شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
سَمِّن كلبك!
ـ ((سمن كلبك يأكلك)) مثل تعرفه اللغة العربية في القديم والحديث يجري على لسان الذين يملكون أن يطعموا أو الذين يتصورون أن ينتقموا. وقد حاز هذا المثل الشهرة حين تمثل به رأس المنافقين عبد الله بن أبي بن سلول في القصة المشهورة في غزوة ((المريسيع)) قال: ما نحن ومحمد إلا كالذين قالوا سمن كلبك يأكلك، وتكلم بالكلمة الكافرة، ففي الآية القرآنية لَئِن رَّجَعْنَا إِلَى الْمَدِينَةِ لَيُخْرِجَنَّ الْأَعَزُّ مِنْهَا الْأَذَلَّ (المنافقون: 8) وما يدري أنَّ العزة لله ورسوله والمؤمنين، فإذا هو بابنه يرغمه أنه المؤمن الصادق الإيمان أن يمر تحت سيفه ليقول إنه الأذل ورسول الله الأعز. فأذله الله بإيمان ابنه. وفي المثل الذي هو عكس ذلك المثل الذي شرحناه قول من يريد فرض السيادة على أتباعه فتعجبه أن يقول: ((جوع كلبك يتبعك)).
وكان هناك رجل قد اقتطع دارة فيها روضة يزرعها وبنى فيها قصراً واتخذ كلبين يحرسانه فأجاعهما لا يعطيهما ما يأكلان إلا بقدر محدد. وكان أحد الكلبين تعمق فيه خلق الوفاء، يأكل من يد سيده أو من فضلات البيت. شديد الحراسة، أما الكلب الثاني فيأكل ما يعطيه سيده، ولكنه لا يتعفف إذا ما امتدت إليه يد من أجنبي أن يأكل ما يعطيه. وخطر لصاحب المزرعة النظر إلى الكلبين فوجد الحارس الذي تطاول نباحه على كل من يمر حول المزرعة ضعيف الجسم كأنه قد أصابه الهزال، ووجد الآخر الذي لم يسمع نباحه ينام ليله ويفتش عن طعام خارج البيت سميناً، قد قوي عضله، فأخذ يسأل نفسه لقد أجعت الكلبين، فكلب صبر فظفرت منه بالوفاء، وكلب سمنه غيري فأصبح لا ينفع، إن الكلب حين أجعته قد أكلني حين أهمل الحراسة. أنا لست وفياً حين أجعت، وسأكون غبياً إذا سمنت دون أن أكون رقيباً على من سمنت فالأمر ليس في منع الطعام للكلب أو كثرة الإطعام له، وإنما لحسن الإدارة ودقة الرقابة وصيانة المزرعة فإذا ما تركت كل ذلك تسوء الحال وبعده لن أنال إلا سرقة المزرعة.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :636  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 237 من 1092
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.