شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
النكرة والمعرفة
أولاً:
النكرة: اسم يدل على معنى عقلي محض يعني في منظور المحسّات فرداً معيناً لكنه مناظر ومشابه لغيره في صفاته وبنيته الأساسية أي أنه خالٍ من التحديد الذي يعطي المدلول صفة القصر على فرد مخصوص متميز عن سواه فكلمة رجل - شاب - كتاب - قلم - اِمرأة - نهر - بحر كلها نكرات خاضعة للتعريف السابق قابلة لدخول الْـ التعريفية عليها فحين دخولها تكسب الاسم التعريف والخصوصية المعينة بحيث تزيل ما به من إبهام.
ثانياً:
المعرفة: اسم يدل على ذات معينة لها محسوس عقلي محض مميز عن سواه ونظيره المشابه بحيث يفيد الخصوصية المستقلة لذات معروفة وتكون في الآتي:
1 ـ الضمير نحو: أنا، هو، أنت.
2 ـ العلم نحو: زينب - بعلبك - عبد الرحمن.
3 ـ اسم الإشارة نحو: هذا - هذه - هؤلاء.
4 ـ اسم الموصول نحو: الذي - التي - الذين - اللائي أو اللاتي.
5 ـ الاسم المبدوء بألْـ التعريفية نحو: القلم - الحديقة - الحق - الإِيمان.
6 ـ المضاف إلى معرفة نحو: قلم علي - كتاب فاطمة.
7 ـ النكرة المقصودة في النداء نحو: يا رجل - يا طالب إذا كنت تنادي إنساناً معيناً.
فائدة:
أقوى المعارف اسم الجلالة وأسماء الله الحسنى وضمائرها ثم أسماء الرسل ثم أسماء الملائكة يليها أسماء الأماكن ثم أسماء الناس ثم أسماء الأجناس.
زيادة:
أقوى أسماء الإِشارة ما كان للقريب نحو: هذا أو ذا ثم للمتوسط نحو: ذاك ثم للبعيد نحو: ذلك.
أما أقوى الضمائر فضمير المتكلم ثم المخاطب ثم الغائب.
رابعاً - منصوبات الأسماء:
1 ـ المفعول به.
2 ـ المفعول المطلق ((المصدر)).
3 ـ المفعول لأجله.
4 ـ الحال.
5 ـ التمييز.
6 ـ اسم إن وأخواتها.
7 ـ خبر كان وأخواتها.
8 ـ المنصوب بنزع الخافض ((حرف الجر)).
9 ـ اسم لا النافية للجنس.
10 ـ الصفة التابعة لموصوفها.
11 ـ المنصوب بفتح الحزأين.
12 ـ المنادى النكرة غير المقصودة والمضاف.
13 ـ البدل.
14 ـ مفعول أعطى وأخواتها
15 ـ التعجب.
16 ـ الظرف.
17 ـ المفعول معه.
18 ـ الاختصاص.
19 ـ التحذير والاغراء.
20 ـ خبر ما الحجازية.
21 ـ اسم كم الخبرية.
22 ـ المستثنى.
وسنعرض لكل واحد منها بالشرح المفصل.
1 ـ المفعول به:
وهو الاسم المنصوب الذي وقع عليه حدوث الفعل كقولك: ((قَرَأْتُ الكِتَابَ)) ((وقَطَفْتُ الزَّهْرَتَيْنِ)). ((وكافأتُ المُجِدِّينَ))، ((وقابلتُ الفَاطِمَاتِ)).
فلفظة ((الكتاب)) مفعول به منصوب بالفتحة الظاهرة ولفظة ((الزهرتين))؟ مفعول به منصوب بالياء لأنه مثنى ولفظة ((المجدين)) مفعول به منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم ولفظة ((الفاطمات)) مفعول به منصوب بالكسرة الظاهرة في آخره لأنه جمع مؤنث سالم.
2 ـ المفعول المطلق ((المصدر)):
وهو التصريف الثالث للفعل كقولك: ((أكرمت عبد الله إكراماً))، فلفظة ((إكرام)) مصدر منصوب، وقد ينوب عن المفعول المطلق بعد حذفه الآتي:
أ ـ مرادفه نحو: قعدت جلوساً، فجلوس مرادفة للفظة (قعد).
ب ـ صفته نحو: قرأت كثيراً أي قرأت قراءة كثيرة، فالصفة هنا نابت عن المصدر المحذوف.
جـ ـ عدده نحو: صليت الصبح ركعتين.
د ـ الإِشارة إليه نحو: سعدت بنجاحك هذه السعادة، فلفظة ((هذه)) إشارة إلى المصدر مبنية في محل نصب.
هـ ـ آلته نحو: عذقت الأرض فأساً، ((ضربت المجرم سوطاً)).
و ـ بعض وكل مضافتان إليه نحو: ذاكر الطالب بعضَ المذاكرة فنجح كلَّ النجاح.
ز ـ نوعه نحو: رجع العدو القهقري.
3 ـ المفعول لأجله:
هو اسم منصوب وقد يجر ويأتي لبيان علة حدوث الفعل وله ثلاث صور:
أ ـ مجرد من ((أل)) والإِضافة ويكون منصوباً نحو:
وقف الطلبة إجلالاً للمدرس، ونحو: التزم بأنظمة السير تفادياً للحوادث.
ب ـ مضاف ويكون منصوباً أو مجروراً على السواء نحو:
((سيروا في الأرض هداةً للناس)) أو ((سيروا في الأرض لهدى الناس)).
جـ ـ مقترن بأل ويكون مجروراً دائماً مثل:
زرت صديقي عبد الله في المستشفى للاطمئنان على صحته، فلفظة ((الاطمئنان)) مفعول لأجله مقترن بأل مجرور.
4 ـ الحال:
هو اسم نكرة منصوب يأتي لبيان حال الفاعل أو المفعول به ويكون منصوباً دائماً وصاحبه معرفة نحو: جاء الطالب إلى المدرسة فَرِحاً أو قابلت الطالب فرحاً فلفظةُ ((فَرِحاً)) حال بينت هيئة الفاعل في المثال الأول وهيئة المفعول به في المثال الثاني، ويلاحظ ضرورة المطابقة في الحال المفردة لصاحبها في التذكير والتأنيث والإِفراد والتثنية والجمع فتقول: رأيت الطالبين فَرِحَينْ ورأيت الطلبة فَرِحين.
وتجيء الحال جملة اسمية أو فعلية ويلزم التعريف في صاحبها، نحو: جاء سعيد يبتسم، وقابلت إبراهيم ووجهه شاحب، ففي المثال الأول جاءت الحال جملة فعلية في لفظة ((يبتسم)) وفي المثال الثاني جملة اسمية في لفظة ((ووجهه شاحب)).
ويلاحظ ضرورة اشتمال الجمل الواقعة حالاً على رابط يربطها بصاحب الحال يتمثل في الواو أو الضمير أو الواو والضمير معاً.
ففي المثال الأول ((يبتسم)) فيه ضمير بعود على سعيد وهو صاحب الحال وفي الثاني وجدت الواو والضمير العائد على إبراهيم وهو صاحب الحال.
5 ـ التمييز:
وهو اسم يأتي لإِزالة اللبس عن مبهم قبله يصلح أن يراد به أشياء كثيرة.
وينقسم الاسم المميز أي المبهم إلى نوعين هما:
أ ـ ملفوظ: ويذكر في الجملة بلفظه وينحصر في أسماء الوزن والكيل والعدد والمساحة ويجوز فيه النصب والجر بمِنْ والإِضافة.
ب ـ ملحوظ: وهو ما يلحظ من الجملة من غير ذكر لفظه.
ولما كان التمييز من أهم ما يحتاجه المرء في حياته استعمالاً سواء في الحديث أو الكتابة حاولت أن أميزه بالشرح المفصل وضرب الأمثلة الكثيرة على ذلك. بالنسبة للتمييز الملحوظ فهو ما يلحظ في الأمثلة دون ذكر لفظه ويكون منصوباً نحو: أنا أكثر منك ولداً، فلفظة ((ولداً)) جاءت لتميز المبهم ((أكثر)) لأن الكثرة تحتمل معاني كثيرة فقد تكون في المال أو في العدد أو في الولد.. الخ.
أما النوع الآخر فهو التمييز الملفوظ نحو:
أ ـ اشتريت أقةً عنباً أو من عنبٍ. أو أقة عنبٍ.
ب ـ احتسى في الصباح كوباً لبناً أو من لبنٍ أو كوبَ لبنٍ.
جـ ـ عندي ستون صاعاً قمحاً أو من قمحٍ.
د ـ اشتريت خمسةَ أمتار حريراً أو من حريرٍ.
تمييز العدد:
سنعرض هنا للتمييز من حيث تأنيث وتذكير العدد أُوجزه في الآتي:
أ ـ العددان 1، 2 يكون التمييز فيهما مطابقاً للمميز نحو: عندي كتاب واحد، ورواية واحدة، وأكلت تفاحتين اثنتين، أو لديَّ قلمان اثنان استعين بهمَا في الكتابة.
