شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المَوْتُ
يَا صَائِلَ الخَطْوِ إِنَّ المَوْتَ مُفْتَرِسُ
لا يَدْفَعُ المَوْتَ لا جَاهٌ.. ولاَ حَرَسُ
كَمْ قَوَّضَ الدَّهْرُ صَيَّالاً بِقُوَّتِهِ
وَخَيَّمَ الحُزْنُ في بَيْتٍ لَهُ وَنَسُ؟
مَضَيْتَ تَفْرَحُ بِالدُّنْيَا وزُخْرُفِهَا
وَغَرَّكَ المَالُ.. وَالأَضْوَاءُ والْهَوَسُ
إِنْ كُنْتَ تَرْجُو مِنَ الأَيَّامِ نَائِلَةً
تَذَكَّرِ اليَوْمَ أَقْوَاماً بِهَا نَكَسُوا؟!
تُعَاقِرُ الكَأْسَ تِلْوَ الكَأْسِ مُحْتَفِياً
وَجُلُّ وَقْتِكَ في اللَّذْاتِ مُنْغَمِسُ
لا تُفَرِطِ التِّيهَ إنَّ العُمْرَ ثَانِيَةٌ
إِنْ طَالَ يَوْماً مَصِيرُ العُمْرِ يَنْدَرِسُ
مِنْ يَحْزِبِ الأَمْرَ في دُنْيَاهُ مُحْتَسِبَاً
حَتْماً يَرَى النُورَ في الأَعْمَاقِ يَنْبَجِسُ
فَاسْتَلْهِمِ الرُّشْدَ إِنّ النَّفْسَ غَافِلَةٌ
وَهَلْ تُضِيءُ نُفُوسٌ نَبْضُهَا غَلَسُ؟
تَسْعَى إلى الخَيْرِ لاَ تَرْجوُ جَوَازِيهُ
وَتَسْتَشِفُّ رُؤَى أَحْلاَمِ مَنْ وُكِسُوا
أَمْ حَطَّكَ المَالُ في دُنْيَا مُغَلَّفَةٍ
تَصْلَى الهَوَانَ وَفي أَرْدَانِهَا هَلَسُ؟
فَبِتَّ تَرْعَى مِنَ الأَحْلامِ مُوبِقَهَا
وتَصْرِمُ اللَّيْلَ إحْفَاءاً لِمنْ جَلَسُوا؟
تُسَامِرُ الخِلَّ في نَجْوَى مُحَرَّمَةٍ
وَتَسْكُبُ الرَّاحَ مَحْفُوفاً بِهَا النَّجَسُ
يَا مَنْ تَسِيرُ عَلَى أَشْلاَئِهَا صَلَفَاً
مُصَعِّرَ الخَدِّ لا يَزْكُو لَهُ نَفَسُ
كَأَنَّمَا الكِبْرُ أَمْسَى لاَ يُفَارِقُهُ
يَمْشي الهَوَيْنَى وَفي أَعْطَافِهِ وَجَسُ
هَلاَّ عَقَلْتَ جِمَاحَ النَّفْسِ مُهْتَدِياً؟
وَجِئْتَ بالبِشْرِ إِسْعَاداً لِمنْ تَعِسُوا؟
وَرُحْتَ تَرْأَمُ مَنْ يَحْتَاجُ في دَعَةٍ
وَتَرْسُمُ الحُبَّ إِصْفَاءً لِمَنْ نَحِسُوا؟
هَلاَّ ذَكّرْتَ عَذابَ القَبْرِ مُتَّعِظَاً!
فَضَمَّةُ القَبْرِ للغَاوِينَ مُرْتَكَسُ
يَضْرَى بها المَرْءُ لاَ يَقْوَى مُنَاهَضَةً
وَهَلْ يَطِيقُ عَذَابَ القَبْرِ مُنْتَكِسُ؟
القَبْرُ إِنْ فِئْتَ جَنَّاتٌ مُخَضَّرَةٌ
وَأنْ أَبَيْتَ جَحِيْمٌ صَمْتُهُ عَمَسُ
لاَ تَصْرِمِ العُمْرَ في اللَّذَاتِ مُلْتِهَياً
وَاذْكُرْ مِنَ الصَّحْبِ كَمْ غَابُوا وَكَمْ دَرَسُوا؟!
مَا ضَرَّكَ اليَوْمَ في نَجْوَى مُحَبَّبَةٍ
تُعِيدُ لِلقَلْبِ إِيمَاناً لَهُ قَبَسُ!
وَتَرسُمُ الحُبَّ شَفَّافاً كَصَافِيَةٍ
مِنَ السَّحَابِ لِنَبْضٍ كَادَ يَنْخَرِسُ
***
 
طباعة

تعليق

 القراءات :999  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 68 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج