين أرجوكم إذا ما أمطرت نجد وسمعتم أن نفود السر قد هطل عليها الغيث وهي قريبة من الرياض أن تخرجوا في نسمة تشاهدون كيف استحالت النفود وتلك الرمال التي كنا لا نمر عليها إلا فجراً أو ليلاً خشية التغريز حتى إذا ربعت امتلأت بالأزاهير كأنها جنة ترونها تسرون بها.. تأخذون من أزاهيرها وأعشابها ما يصلح للبحث..

ولعلّي أذكركم بما يحفزكم كيف صنع - تشديد النون وكسرها - بذر الخلة إلى الخلين فبعد أن كانت في صيدلية العطار أصبحت في صيدلية الأطباء العصريين.