شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
غطرسة مرفوضة
ـ إن الوثيقة التي أعطى بها زعيم منظمة التحرير والمقاومة السيد ياسر عرفات القبول لكل قرارات مجلس الأمن والأمم المتحدة، سواء القرارين 242، 338، اللذين ألزما إسرائيل بالانسحاب من الضفة الغربية وقطاع غزة ومن سيناء ومن الجولان أي من كل الأرض التي احتلت عام 1967 هذه الوثيقة تعني أن احتلال إسرائيل احتلال ظالم، فيجب على إسرائيل أن تنسحب من كل الأرض لا من بعض الأرض. فقد جاء القرار 338 معدلاً موضحاً للقرار 242، الذي صاغه البيت الأبيض، وتولى تبنيه المندوب البريطاني في مجلس الأمن. ويعني هذا أنه اعترف ببقاء إسرائيل، دولة في حدودها المعروفة، وليس منها الضفة الغربية وقطاع غزة والجولان وسيناء، فاعتراف ياسر عرفات بهذين القرارين معناه اعتراف ببقاء إسرائيل، ومعناه مرة أخرى تعديل لميثاق المنظمة. كل هذا يفهم من قبول ياسر عرفات لقرارات مجلس الأمن. ولكن إسرائيل وما صرح به البيت الأبيض قد جانب هذا الفهم، غطرسة يرفض بها هذا القبول من ياسر عرفات - لأن إسرائيل ستلزم نفسها بالجلاء عن لبنان بحكم القرارين 508، 509 كما هو الإلزام لها بحكم القرارين 242، 338. فهي ترفض ما أعلنه ياسر عرفات وسلم القبول به للوفد الأمريكي الذي تفاوض معه. ولا عجب من إسرائيل، ولكن العجب كل العجب أن يرضى الوفد الأمريكي بهذه الوثيقة، بينما البيت الأبيض يرفضها، بحجة أن ياسر عرفات لم يعلن الاعتراف ببقاء إسرائيل مع أنه حين قبل هذه القرارات قد أعلن الاعتراف.
من هنا نقول لوزير خارجية بريطانيا، فرنسيس بيم، ولوزير خارجية فرنسا كلود شيسون، ((نصحتم فقبلت النصيحة)). فعليكم أن تبصروا الولايات المتحدة بأن ياسر عرفات قد أعطى ما كان مستحيلاً بالأمس وأصبح نافذاً الآن، فلو أنكم نصحتم أمريكا لكان هذا الموقف إيجابياً منكم يستاهل إن رفضته الولايات المتحدة أن يكون لكم موقف. فالسلام في الشرق الأوسط قد لا يكون سلاماً لأمريكا وقد لا تعبأ أمريكا بمصالحها تحت ضغط الصهيونية. ولكنكم، وفي كل أوروبا الغربية، تعرفون جيداً أن السلام في الشرق الأوسط هو جزء من السلام لأوروبا، أو هو فاتحة السلام لها. ولا يعني هذا حرصكم على النفط، وإن كان وارداً الآن وحتى يأتيكم المدد من الغاز الروسي، فإن السلام هو الأصلح لكم والأبقى. لأن جنوب البحر الأبيض كله هو الجناح الأيمن، باتجاهنا إلى الشرق، لحلف الأطلسي، فلا تجعلوه الجناح الأيسر لحلف وارسو إذا اتجه إليكم الاتحاد السوفياتي، في ظلال حلف وارسو.
إن إسرائيل والولايات المتحدة إذا لم يقتنعا بقبول ياسر عرفات فإن ذلك يعني أن الولايات المتحدة تخوض حرباً ضد الأمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :767  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 292 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.