شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
حق الأنثى
ـ وجلس ابن الخطاب أبو حفص عمر الفاروق، عبقري هذه الأمة، يسمع الرأي من صحابة ويفتي الناس ويحكم بشريعة الله. ووقفت أمامهم امرأة سلمت على أمير المؤمنين ثم قالت: ((إن زوجي يقوم الليل ويصوم النهار)). وسمعها عمر حتى إذا سكن قليلاً، لعلّه يريد أن يسمع رأي من سمع مثله، فما تكلم أحد من صحابه.
وأخذ يقول: ((لقد أثنت على رجلها)) وكان في الجالسين سيدي كعب بن سور، فإذا هو يقول لعمر، لم يحجب رأيه، لأنه يعرف من عمر قبول الصواب من الرأي، قال: ((لقد شكت إليك رجلها، أنه لم يف بواجبه أداء لحق الزوجة)). وفهمها الفاروق، فقال رضي الله تعالى عنه: ((أما وقد فهمتها فاحكم لها)). فقال كعب: ((أحكم أنه زوج لأربع فليقم ثلاث ليالٍ وليصم أياماً ثلاثة. ويفرغ لها في الرابع كله ليله ونهاره، ليؤدي حق الزوجة على الزوج)). وأصدر أمير المؤمنين حكمه. ثم قال لكعب بن سور: ((إنك تصلح للقضاء)). فولاه قضاء البصرة. وبقي في البصرة يحكم بما أنزل الله، فقيهاً على نور من الإِيمان. وقد كان من أجلاء التابعين. وصبر على الكرب في يوم الجمل، يريد أن يفصل بين الناس فلم يستطع.
إن هذا الفقه من كعب بن سور دليل على فطنته ومعرفته لغريزة الإِنسان. كما أن عمر رضي الله عنه وعن كعب عرف ذلك في موضع آخر. فقد سأل ذات مرة: كم تصبر المرأة حين يغيب زوجها؟ فقال العارفون: قد تصبر ستة أشهر. فإذا هو رضي الله عنه يصدر أمره يجعل الجيش المجاهد صوائف وشواتي فلا يقيم المجاهد عن أهله إلا مدة مقام الصوائف أو مدة مقام الشواتي:
إن هذه المعرفة وقد صدر عنها الحكم، سواء كانت من عمر أو من كعب، فإنها النعمة من الله، يخلق الحوادث ليكون التشريع، فما أضخم الأمهات في الفقه، موسوعات كبيرة، كيف تمت الأحكام حتى دوّنت فيها في مدة قصيرة، عشر سنوات، في حياة النبي صلى الله عليه وسلم ، في مجتمع لا يكثر فيه الناس. فلو خلا من نعمة الله، لما كان هذا الفقه وعهد الخلفاء ثلاثون عاماً ثم فيها فقه الفقه، ليتم بعد تأليف الكتاب، تفريغ المذاهب، توضيح القضاء، تلك نعمة الله، أكمل الدين وأتم النعمة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :598  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 238 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.