شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
قصيدةٌ ليستْ للنَّشْرِ مع شاعرٍ جاهليٍّ.. في القرنِ العشرين..
تقمَّصْتُ شخصيةَ شاعرٍ عربي من العصرِ الجاهلي الأول.. حلَّ ضيفاً عزيزاً علينا لمدةٍ قصيرةٍ.. بكل صفائه ونقائه وأدواته البدائية الساذجةِ البسيطةِ.. وَلِهَ بحبِّ فتاةٍ وَلَهاً حتى النُّخاعِ ثم نكصت عهدَها وتركته فريسةَ الأحلامِ واليأسِ.. تُرَى ما عساه يقول شاعرُنا الفحلُ عن الجفاءِ المفاجىءِ وزيفِ الحياةِ العصريةِ بأسلوبهِ وأدائهِ العَفَويِّ السيَّالِ النابضِ بكلِّ إحْسَاسٍِ صادقٍ جَيَّاشْ..؟؟
ما رَاهَ (1) خَفْقِي ضَلَّةً في مَهْمَهٍ
فَأَنَا الذي أدْلَجْتُ في الغَيَّاتِ
أَوْلَيْتُكُمْ بَوْحِي وشَخْزَ (2) نَوابِضِي
ولَوَافِحَاً.. عُصْفاً.. مِنَ الخَلَجَاتِ!
أَشْدُو بها نَحْوَ الطُّلُولِ مُنَاجِياً
فَيْضَ الرُّؤَى ورَكَاهَةَ (3) .. الصَّبَوَاتِ
غَنَّيْتُ ماضِيَكُمْ بِكُلِّ مُرَكَّمٍ
بَخْوَ (4) المنَابِضِ مُفْضِيَ الحَسَرَاتِ
أين الذي قَدْ كَانَ غِبَّ لِقَائِنَا؟
ما بَالُهُ رَكْساً (5) .. بِغَيْرِ ثَبَاتِ؟!!
أَرَأَيْتُمُو قَلْباً تَزَعَّطَ (6) بالجَوَى
حَمَلَ المَنِيِّةَ.. زَالِعَ (7) النَّبَضَاتِ؟!
مِثْلَ الذي يَصْلاَهُ قَلْبُ نِجيِّكمْ
مِنْ زَعْلَجٍ (8) سُوءٍ وحَدْلِ (9) غُفَاةِ؟
أين الزُّهُومَةُ (10) في خِوانِ وَلاَئِكُمْ؟
مَنْ ذَا يُسَبِّخُ (11) كُرْبَتِي.. وأَسَاتيِ؟
يا ليتني مثلُ ((السَّمَنْدَلِ)) (12) طائرٌ
فَحَياتُهُ في النَّارِ.. والجَمَراتِ
أَوَغَرَّكُمْ أَنِّي ((كَسِبْرَاتِ)) (13) الجوَى
أُفْضي إلَيْكُمْ شَقْوَتي.. وشَكَاتِي!
لكننَّي ذو سَبْعَرٍ (14) ونَجَابَةٍ
لا كالسَّبَعْلَلِ (15) خِسَّةً لِصِفَاتِ
فَسَأُدْهِقَنَّ الكَأْسَ نَخْبَةَ غَوْلَةٍ
تَحْكِي جَلِيَّ التِّبْرِ.. في المِصْفَاةِ!!
سَجْمُ الدُّمُوعِ على وَفَاءٍ قَدْ عَفَا
لاَ رَخْوَةً مِنِّي.. ولا هَزَّاتِ!
بَلْ سَحْتَبٌ (16) خَلْفَ الذي قَدْ كَانَ لِي
كَيْمَا.. أُسَحِّفَهُ (17) من الشَّيْنَاتِ
قَلْتٌ (18) .. أنازِلُ كُلَّ مَنْ يَغْتَابُنِي
بالمِسْحَلِ (19) الفَوَّاهِ.. كالرَّجَمَاتِ
لا أَرْتَضِي (20) سَدْجَ.. النُّفُوسِ ولا القِلى
حَتَّى أُسَدِّخَهَا.. بِنَصْلِ شَبَاتِي
أنا قَعْقَعٌ (21) نَأْفٌ (22) .. أُصرِّمُ عَازِلي
رَعْبٌ.. كَرُعْجٍ (23) مُضْرِمِ الظُّلُمَاتِ
لا تَعْرفُ الرَّعَصَ (24) المَقِيتَ جَوَانِحِي
مُسْتَرْكِضُ الرَّوْحَاتِ والغَدَوَاتِ
رَعُنَاءُ هَوْجَاءُ النَّوَازِلِ بَطْشَتِي
تُزْكِي أُوَامَ اللَّعْطِ (25) .. والشُّبُهَاتِ
سَأَذُودُ عَنْ بَرَطِي (26) بِكُلِّ مُثَقَّفٍ
نَصْلٍ كما الهِنْدِيِّ.. في الطَّعَنَاتِ
وَجْأً (27) إلَى الشَّرَفِ السَّلِيبِ لمُهْجَتِي
لأُزِيحَ حَشْناً (28) بَالياً.. كَرُفَاتِ
أَحْضُو (29) عَلى نِيْرَانِهِ مِنْ نَافِثِي
وأَزِيدُه من عِشْرِقٍ (30) .. ونَبَاتِ
كَيْمَا أُحَفِّشَ (31) كلَّ جُرْحٍ نَازِفٍ
مِنْ حَلْبَسٍ (32) .. جَلْدٍ على النَّكَبَاتِ
ذِي نَخْوَةٍ طِبْنٍ (33) يُدَارِي ضَهْسَةً (34)
لا ضَوْكَعٌ (35) خَرِعٌ (36) لدى الصَّيْحَاتِ
لم أَخْطَرِبْ (37) يَوْماً عليكم بَوْحَتِي
لا فيْكُمُو خِلْمِي (38) .. ولا خِلاَّتِي..
مَنْ خَنْزَجَتْ (39) لَغْباً عليَّ لِحَاظُه
حَتْماً يُلاقِي اللَّعْجَ (40) في قَبَضَاتي
عَضْبٌ أَقُضُّ كما الكَهَامِ (41) مُقَاوِمِي
لا يَعْتَرِيني.. الحَظْلُ (42) .. في عَزَمَاتِي
لا يَلْطَعُ الشَّرَفُ المُنِيفُ أَكفَّكُمْ
مَرْتاً (43) كما تَرْجُونَ.. لِلزُّلُفَاتِ
فَلأَنْتُمُو عندي نَبَاتٌ بَارِضٌ (44)
كَنِفَتْ بِهِ البِرْعِيسُ (45) باللَّوْكات
سَأَرُومُ بالعَوْجَاءِ نَحْوَ أَحِبَّتي
حَيْثُ الوَفَا.. لِلأهْلِ والخِلاَّتِ
مَنْ يَلْبَسِ.. السَّحْلَ (46) .. المُزَيَّفَ يَغْتَطِشْ (47)
في هُوَّةِ الإِبْعَاطِ (48) .. والنَّكِرَاتِ!
وإذا اطلَخَمَّ الجَأْشُ لُذْتُ مُفَارِقاً
نَشَباً (49) .. ونَشْراً (50) نَاتِنَ الهبَّاتِ
ما يَسْتَوِي في اللَّطْسِ (51) يَرْبُوعُ الفَلاَ
والقَرْهَمُ (52) .. الفَتَّاكُ.. بالكَدَمَاتِ
أَتَغِيرُ جَارِيَةٌ على وَعْلِ (53) الحِمَى؟
لِتَزِيدَه زَمْجاً (54) .. من العِلاَّتِ
لا أَرْتَضِي بَعْجاً (55) يَفِلُّ نَحِيزَتِي
ويُحيلُني.. ضَرْباً.. من البَصَمَاتِ
أَنَا لَسْتُ بَكَّاساً (56) لِبَكِّ (57) مُحَرَّمٍ
أَجْتَاحُهُ غَيًّا بِلاَ حُرُمَاتِ؟!
الحُبُّ قَدْ أَمْسَى لَدَيْكُمْ خُدْعَةً
نَاهِيْكَ عن طَخْشٍ (58) لَهَا في الآتِي
سأَجُبُّ غَمًّا إنْ طَفَا في سَحْرَتِي (59)
وأُرِيقُه سَفْحَ.. الدِّمَا للشَّاةِ!
لكننَّي والمَشْرِفيُّ مُصَفَّحِي
أَفْرِي الطَّغَّامَ (60) بِعَبْطَتي.. وَقَنَاتِي
يا أَنْتُمُو لَسْتُمْ بِأَهْلٍ تُرْتَجَى
فِيْهِمْ خِصَالٌ كمَّلٌ.. لِصِفَاتِ
لكِنَّكُمْ سَبْيٌ لمَيْنٍ يُشْتَرَى
تَتَنَاهَشُونَ ـ لُحُومَكُمْ.. لَهَفَاتِ
مَا ضَرَّ لو كان الوِئَامُ خَدِينَكُمْ
في مُسْتَهَلِّ حَيَاتِكُمْ.. والآتِي؟
وَبَنَيْتُمُو قُنَّ (61) المحبةِ رَاعِناً
مُسْتَوْثِقَ الإِعْمارِ.. والعَزَمَاتِ؟
فَشَبَابُكُمْ رَهْوٌ (62) يضفِّرُ شَعْرَهُ
حِيْناً.. وَيَمْشُطُهُ كما الفَتَيَاتِ
وَلَرُبَّمَا يَطْلِيه بَرْهَمَ (63) زاهياً
يَخْتَالُ في تِيْهٍ خُطَا.. الرَّقَصَاتِ
أَيْنَ الرُجُولَةُ والشَّجَاعَةُ والحِجَى؟
هَلْ غِبْتُمُو عَنْهَا بِلاَ رَجَعَاتِ؟!
فِتْيَانُ قَوْمِي (64) قُمَّخٌ.. نَسْلُ الإِبَا
يَتَمَنْطَقُونَ.. بِخَنْجَرٍ.. وَقَنَاةِ!
يَتَدَافَعُونَ إلى السَّليم (65) لِنُصْرَةٍ
بِشَجَاعَةٍ أَوْهَتْ قُوَى الآفَاتِ
قَوْمٌ كِرَامٌ في الوَرَى عَنْ خُلَّةٍ
فَيْهِمْ بَهَاليْلٌ (66) .. لَدَى الهَبَّاتِ
لا يَرْهَبُونَ الحَتْفَ أنَّى يُلْتَقَى
فَهُمُو لَهُ بَلْتٌ (67) بِلاَ مِيْقَاتِ؟
شَعْبٌ أَبِيٌ في النَّدَى لا يُعْتَلى
مُسْتَصْرِياً ـ لِلَّعَطِ (68) .. والهَجَمَاتِ
يَا لَيْتَ أَني لَمْ أَجِيءْ يَوْماً إلى
أرْضٍ لَكُمْ.. بُورٍ.. بِلاَ إنْبَاتِ؟!
فَارَقْتُكُمْ والقَلْبُ لَيْسَ بِهِ شَجَا
متيمماً.. رَبْعِي أُولي النَّجْدَاتِ
فَهُنَاكَ مَسْرَايَ الذي صَرَّمْتُهُ
وَأَهَاجَنِي شَوْقٌ لَهُ.. في ذَاتَي
لا أَنْتُمُو رَبْعِي وَلَسْتُ صَفِيَّكُمْ
شَتَّانَ بين مُحَدِّرٍ.. ومُوَاتِي
ماذا جَنَيْتُ من الحَضَارةِ إنَّني
أَسْتَافُ خَنْزَ (69) رَوَائْحِ.. العَرَبَاتِ
وحَوَادِثاً جُلَّى بُلِيتُمْ تَلْبَهَا (70)
تَفْرِي الشَّبَابَ خَرَاذِلاً (71) كالشَّاةِ
هذي حَيَاتُكُمُو وَبِئْسَ المُقْتَنى
تَتَطَاحَنُونَ بِنُغْلِهَا (72) .. المِمْقَاتِ!
في كُلِّ يَوْمٍ للْنِطَاسِي (73) زَوْرَةٌ
تَحْكِي هُمُومَ البَغْيِ.. واللذَّاتِ
تَتَهَافَتُونَ على سَحَابٍ خُلَّبٍ (74)
تَدْعُونَهُ كَمًّا.. من الشَّيْكَاتِ
يا مَنْ تَخَرْمَدَ (75) .. كم تَخَرْمَسَكَ (76) المَسَا؟
فَخَجَأتَ (77) .. لا تَقْوَى على العِلاَّتِ؟
ماذا لَقِيْتُمْ مِنْ حَضَارَتِكُمْ سِوَى
خَضْفٍ (78) يَعَجُّ (79) بِنَاتِنِ الفَوْحَاتِ؟
أَنْتُمْ لَعَمْرِيِ ((صَلْمَعٌ)) (80) .. في سَبْسَبٍ
تَتَسَاقَطُونَ تَسَاقُطَ الحَشَرَاتِ
فَحَيَاْتُكُمْ مُهْلٌ (81) تَبَدَّدَ صَوْبُهُ
وانْدَاحَ عَبْرَ لَهَامَةِ الحَرَّاتِ
سَأَعُودُ للصَّحْرَاءِ حَيْثُ المُجْتَنى
شَدْوٌ مِنَ الإِحْسَاسِ والقُبُلاتِ
وأُعِيذُهَا مِنْكُمْ فَأَنْتُمْ لَحْلَحٌ (82)
لِلْعَيْنِ من رَمَصٍ (83) ومن عَبَرَاتِ
وأَلُوبُ صَوْبَ قَبِيلَتِي مُتَغَنِّياً
بِعَرَارِهَا.. في عِزَّةٍ.. وَثَبَاتِ
وإذا أدْلهمَّ الأمرُ ساعةَ غَاسِقٍ
أَلْوِيِ إلى فَيْىءٍ يَطُمُّ (84) .. شَتَاتِي
وأَجُوبُ عَبْرَ فِجَاجِهَا مُتَهَادِياً
كالقَرْطَبُوسِ (85) .. مُصَعِّرَ الوَجَنَاتِ
أَحْسُوْ جَدَاوِلَها بِنَغْبٍ (86) حَالِماً
مُسْتَرْخِيَ الأَفْكَارِ.. والعضَلاَتِ
ذَاكُمْ لَعَمْرِي بَوْنُنُا في خَبِّنَا (87)
شِدْتُمْ.. له قَصْراً من الصَدَفَاتِ
أمَّا رُؤَى خَبِّي فَلَيْسَ مُعَاظِلاً (88)
أَلْقَاهُ.. في كَنَفٍ لَدَى.. خَيْمَاتِي!
لا ((كَدْلَكٌ)) عندي ولا ((رُوسُ)) الغِنَى
كلا.. ولا ((نْزٌ)) مِن السَّرِقَاتِ!
فَقَطِيعُ بَهْم (89) كَنْزَتِي ونُوَيْقَةٌ
أَسْلُو بِهَا هَمِّي.. مِن الوَيْلاَتِ
لكَنِنَّيِ رَاضٍ بِقَسْرِ مَعِيشَةٍ
تَسْمْو عن التَّهْجِيسِ والشُّبُهَاتِ
مَنْ يَعْتِبِرْ مِنْكُمْ بِرَكْسٍ (90) في الدُّنَا
دَلَكَ (91) الأمورَ بِثَاقِبِ النَّظَرَاتِ
وَاسْتَلْهَمَ التَّحْويطَ مِمَّا قَدْ مَضَى
رَأْباً لِصَدْعٍ وَاسعِ الفَجَوَاتِ
فالكيِّسُ (92) المِقْدَامُ من دَانَتْ لَهُ
نَفْسٌ وروَّضَها على.. الإِنْصَاتِ
ومُغَنْثَرٌ (93) بَكِىءٌ (94) يَمُجُّ غَثَاثَةً
من لا يَنُوصُ (95) بِهَا عَنِ الزَّلاَّتِ
فَالزَأْ (96) فُؤَادَكَ بالفَضَائِلِ حُسْبَةً
واسْتَقْرِىءِ الأَمْثَالَ.. قَبْلَ فَوَاتِ
حَتَّى تَكُونَ.. عَلَى لَوَاحِبِ (97) مُهْتَدٍ
لَهَقٌ (98) الطويَّةِ نَابِضِ البَسمَاتِ
لِتَفِرَّ من لَجَجٍ قَمِىءٍ خَاثِرٍ..
تَضْرَاهُ في دُنْيَاكَ بالنَّزَوَاتِ
هَلْ كانَتِ الدُّنْيَا سِوَى يَوْمٍ مَضَى
للعَابِرينَ بِجِسْرِهَا.. خُطُوَاتِ؟
أَمْ أَنَّها خَلَدَتْ لِمَرْءٍ سَرْمَدَاً (99)
فَأَقَامَ بَيْنَ ظِلاَلِهَا.. الوَرِفَاتِ؟
فَمَصيرُ كُلٍّ لْلِزَوَالِ.. مُحَتَّمٌ
كَأْسٌ سَيَشْرَبُهَا بِلاَ إفْلاتِ
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 30 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعد عبد العزيز مصلوح

أحد علماء الأسلوب الإحصائي اللغوي ، وأحد أعلام الدراسات اللسانية، وأحد أعمدة الترجمة في المنطقة العربية، وأحد الأكاديميين، الذين زاوجوا بين الشعر، والبحث، واللغة، له أكثر من 30 مؤلفا في اللسانيات والترجمة، والنقد الأدبي، واللغة، قادم خصيصا من الكويت الشقيق.