شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحَلْقَةُ الثَّامِنَةُ
جلس الشيخ وأمامه الفتى لبدء الدرس فقال الشيخ: أظننا قد انتهينا من المواضع التي ينصب فيها المضارع وجوباً وجوازاً وسيكون درسنا اليوم إن شاء الله في جوازم المضارع وهي:
أ) ما يجزم فعلاً مضارعاً واحداً.
ب) ما يجزم فعلين مضارعين.
أما ما يجزم فعلاً واحداً فأربعة حروف هي: ((لم ـ لمَّا ـ لام الأمر ـ لا الناهية)). لكل منها وظيفة في الفعل ومعنى يؤديه. فمثلاً ((لم)) معناه نفي زمن المضارع وقلبه إلى الماضي.. نحو قولك لم ينجحْ الكسول ـ ففعل ينجح المجزوم بـ ((لم)) تغير زمنه من الحاضر إلى الماضي فالكسول لم ينجح في الماضي. وليس الآن. لذلك سميت أداة جزم وقلب. رفع الفتى إصبعه مستأذناً بالسؤال. فقال له الشيخ هات سؤالك ـ قال الفتى قرأت فيما قرأت ((لم نجحَ الكسول)) فكيف جوزوا دخول ـ لم ـ على الماضي؟
رد الشيخ هذا قليل ونادر جدًّا وإذا صدر الماضي بـ ((لم)) فإنه لا يجزم ولكن يفيد توكيد الحدث فقط. وأزيدك علماً أن لم قد تدخل على المضارع وتنصبه بدلاً من أن تجزمه وقد قرئ أَلَمْ نَشْرَحَ لَكَ صَدْرَكَ (الشرح: 1) بفتح حرف الحاء قرار، شاذه.
والأداة الثانية ـ لمَّا ـ وتفيد نفي زمن المضارع حتى وقت الحديث عنه مع الإيحاء بتوقع حدوثه مستقبلاً نحو.. لمَّا ينضجْ عنب الطائف ـ أي أنه لم ينضج حتى وقت الكلام عنه ولكنه قد ينضج مستقبلاً.
والأداة الثَّاِلثَةُ.. لام الأمر ـ ومعناها طلب الحدث من المخاطب نحو لتؤد الأمانة إلى صاحبها. فكأنك طلبت ممن تحدثه أن يؤدي الأمانة إلى صاحبها.
والموضع الأخير.. بعد ـ لا ـ الناهية.. ومعناه طلب النهي والكف عن الفعل نحو ((لا تفطرْ رمضان وأنت قادر على صيامه)).
ففعل تفطر مجزوم بـ ((لا)) الناهية ـ وهو عبارة عن طلب الكف عن الإفطار في حالة القدرة على الصيام.. وهنا رفع الفتى إصبعه يريد السؤال.. عن شيء طرأ له.. فأذن له الشيخ بطرح سؤاله.
قال الفتى: لماذا لم تجزم ـ لا ـ الفعل المضارع في العبارة الآتية ((لا يسجدُ المسلم لغير الله)) ؟ انفرجت شفتا الشيخ على نصف إبتسامة وقال: أي بني.. هل لا في هذه العبارة تطلب الكف عن العمل أو تنهي عنه؟ قال الفتى: لا أظنها كذلك.. فرد الشيخ لا في العبارة السابقة تفيد نفي السجود للمسلم لغير الله فهي لا النافية وليست الناهية فاحترس..
قال الفتى للشيخ معذرة فقد اختلط علي الأمر وشكراً على هذا الإيضاح.
قال الشيخ: هل لديك سؤال في الأدوات التي تجزم فعلاً واحداً؟ أجاب الفتى: لا وشكراً لشيخي الفاضل. أخذ الشيخ يستعد للبدء في الأدوات التي تجزم فعلين مضارعين.. ولكن الفتى رفع إصبعه كأنه طرأ عليه سؤال عاجل.. فقال للشيخ عفواً أيها الشيخ ليس ما عندي سؤال.. بل طلب ورجاء فحبذا لو تفضل الشيخ مشكوراً فذكر أنموذجاً للإعراب في حالة الفعل المعتل الآخر بعد أي من الأدوات السابقة.
قال الشيخ حسناً: تقول مثلاً ـ لا ترمِ الحصاة ـ لا ـ ناهية تجزم الفعل المضارع. ترمِ ـ مضارع معتل مجزوم وعلامة جزمه إزاحة علته عنه وهي حرف الياء. والفاعل ضمير مستتر فيه تقديره أنت. الحصاة مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة في آخره وكذلك يكون جزم المضارع بحذف النون إن كان من الأفعال الخمسة. قال الفتى: فضلاً ما هي الأفعال الخمسة؟ فرد الشيخ: هي: يفعلان ـ تفعلان ـ يفعلون ـ تفعلون ـ تفعلين.
فتكون علامة جزمه حذف النون منه. راح الفتى يسجل هذه الملاحظة في كراسته وبدأ الشيخ يشرح الأدوات التي تجزم فعلين مضارعين قائلاً: من هذه الأدوات ما هو اسم ومنها ما هو حرف. فالحرف منها ـ إنْ ـ وإذ ما ـ لا محل لهما من الإعراب في الجملة وأما باقي الأدوات فأسماء تعرب حسب موقعها في الجملة ـ وهي: من ـ ما ـ مهما ـ متى ـ أيّان ـ أين ـ أنّا ـ حيثما ـ كيفما ـ أيُّ ـ وكلها أسماء.
ثم أخذ الشيخ ينظر في ساعته فوجد الوقت متأخراً قال لفتاه يبدو أننا نكتفي هذا اليوم بهذا القدر من الدرس على أمل العودة إليه غداً إن شاء الله.
إنطلق كل منهما إلى شأنه.. والسعادة تغمرهما بِما أنجزاه هذا اليوم.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :613  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 11 من 76
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الخامس - لقاءات صحفية مع مؤسس الاثنينية: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج