شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
بين الناس والناس
ـ وفي ما سجله التراث كلام مشرق بيانه حكمة وحكمته بيان، ولئن جاء أكثر ما جاء عن الفصحاء من الرجال فإنه قد جاء عن أمهات عربيات فصيحاً بيانياً معبراً لا عن مشاعر من قالت، وإنما البلاغة فيه أن فيه التعبير عن مشاعر من حفظه.. من رواة.. من سمعه. فالتعبير البياني لا يقتصر عشقه على من قاله.. وعلى ما قالته، إنما هو يتسع ويتسع حتى ليبقى تراثاً من التراث.
ولا أدري كيف خطرت على بالي هذه الكلمة البيانية نطقت بها السيدة الكريمة ((عاتكة بنت زيد بن عمرو بن نفيل)) ابن عمها عمر بن الخطاب، أخوها سعيد بن زيد أحد العشرة المبشرين، تزوجها ابن عمها الفاروق عبقري هذه الأمة رضي الله عنه وعنها، وكانت تحب الخروج إلى المسجد، وبيتها قريب من المسجد.. بيت عمر. وما أراد لها عمر هذا الخروج، وما أحب أن يقهر شغفها بالمسجد فقعد في طريقها يلمسها بيده وكأنه الغريب عنها فما عرفته. وفي الليلة التالية وجدها عمر لم تخرج إلى المسجد فقال لها: ما منعك أن تخرجي؟
قالت بألم كأن الكلمات استحالت دمعات.. قالت: ((لقد كان ذلك يوم كان الناس ناساً))!
ما أبلغها حيث فرقت بين الناس والناس، أليس ذلك بياناً مشرقاً لمعت فيه الدموع الصامتة؟!
إنها سيدة نشأت في مكارم الأخلاق، فأمضَّها ألا تجد مكارم الأخلاق، فهل أجد من يسمعني من أناس مردوا على مكارم الأخلاق؟! فما نراه في الشارع وفي غير الشارع شيء رديء.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :575  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 247 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج