((المُهْرَةُ)) فَزْعَى لاَ تَقْوَى خَوْضَ المَيْدَانْ |
تَرْتَدُّ بِنَحْسٍ خَاسِرةً فِي.. كُلِّ رِهَانْ |
فَتَعُودُ تُفَتِّشُ عَنْ مَعْنَى جَدْبِ الأغْصَانْ |
وَرَوَابٍ لَمْ تُنْبِتْ قَمْحاً.. رُغْمَ الفَيَضَانْ |
لاَ شَىءَ تَراهُ سِوَى عَطَبٍ فِي كُلِّ مَكَانْ |
عَفْواً إِهْدَائي.. سَيِّدَتِي هَذَا الغَثَيَانْ |
فِي سَلَّةِ يَأْسٍ.. مُفْرِغَةً وَجَعَ الكِتْمَانْ |
فَأَنَا لاَ أَمْلِكُ مَا أُهْدِي غَيْرَ الأَحْزَانْ |
وَبَقِيَّةَ دَمْعٍ قَدْ وَرِمَتْ مِنْهُ.. العَيْنَانْ |
فَاللَّيْلُ طَوَاحِينٌ كَسْلَى ـ مَلَّتْ ـ دَوَرَانْ |
تَنْتَزِعُ البَوْحَ.. لِتَحْقِنَهُ عَبْرَ الشَّرَيَانْ |
فَتُثِيرُ زَوَابِعَ مُثْقَلَةً حَمَأً.. وَدُخَانْ |
وبُرُوقاً تَقْصِفُ رَاعِدةً.. مِثْلَ البُرْكَانْ |
وعَوَاصِفَ رَمْلٍ حَامِلَةً.. مَلَلَ الكُثْبَانْ |
البَحْرُ يُصَعِّدُ أَمْواجاً.. تُلْقِي الحِيْتَانْ |
والرِّيحُ تُدَمِّرُ جَائِرةً.. حُلْمَ الإِنْسَانْ |
تَمْتَصُّ النَبْضَ وَلاَ تَرْعَى لِلْخَفْقِ حَنَانْ |
تَزْدَرِدُ العُشْبَ كَما ذِئبٌ شَرِسٌ جَوْعَانْ |
وَأنَا مَا زِلْتُ عَلى شَطِّي أَطْفُو.. لِلأنْ |
أَجْتَرُّ خَيَالاً.. مُنْدَسَّاً بَيْنَ الأَرْكَانْ |
وشَريحةَ حُزْنٍ لاَهِبةً بَيْنَ الأَحْضَانْ |
أَتَثَاءَبُ شَمْعاً مُنْطَرِحاً.. فَوْقَ الجُدْرَانْ |
أَتَحَسَّسُ حُلْماً قَدْ يَبِسَتْ مِنْهُ الأَلْوَانْ |
وَشَظْيَّةَ نَزْفٍ مُنْصَهِرٍ يَصْلَي السَّلوَانْ |
فَأَدِيمُ الأَرْضِ عَلى سَعَةٍ.. نَابٌ سَعْرَانْ |
يَغْتَالُ الحُلْمَ.. بِغَلْغَلَةِ النَّصْلِ.. الحَرَّانْ |
لِيُعَطِّلَ.. أَحْلَى مَا غَنَّى.. صَوْتُ الكَرَوَانْ |