ب ـ العدد من 3 - 10 يكون التمييز فيه عكس المميز من حيث التأنيث فتقول مثلاً:
قرأت ثلاثة كتب وثلاث روايات، حضر أربعة طلبة وأربع طالبات، عندي خمسة أقلام وخمس محابر، في مكتبتي ستة مقاعد وست طاولات، في بيتنا سبعة أولاد وسبع بنات، تلقيت ثمانية دروس في النحو وثماني محاضرات، عندي تسعة كتب في الجبر وتسع قصص، في المدرسة عشرة مدرسين وعشر مدرسات، ونلاحظ مما سبق أن التمييز جاء في كل منها جمعاً مجروراً مثل كتب وروايات وطلبة وطالبات وأقلام ومحابر، وبنات وأولاد، دروس ومحاضرات، كتب وقصص، ومدرسين ومدرسات، فهو لا يأتي إلا جمعاً مجروراً لا غير.
جـ ـ العددان 11 - 12:
يتطابق فيهما العدد مع المعدود فإن كان المعدود مذكراً ذكر معه العددان نحو: اشتريت أحد عشر كتاباً أو اِثنى عشر كتاباً، وفي حالة التأنيث نقول: قرأت إحدى عشرة رواية وعندي اثنتا عشرة قصة أو اثنتا عشرة رواية.
د ـ الأعداد من 13 - 19:
يكون فيها العدد منصوباً في الجزأين، يؤنث الجزء الأول ويذَكَّر الثاني إن كان المميز مذكراً نحو: ((قرأت ثلاثة عشر كتاباً))، عليها تسعة عشر أي حافظاً أو ملكاً. ويذكَّر الجزء الأول ويؤنَّث الآخر إذا كان التمييز مؤنثاً نحو: في المدرسة سبع عشرة غرفةً وأربع عشرة مدرِّسةً. ونلاحظ أن التمييز هنا مفرد منصوب فكتاباً وملكاً وغرفة ومدرسة كلها مفردات منصوبة.
هـ ـ الأعداد:
20 - 30 - 40 - 50 - 60 - 70 - 80 - 90:
تسمى ألفاظ العقود وتعرب حسب موقعها من الجملة فتقول مثلاً: في بيتنا عشرون غرفة، فعشرون مبتدأ مؤخر وغرفة تمييز وفي بيتنا جار ومجرور خبر مقدم، و ((مررت بعشرين قرية)) فكلمة ((عشرين)) اسم مجرور وعلامة جره الياء لأنه ملحق بجمع المذكر السالم وقرية تمييز منصوب.
وفي حالة إضافة عدد على ألفاظ العقود يخضع لنفس القاعدة السابقة فتقول: حضر إلى المدرسة ثلاثة وعشرون مدرساً وثلاث وعشرون مدرِّسة، وهي نفس قاعدة الأعداد من 3 - 9، ويمكن تطبيق قاعدة العددين 1 - 2 السابقتين فتقول: في الفصل اثنان وعشرون طالباً أو واحد وعشرون طالباً واثنتان وعشرون طالبة أو إحدى وعشرون طالبة.
ويجيء التمييز بعد لفظة مائة وألف ومليون وبليون وتلريون مفرداً مجروراً نحو: في الحديقة مائة شجرةٍ وألف زهرةٍ وبلغ عدد الحجاج مليون حاجٍ، وبلغت ميزانية الدولة مئتي مليار ريالٍ.
فائدة:
إذا لم يعرف التمييز. يجوز التذكير والتأنيث نحو: صم ثلاثاً أو ثلاثة، تصدق بعشرٍ أو بعشرة، والله أعلم.
زيادة:
يأتي لفظ ((بضع)) للدلالة على العدد من ثلاثة إلى تسعة ويأخذ حكمها في التذكير والتأنيث. ويكون تمييزه جمعاً مجروراً في حالة الإِفراد نحو: قضيت بضعة أيام في رحلتي. ويأتي تمييزه مفرداً منصوباً في حالتي التركيب والعطف نحو: عندي بضع وعشرون قصةً..
أما نيف.. فيكون للمذكر والمؤنث بدون تاء ولا يأتي إلا مع ألفاظ العقود نحو: في المدرسة ثلاثون معلماً ونيفٌ، قرأت ثلاثين كتاباً ونيفاً.
6 ـ اسم إن وأخواتها:
((إنَّ، أَنَّ، كَأَنَّ، لعل، ليت، لكنَّ)) تدخل جميع الحروف الناسخة السابقة على المبتدأ والخبر فتنصب الأول أي المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الثاني ويسمى خبرها فتقول مثلاً:
أ ـ إِنَّ المطرَ نازلٌ.
ب ـ كَأَنَّ الرَجُلَيْنِ متشابهان.
جـ ـ لعلّ الحديقةَ مزهرةٌ.
د ـ ليت الأمرَ بيدي.
هـ ـ عميت الرؤيا لكنّ الحقَّ واضحٌ. إذا خففت ((لكنَّ)) تهمل نحو: ((لكنْ الراسخون في العلم)) من حيث المعنى نرى أن ((إِنَّ وأَنَّ)) تأتيان لتوكيد الإسناد في الجملة وزيادة المعنى فيها و ((كَأَنَّ)) تفيد التشبيه ((ولكنَّ)) للاستدراك ((ولعلَّ)) تفيد الترجي ((وليت)) للتمني، ويلاحظ أن خبرها يأتي مفرداً وجملة فعلية وإسمية وشبه جملة:
إن العلمَ مفيدٌ: ((مفيد)) خبر مفرد. إِنَّ الفجرَ يبتسم: ((يبتسم)) خبر جملة فعلية ((إن حب الوطن من الإيمان)): ((من الإِيمان)) جار ومجرور خبر إن.
إِنَّ حرصك على أداء واجبك هو الذي جعلك تكسب الجميع، فجملة ((هو الذي جعلك)) جملة إسمية خبر إنَّ.
إنَّ العصفورَ فوق الشجرة ((فوق الشجرة)) ظرف مكان وهو خبر إنَّ.
فائدة:
إذا دخلت ((ما)) على ((ليت)) يجوز إهمالها أو إعمالها فنقول مثلاً: ليتما الناجحون كثيرون أوليتما الناجحين كثيرون.
7 ـ خبر كان وأخواتها:
كان وأخواتها: أصبح، أضحى، ظل، بات، أمسى، ما برح، ما انفك، ما فتىء، صار، ليس، مازال، مادام، كلها أفعال ناسخة تدخل على المبتدأ فترفعه ويسمى اسمها وعلى الخبر فتنصبه ويسمى خبرها. ويأتي خبرها مفرداً وجملة فعلية وجملة إسمية وظرفاً، وجاراً ومجروراً شأنه شأن خبر إِنَّ الناسخة.
الأمثلة:
كان الهواءُ رطباً
أصبح الماءُ عذباً
أضحى التنائي بديلاً عن تدانينا
ظل الهواءُ طلقاً في الصباح
بات الأمرُ واضحاً
أمسى العلمُ مفيداً
ما برح الشوقُ عاصفاً
ما انفك الصدقُ منجياً صاحبه
ما فتىء الإسلامُ يضيءُ الطريقَ
صار الصيامُ فرضاً على كل مسلم ومسلمة
ليس الكذبُ محموداً
مازال المطرُ نازلاً
لا أغادر المنزل ما دام الثلجُ يتساقط على المرتفعاتِ.
فائدة:
كل الأفعال السابقة تكون ناقصة. وتأتي تامة أي أنها تكتفي بفاعل ما عدا أفعال: مازال وما فتىء وليس فإنها لا تأتي إلا ناقصة.
وإليك أمثلة لمجيء الأفعال السابقة تامة مع ملاحظة أن معاني هذه الأفعال تتغير عن مجيئها تامة عنها وهي ناقصة.
1 ـ وكان الفتح وانكشف الغطاء: أي حصل.
2 ـ ألقاك حين نصبح: أي وقت الصباح.
3 ـ أزورك حين تمسي: أي وقت المساء.
4 ـ أضحى النهار علينا - أي صار وقت الضحى.
5 ـ لو ظل الصراع لأدى إلى ما لا تحمد عقباه، أي لو بقى.
6 ـ ألا إلى الله تصير الأمور ((أي ترجع وتعود)).
7 ـ رجعت الطيور إلى أعشاشها لتبيت أي لتدخل في الليل أو بات العصفور في عشه.. بمعنى نام.
8 ـ أذود عن وطني ما دامت الروح، أي بقيت.
9 ـ لن أبرح الميدان حتى تنكشف المعركة، أي لن أغادر.
10 ـ انفكت جميع الحبال: أي انحلت.
ومن أمثلة القرآن الكريم قوله تعالى:
وَإِن كَانَ ذُو عُسْرَةٍ فَنَظِرَةٌ إِلَى مَيْسَرَةٍ وقوله تعالى: فَسُبْحَانَ اللَّهِ حِينَ تُمْسُونَ وَحِينَ تُصْبِحُونَ (سورة الروم: 17)، خَالِدِينَ فِيهَا مَا دَامَتِ السَّمَاوَاتُ وَالأَرْضُ (سورة هود: 107). فَلَنْ أَبْرَحَ الأَرْضَ حَتَّىَ يَأْذَنَ لِي أَبِي (سورة يوسف: 80).
زيادة:
من أخوات كان صار وقد شرحناها إلا أن لصار أخوات تؤدي وظيفتها وتكون في معناها ذُكر منها على وجه التحديد أحد عشر فعلاً هي:
آض - رجع - عاد - استحال - قعد - حار - ارتدّ - تحول - غدا - راح - جاء.
فتقول مثلاً: آض الماءُ ثلجاً - ورجع الليلُ مظلماً - عاد الجوُ صحواً - استحال الجمرُ رماداً - قعد البطلُ جوالاً في الميدان - صار الضوءُ خافتاً - ارتدّ البصرُ خاسئاً - تحوّل الضبابُ مطراً - غدا الطريقُ واضحاً - راح الطالبُ مقدراً مسؤوليته - جاء الحقُ ساطعاً.
تنبيه:
يشترط للعمل في معنى صار ألا يكون الخبر جملة فعلية فعلها ماضٍ؛ لأن ذلك يتنافى مع زمن صار إذ يفيد التحوّل حتى وقت الحديث عنه فلا تقل: تدفق الماؤُ يَرُدَ.
8 ـ المنصوب بنزع الخافض:
يجيء المنصوب بنزع الخافض أي حذف أداة الجر منه منصوباً كقولك: ((فانتعش ولا انْتِعَاشَ الزهر بمباكرة الندا)) فلفظة انتعاش منصوبة بحذف حرف الجر المقدر وهو الكاف إذ الأصل فانتعش ولا كانتعاش الزهر بمباكرة الندا.
وقدَماً قالت العرب: جاء وَجْهَ النهار أي في وجه النهار. ومررت الديارَ، وتوجهت مكةَ.. بدلاً من توجهت إلى مكة، وذهبت المدينةَ بدلاً من إلى المدينة.
9 ـ اسم لا النافية للجنس:
لا النافية للجنس تعمل عمل إنَّ فتنصب المبتدأ ويسمى اسمها وترفع الخبر ويسمى خبرها.
فائدة:
لا بد من مجيء اسم لا النافية للجنس وخبرها نكرتين، نحو: ((لا طالبَ في الفصل)) فطالب اسمها منصوب وفي الفصل جار ومجرور متعلق بخبر محذوف تقديره ((موجود)) أي لا طالبَ موجودٌ في الفصل.
ملاحظة:
هناك لا النافية للمفرد وتعمل عمل كان فتقول مثلاً: ((لا رجلٌ جالساً))، فرجلٌ اسمها وجالساً خبرها، وفي معناها أن ((لا)) نفت الجلوس عن رجل واحد، إذ قد يكون أكثر من رجل ((جالساً)).
10 ـ الصفة:
الصفة تتبع الموصوف في النصب والرفع والجر فإذا جاء الموصوف منصوباً كانت الصفة منصوبة نحو: ((أكرمت علياً المجدَّ)) فلفظة المجدَ صفة لعلي وصفة المنصوب منصوب، ونحو ((قرأت كتابين جديدين)) فلفظة جديدين صفة للكتابين منصوبة بالياء لأنها مثنى.
11 ـ المنصوب بفتح الجزأين:
هو اسم منصوب دائماً بفتح جزأيه نحو:
أزورك ليلَ نهارَ، صباحَ مساءَ، فلفظة ليل نهار وصباح مساء وما في معناهما تأتي منصوبة بفتح الجزأين، وكذلك قولك: صيفَ شتاء. حَيْصَ بَيْصَ.
12 ـ المنادى النكرة غير المقصودة والمضاف:
ينصب المنادى إذا كان نكرة غير مقصودة أو مضافاً كقولك: يا طالعاً جبلاً، أو يا طالعَ الجبل، فلفظة ((طالع)) منصوبة في الأولى لأنها نكرة غير مقصودة وفي الثانية لأنها مضافة. ومن أدوات النداء: يا، هيا، أي الهمزة.
13 ـ البدل:
هو اسم يطابق ما قبله في الإعراب فتقول مثلاً: ((أكرمت الطالبَ علياً ((فلفظة)) ((علياً)) جاءت بدلاً من الطالب وأخذت علامة إعرابه وهو النصب، وهناك بدل بعض من كل نحو: قمت الليل كلَّه أو نصفَه أو بعضَه أو ثلثه، فكل ذلك بدل بعض من كل ويجب أن يشمل على ضمير يعود على المبدل منه وكذلك بدل الخطأ أو الغلط ويكون بعد ((بل)) نحو: حضر محمدٌ بل عليٌ.
14 ـ المفعول الثاني لأعطى وأخواتها وظن وأخواتها:
تأتي أفعال أعطى، سأل، كسا، ألبس متعدية إلى مفعولين ليس أصلهما مبتدأً وخبراً نحو: ((أعطيت الفقير خبزاً فلفظة ((الفقير)) مفعول أول لأعطى وخبزاً مفعول ثانٍ لها وقولك ((سألت الله فرجاً)) فلفظ الجلالة مفعول أول وفرجاً مفعول ثاني.
وكقولك: ((كسوت المحتاجَ ثوباً)).
15 ـ التعجب:
يقال إن التعجب هو أساس وضع علم قواعد النحو، ويذكرون أن أبا الأسود الدؤلي كان جالساً يقرأ ذات ليلة فدخلت عليه ابنته وقد أَنِسَتْ بمنظر النجوم في السماء وهي تتلألأ فقالت لأبيها: ((ما أجملُ السماءِ يا أبي برفع حرف اللام في أجمل)) فحسب أبوها أنها تسأله فرد قائلاً: نجومها، أو منظرها الجميل أو قمرها المضيء. فردت عليه قائلة: تعجباً أردت يا أبتي لا استفهاماً. فأصيب الرجل بخيبة أمل كبيرة وقال لها: إذا أردت تعجباً فافتحي فاك وقولي:
أجملَ - أي ضعي حركة الفتح على اللام في أجمل. وفي صباح اليوم التالي ذهب الرجل إلى الخليفة سيدنا على ابن أبي طالب يقص عليه قصته مع ابنته ويستأذنه في موافقته له لوضع أساس علم النحو حفاظاً على اللسان العربي من الضياع خاصة بعد دخول الإسلام إلى بلدان غير عربية فأذن له بذلك.
ولأسلوب التعجب طريقتان: ((ما أَفْعَلَهُ)) و ((أَفْعِلْ به)) فإذا كان الفعل ثلاثياً مبنياً للمعلوم مثبتاً غير دال على لون أو عيب أو حلية قابلاً للتفاوت فلنا أن نتعجب منه مباشرة ب ((ما أفعله)) فتقول: ما أكسله عن أداء الواجب أو بواسطة المصدر الصريح أو المؤول مع فعل مساعد مناسب فتقول: ما أشدَّ كسلَه عن أداء الواجب ((مصدر صريح)) أو: ((ما أقبحَ أن يكسلَ عن أداء الواجب)) مصدر مؤول.
وإذا زاد الفعل في حروفه الأصلية عن ثلاثة حروف مثل: دحرج أو زلزل، أو دلَّ على لون نحو أحمرَّ وأصفرَّ، أو عيب نحو: عور - بكم - عرج، أو دلَّ على حِلْيةِ نحو: حور، وشم فإننا نتعجب منه بـ: ما أشدَّ أو أُشْدُدْ به ونحوهما ونأتي عقب ذلك بمصدره صريحاً أو مؤولاً فتقول مثلاً في ((زلزل)) ما أشد زلزلة الأرض، بالمصدر الصريح، أو أشدد بأن تتزلزل الأرض: بالمصدر المؤول. وكذلك في ((احْمَرَّ)) فتقول: ما أشد حمرةَ الورد أو: أشدد بأن يحمرّ الورد. وكذا في عرج تقول: ما أشدَّ عَرَجَهُ أو أشدد بعرجه.
أما إذا كان الفعل مبنياً للمجهول نحو: سُرِقَتْ الساعةُ، قُطِعَتْ الزهرة، أو كان فعلاً منفياً نحو: لا يعاقب الجاني.. في هاتين الحالتين نتوصل إلى التعجب من الفعل بـ: ما أشدَّ وأشدد به ونحوها ويجيء المصدر مؤولاً لا غير نحو: ما أقبحَ أن تُسْرَقَ الساعةُ وما أَجْمَلَ أن يُقْرَأَ الكتابُ، أو أَقْبِحْ بأن تُسْرَقَ الساعةُ، وأَجْمِلْ بأن يُقْرَأَ الكتابُ، صورة للإِعراب ((ما أجملَ الزهرَ))
ما: تعجبية - مبتدأ.
أَجْمَلَ: فعل ماضٍ مبني على الفتح وفاعله ضمير مُستتر.
الزهرَ: مفعول به منصوب والجملة الفعلية خبر ما.
((2)) أكرم بالقرآن كتاباً.
أكرم: فعل ماضٍ جاء على صورة الأمر للتعجب. والباء بعده حرف جر زائد. ((تفيد توكيد الفعل)).
القرآن: فاعل مرفوع بضمة مقدرة منع من ظهورها دخول حرف الجر الزائد.
كتاباً: تمييز.
فائدة:
قد يتعجب باللام المفتوحة التي تسمى لام التعجب نحو: يا لَجمالَ الرَّبيعَ. أو يا لها شمساً مشعةً وتكون بعد ياء النداء.
16 ـ الظرف أو المفعول فيه:
ينصب الظرف بالظرفية المكانية أو الزمانية على حسب معناه، ويلاحظ أن ظروف الزمان تأتي منصوبة على الظرفية الزمانية وبعضها يكون مبنيَّا. أما ظروف المكان فلا يأتي منصوباً منها على الظرفية إلا ما كان مبهماً غير محدود بحدود معروفة. وإليك أمثلة لظروف الزمان:
سَافَرْتُ شهراً - استرحت ساعةً
صليت صباحاً - نمت ظهراً.
الألفاظ: شهراً، ساعة، صباحاً، ظهراً، كلها ظروف تدل على زمان حدوث الفعل وهي منصوبة بالظرفية الزمانية، والمبنية: نحو: أمسِ، منذُ، ومذْ.
أمثلة لظروف المكان:
وقفت أَمَامَ المسجد - صليت خَلْفَ الصف الأول - جلست يَمِينَ المدرس.
نلاحظ أن الظروف السابقة مبهمة أي غير محدودة لذلك تصلح أن تكون منصوبة بالظرفية المكانية. أما قولنا ((شاهدت المباراة في الملعب أو الميدان))، أو: ((وضع العصفور في القفص أو الحديقة)) فهذه الظروف لا تصلح أن تكون منصوبة بالظرفية المكانية لأنها محدودة بحدود معروفة.. أي غير مبهمة.
17 ـ المفعول معه:
هو اسم منصوب واقع بعد واو بمعنى ((مع)) ويدل على من فعل الفعل بمصاحبته. وللإسم الواقع بعد الواو ثلاث حالات في الإعراب:
أ ـ نصبه على أنه مفعول معه إذا لم يكن وقوع الفعل من متعدد، أي لم يشترك في وقوعه أكثر من واحد، نحو: سرت والشارعَ مشيتُ وسورَ الحديقة.. لأن السير والمشي واقع من واحد فقط.
ب ـ يجب عطفه على ما قبله إذا كان الحدث لا يصدر إلا من متعدد نحو: دخل عليٌّ ومحمدٌ لأن فعل الدخول يحدث من علي ومحمد أي أنه من متعدد فالواو هنا للعطف.
جـ ـ جواز النصب والعطف إذا احتمل الاشتراك في الفعل وعدم اشتراكه كقولك: وقف الطلبةُ والمدرسُ، فيجوز في لفظة ((المدرس)) الرفع على العطفية والنصب على المعية، وكذلك قولك: حصل الأول من الطلبة وفصلهُ على جائزة التفوق.. فالواو هنا تصلح للعطف وللمعية فتقول: وفصلَه بالفتح على النصب بواو المعية، ويكون بالرفع على أن الواو للعطف.
18 ـ أسلوب الاختصاص:
يأتي الاسم منصوباً بعد فعل محذوف تقديره ((أخص أو أعني)) نحو: نحن المسلمين لنا حضارة ذات خلق، ونحو: لنا نحن العربَ مجدٌ قديم. ولكم أنتم المجدين جهد كبير فيلاحظ أن الاسم الواقع بعد الضمير ((نحن وأنتم منصوب بالياء لأنه جمع مذكر سالم لوقوعه بعد فعل محذوف: يمكن تقديره بأخص أو أعنى، وكذلك الأمر في قولنا: لنا نحن العرب، فلفظة العرب نصبت بالاختصاص بعد فعل يمكن تقديره بـ (أخص) أو أعني. ويلاحظ أن أسلوب الاختصاص يجب أن يكون بعد ضمير منفصل مثل: نحن - لنا - أنتم.
19 ـ الإِغراء والتحذير:
ينصب الاسم على المفعولية بعد فعلين مقدرين يفيدان الإِغراء أو التحذير نحو: النارَ النارَ.. أي احذر، أو إياك والنارَ أو أي فعلٍ يمكن أن يؤدي نفس المعنى مثل:
تجنب - احترس.
ويكون الاسم منصوباً على التحذير بفعل مقدر تقديره احذر.
أما الإغراء فمن أمثلته: الجنةَ الجنةَ، النجاحَ النجاحَ، الأخلاقَ الأخلاقَ، فنصب الاسم هنا على الإِغراء لأنك تغري المخاطب فكأنك تقول: إلزم الجنة، واسلك طريق النجاح، وتقمص الأخلاق، فأنت تغريه بعمل فعلٍ محبب.
ففي الإعراب تقول: العارَ العارَ:
العار: اسم منصوب بالتحذير لفعل محذوف يدل عليه سياق الكلام تقديره: إحذر وكلمة ((العار)) الثانية مؤكدة للأولى.
وكذلك قولك: الرحمةَ الرحمةَ.. فالرحمة اسم منصوب بالإِغراء لفعل محذوف تقديره: الزم. والفاعل ضمير مستتر تقديره أنت.
20 ـ خبر ما الحجازية:
تعمل ما النافية عمل ليس فترفع الاسم وتنصب الخبر، وذلك في لغة الحجاز ويكثر في خبرها اقترانه بالباء التي تفيد التوكيد وقد جاءت في القرآن الكريم بلغة أهل الحجاز فقال تعالى: مَّا كَانَ مُحَمَّدٌ أَبَا أَحَدٍ مِّن رِّجَالِكُمْ (سورة الأحزاب: 40).
فمحمد اسمها مرفوع وأبا خبرها منصوب بالألف لأنه من الأسماء الخمسة، ولك أن تقول: ((ما مجتهدٌ في دروسه راسباً)) ((ما فاعِلٌ للخير بمذموم)) فالباء هنا حرف جر زائد يفيد التوكيد والتقوية.
21 ـ كم الاستفهامية وكم الخبرية:
تأتي كم على وجهين: استفهامية وهي التي تفيد الاستفسار عن شيء مجهول لدى المتحدث وتحتاج إلى جواب وتميز بمفرد منصوب إلا في حالة دخول حرف الجر عليها فيكون تمييزها مجروراً نحو:
أ ـ كم ريالاً صرفت في ((رحلتك؟)).
فلفظة ((ريالاً)) تميز - ل - كم لأن السائل يجهل عدد الريالات التي صرفها المخاطب.
ب ـ بكم ريالٍ اشتريت هذا الكتاب؟
فلفظة ريالٍ جاءت مجرورة لأن كم الاستفهامية دخل عليها حرف الجر.
أما كم الخبرية فتمتاز بالإِخبار عن الكثرة ولا تحتاج إلى جواب ويكون تمييزها مجروراً دائماً إما بالإضافة نحو: كم رجلٍ قابلت في رحلتي من رجال الفكر والأدب، فلفظة رجلٍ تمييز مجرور بالإضافة لكم الخبرية، لأن الغرض من كم هنا هو التعبير عن كثرة الرجال الذين قابلهم في رحلته من رجال الفكر والأدب.
ويأتي تمييزها مسبوقاً بِمِنْ ويكون مفرداً وجمعاً نحو: كم من كتابٍ قرأت في إجازة الصيف، فلفظة كتاب ((تمييز مفرد مضاف إلى كم.. ونحو قولك: كم من كتبٍ قرأت.. بدلاً من كتاب في المثال السابق فلفظة كتب جمع وهو تمييز مضاف لكم الخبرية.
22 ـ المستثنى:
من منصوبات الأسماء المستثنى بإلا.. فتقول مثلاً: حضر الطلبة إلا طالباً، فإذا كانت الجملة تامة غير منفية والمستثنى منه موجوداً وجب نصب المستثنى كما في المثال السابق.
ويجوز النصب على الاستثناء والاتباع على البدلية للمستثنى منه إذا كانت الجملة تامة منفية نحو: لم أقرأ من الكتبِ إلا كتاباً.. فلفظة ((كتاباً)) يمكن نصبها على الاستثناء ويمكن اتباعها للمستثنى منه. فنقول ((كتابٍ)).
وكذلك حين يكون المستثنى منه غير مذكور في الجملة وتكون الجملة منفية فيكون الاتباع على البديله فقط نحو:
ما حضر إلا عليٌّ.
ما رأيت إلا علياً.
ما مررت إلا بعليِّ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :2710  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 4 من 95
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الجمعية النسائية الخيرية الأولى بجدة

أول جمعية سجلت بوزارة الشئون الاجتماعية، ظلت تعمل لأكثر من نصف قرن في العمل الخيري التطوعي،في مجالات رعاية الطفولة والأمومة، والرعاية الصحية، وتأهيل المرأة وغيرها من أوجه الخير.