شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
أسد عليَّ وفي الحروب نعامة
ـ هذا شطر بيت كأنه الربع لبيتين نطق بهما شاعر يسخر من الحجاج بن يوسف أمير الكوفة عاصمة العواصم، مدينة العلم وفاتحة الشرق. يوم كان للعلم رجال ويوم كان للفتح رجال فلأن فقدت أمية ثناء الشعوبية، فقد أكسبها الحجاج، أو بالأحرى الكوفة، كما أكسبتها مدينة الفسطاط، مجد الفاتحين، في الشرق إلى كشغر، وفي الغرب إلى ((بواتييه)) شمال البرينات في فرنسا، وهذان البيتان اللذان طبعا على تاريخ الحجاج هما:
أسد علي وفي الحروب نعامة
فتخاء تنفر من صفير الصافر
هلا برزت إلى غزالة في الوغى؟
بل كان قلبك في جناحي طائر
فقد أقسمت ((غزالة)) زوج شبيب وقد كانا رأسين في الخوارج. أقسمت أن تدخل الكوفة تصلي في مسجدها ركعتين بالبقرة وآل عمران، فإذا شبيب يقول: نعم. وقد كان فارساً. وركبت غزالة فرسها ودخلت المسجد وإذا الحجاج قد كان في قلب جيشه أمام المسجد وشبيب على الكميت والسيف في يده يقف يتحدى الحجاج وجيشه. يحرس غزالته.
وصلت ((غزالة)) ركعتيها كما نذرت وخرجت يشمخ في عضلاتها عرق الشجاعة والفروسية. ونادت أبرز لي يا حجاج! واستأنت قليلاً لعلّ الحجاج يجيب وحين لم يستجب نظم الشاعر البيتين. لقد عابوا الحجاج إن لم يبرز قالوا إنه جبن، مع أنه قائد الجيش في عنقه أمانة السلطان وصيانة الفتح. فلا يجيز لنفسه أن يبرز لها أولاً لأنها امرأة، وثانياً لأنه يخاف سيف شبيب، وثالثاً ألا يعرض نفسه إلى أن يقتل فينتصر الخوارج ولو هجم جيشه على شبيب وغزالة فقتلهما. إن شبيباً وغزالة ملكني الإِطراء لهما والثناء على الحجاج ولن أبخسه حقه فهو أحد صناع التاريخ لكن الإِطراء لشبيب وغزالة دعاني أن ألبسهما وصف شوقي لعمر المختار:
لكن أخو خيل حمى صهواتها
وأدار من أعراقها الهيجاء
حتى لقد تصورت أن شبيباً كأنه ربيعة بن مكتم وأن غزالة وكأنها قد اقتدت بإم حرام بنت ملحان رضي الله عنها.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :618  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 240 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

ديوان زكي قنصل

[الاعمال الشعرية الكاملة: 1995]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج