شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حافظ وشوقي
ـ ومهرجوا لشوقي وحافظ، كأنما أرادوا تحقيق قول شوقي:
في مهرجان هزت الدنيا به أعـ
طافها واختال فيه المشرق
فانطوى ((حافظ)) تحت جناح ((شوقي)) كأنما هم أرادوا أن يحققوا قول ((حافظ)):
أمير القوافي قد أتيت مبايعاً
وهذي وفود الشرق قد بايعت معي
مهرجوا لشوقي وحافظ، وتناسوا شاعر القطرين، ((خليل مطران)) كأنما قد لحقت به، الغضبة من مارونيته، مع أنه قد تمصرّ، بكل ما في الكلمة من معناها، وكان من أصحاب الأخلاق.
فقد حدثني الأستاذ ((مصطفى الصباحي)) يرحمه الله، قال:
كنت مساء يوم، أزور ((خليل مطران)) في الجمعية الزراعية، وإذا برجل يدخل والأسى قد تلفع به، وطفرت الدموع من عينيه، يقول لخليل مطران: إن زوجتي تمر في أزمة ولادة عسرة، وليس عندي أجر الطبيب فما كان من ((شاعر القطرين)) إلا أن أخرج كيس نقوده، وليس فيه إلا خمسة جنيهات، فأعطاها للسائل.
ولبثنا نتحدث بعد ذلك، ثم قال: ((خليل مطران)) قم نمش في شوارع القاهرة، نرى الناس، فلا حياة بلا ناس، ولا متعة إلا برؤية الناس، وبينما نحن في أحد الشوارع، وسط القاهرة، وإذا بي أرى السائل، زوج التي تعسرت ولادتها، والذي أخذ الخمسة جنيهات، يتمايل وهو سكران، فقلت عاجلاً لمطران: انظر إلى من سألك فأعطيته آخر ما معك من النقود.
فقال مطران: هيا.. هيا.. تعال ندخل إلى حانوت، نختفي فيه، لئلا يراني.
لقد استحى ((خليل مطران)) من أن يرى سائلاً كذب عليه، فامتص نقوده، لئلا يدخل عليه المذلة مرتين، السؤال والاستحياء، كأنما الحياء في ((مطران)) كرم أكثر من كرم النقود.
لقد كان ذلك، يوم كان الناس ناساً، فهذه كلمة سيدتي ((عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل)) ابنة عم عمر بن الخطاب رضي الله عنه وزوجه رضي الله عنها.
كان ذلك يوم كان الناس ناساً..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :771  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 359 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

أحاسيس اللظى

[الجزء الثاني: تداعيات الغزو العراقي الغادر: 1990]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج