شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
تَحِيَّةُ العِلْمِ
ألقيت في الحفل الأخير الذي أقامته مدارس الثغر النموذجية بجدة. تكريماً للطلبة المتفوقين في كتابة البحث العلمي ((حَول غزو الفضاء)) .
أَيُّ مَجْدٍ من رُؤَى البيتِ أَضَاءَ
أيُّ فجرٍ ساطعٍ بالنُّورِ جَاءَ
أَيُّ عِلْمٍ زاخرٍ إِمَّا بَدى
أَغْضتِ الشمسُ حيَاءً وانْحِناءَ
لمْ يزلْ يَنْسِخُ آياتِ الدُّجى
نورُه الضَّاحي صبَاحاً وَمسَاءَ
يا لَمَجْدٍ حافلٍ كان لنا
ملأتْ آفاقُه الدُّنيا زُقَاءَ
ابْعَثُوهَا طلعةً علميّةً
نَجْتَلِي منها فما أحْلى الرَّوَاءَ!
اعبرُوا الآفَاقَ إني فيكمُو
قد توسَّمْتُ صموداً وارتقاءَ
ابْعَثُوهَا وَثبةً من دِينكمْ
واستمِدُّوا العزمَ منْه والإِباءَ
بالنُّهَى نَسْمُوا إِلى عُمْقِ الذُّرَى
بِالشبابِ الفَذِّ بالعلم ارتواءَ
الأماني الغر مَا أجْمَلها
حِين تُعْطِينَا شباباً علماءَ
انفضُوا الجَهلَ فَما أجْدَرَكُمْ
للعُلا أهْلاً وللمجدِ احتباءَ
قَوِّضُوا بالعلم أشباحَ الدُّجى
وأَشِيعُوا النورَ هَدْياً والضِّياءَ
فالعوالي الشُمُّ لا تَرْضَى الوَنَى
لا ولا تَرْعَى شَباباً جُهَلاءَ
إِنَّنِي قد شِمْتُ فيكمْ وَمْضَةً
فاطرحُوا التِّيهَ وَبُزُّوا الخُيَلاَءَ
يَا لَمَجدٍ شامخٍ جَابَ الدُنا
بَثَّ في الكونينِ عِلْماً وَسَنَاءَ
مجدُنا الغابرُ مجدٌ تالدٌ
شَادَهُ الآباءُ للدنيَا بَقَاءَ
سائِلُوا الإفْرنجَ من عَلَّمَهُم
إِنَّهُمْ أَدْرَى بمسرَانا اقْتِفَاءَ
لَمْ يَكن (كانت) ولا أترابه
يعلمون البَحثَ علماً واجْتِلاَءَ
مثلما (الجاحظُ) في أسلوبهِ
حين يَسْتَقْصِي فَلا يَرْضَى التِوَاءَ
كانَ لا يَرْعَى من الرأيِ سِوَى
ما يبين الحقَ أَو يُقْصِي افترَاءَ
(وَابنُ خلدونٍ) على سَمْعِ الدنَا
شَهِدَتْ آثاره العُظْمَى حَفَاءَ
يَا شبابَ اليَوْم كُونُوا طلْعَةً
إنكُم أَكرمُ أَصلاً وانتِمَاءَ
يَا رجَالَ الغد كُونُوا وَثْبَةً
تَمْلأُ الأَجواءَ نُوراً واجتِلاءَ
هَذهِ الأَبْحاثُ علمٌ نافعٌ
وَرُؤَى تحملُ جَهْداً وَذَكَاءَ
قد بَحثتم عبرها كنه ((الفضا))
فأجَدتم بحثَها بحثاً وَضَاءَ
وأَبَنْتُمْ أنَّكم في جَلْوَةٍ
تََكْتُبُ التَّارِيخَ علماً من حِرَاءَ
فَاذكُرُوا الأمجادَ إبَّانَ الدُّنا
كَانتِ الظلماءُ تُغْشِيها بَلاَءَ
يَوم هَزُّوا دولَةَ الرُّومِ فَمَا
كَانتِ الفرسُ ولا الرُّومُ خَوَاءَ
لكن الإيمانُ والهديُ الذي
شَعَّ في الأَعْماقِ نوراً قد أَضَاءَ
مَزَّقُوا بالعلمِ أستارَ الدُّجَى
وَأَقامُوا العلمَ بحثاً وانْتِمَاءَ
واستَماتوا نُصْرَةً في دِينِهِمْ
لا يخافُونَ الرَّدَى أَنَّى ـ تَرَائى
صَيْحَةٌ قد مَزَّقَتْ صَمْتَ الرُؤَى
فاسْتجابَ النصرُ طوعاً واحْتِمَاءَ
حُمِّلُوا التوحيدَ في أَعْمَاقِهمْ
فَأَشَاعَ العزمَ فِيهمْ وَالمَضَاءَ
تِلْكُمُو يَا قومِ أمجادُ الأُلَى
فأعِيدُوا المجْدَ عِلماً وبِنَاءَ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :583  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 64 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ الدكتور سليمان بن عبد الرحمن الذييب

المتخصص في دراسة النقوش النبطية والآرامية، له 20 مؤلفاً في الآثار السعودية، 24 كتابا مترجماً، و7 مؤلفات بالانجليزية.