ـ قالوا إن ألوف الأطفال يهلكون جوعاً من حصار اليهود وعجز فيليب حبيب.. وإن ألوف الأطفال جرحى. وقد تبرعت الولايات المتحدة بأن تقبل أربعة آلاف طفل يعالجون في المستشفيات الأمريكية. وهذا إحسان ظاهر من القاتل يحنو على المقتول. ولم تتبرع فرنسا بذلك ولا بريطانيا ولا ألمانيا ولا غيرها لأنهم يخجلون حين كانوا القتلة من الفلسطينيين بما ساعدوا به إسرائيل من قبل أن يكذبوا على الناس بالحنان على المقتول.
والفاجعة، وما أكثر المستشفيات في البلاد العربية هي أن الدول العربية لم تتبرع بعلاج أبنائها، فما أعلنت دولة عربية أن تقبل طفلاً فلسطينياً جريحاً تعالجه.
لعلّهم يقولون إنا مضطرون إلى هذه القسوة لإِعلان قسوة اليهود وقسوة الولايات المتحدة.
وهكذا الباطل يجد اعتذاراً باطلاً ظالماً والدول المسلمة وما أكثرها وما أكثر المستشفيات فيها لم تعلن قبول العلاج لأي طفل.. حتى قال عربي من شرق السويس: لو أن فلسطينياً فجر دار سينما وكان أحد الهلكى ابني الغالي لما وجدتني ألوم أي فلسطيني فقد حرمناهم من كل تأييد. قال له صاحبه: إنك أعطيت التأييد بما بذلت ولكن الذين أخذوا عطاءك هم الذين يستحقون هذه الملامة منك..
ولكن لعلّنا نجد في أربعة آلاف طفل يصلون إلى المستشفيات الأمريكية يسجل في وجدان الشعب الأمريكي عقدة فلسطين.. عقدة لبنان، بعد أن كادت تذوب عقدة فيتنام.
ولكن مرة أخرى لعلّ الصهيونية في الولايات المتحدة تضع على هؤلاء الأطفال زياً كمبودياً أو فيتنامياً وتسميهم بأسماء غير أسمائهم لتحجب رؤية المأساة عن الشعب الأمريكي كل ذلك جائز، ولكن غير الجائز هو أن يتجاوز العرب عن الوفاق إلى الشقاق..