شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
وَمْضَةٌ مِنْ تَاريِخنَا!!
رُحْمَاكَ = رَبَّ الخَلْقِ = إنَّا أُمَّةٌ
جَهِلَتْ شَرِيَعَتَها.. فَوَلَّتْ في ازْدِرَاءْ
وَتَطَاحَنَتْ.. وَتَنَاحَرَتْ وَتَآمَرَتْ
مَصْحُوبَةً بالعَارِ وَصْماً وَالرِّيَاءْ
وَتَنَاثَرَتْ وَتَبَاعَدَتْ وتَطَامَنَتْ
مَعْصُوبَةَ العَيْنَيْنْ خِزْياً وَانْزِوَاءْ
حَجَبَتْ ضِيَاءَ الحَقِّ عَنْ عَيْنٍ تَرَى
من بُؤْبُؤِ الإِحْسَاسِ شَفَّافَ الضِّياءْ
وَتَوَسَّدَتْ سُبُلَ الهَناءِ رَفَاهَةً
مَفْتُونَةً بالعَيْشِ فِيهَا والثَّراءْ
كَنَزَتْ وفِيرَ المَالِ عَبْرَ بُنوكِهَا
وَعشَتْ رُؤَاهَا ـ زَائَفاتُ الإِمْتِلاَءْ
فُتِنَتْ بِحَاضِرِهَا فَأَدْلَجَ سَيْرُهَا
وَتَواثَبَتْ رَكْضاً وَلَكنْ ـ لِلْوَرَاءْ
يَا أُمَّةً جَهِلَتْ بَماضِيَها الذي
كانَ المنارَ.. وَكانَ قِنْدِيلَ السَّنَاءْ
فَبَدَتْ تَنُوصُ اليْومَ عَنْ دَرْبِ الحِجَى
صَوْبَ الحَضارَة في انِخَداعٍ وازْدِهَاءْ
هَلْ غَالَهَا وَهَجُ التَزَيُّفِ صَبْوَةً
وَاسْتَلَّ مِنْهَا الفَيْضَ قَهْراً والإِبَاءْ؟
فَمَضَتْ تَهِيمُ بِلاَ رُؤَىً في خَطْوِهَا
وَبِغَيْرِ إمْعَانٍ يَشِفُّ عَنِ البَلاَءْ
زَلَفَتْ إلى يَمِّ الخَيَالِ مَتَاهَةً
واجْتَرَّتِ الأحْلامَ غَيًّا والشَّقَاءْ
فَاسْتَنْسَرَ الخُفَّاشُ في جَنَبَاتِهَا
مَتَرَنِّحَ الأَعْطَافِ ـ زَيَّافَ الوَلاَءْ
وَبَدَتْ تَغِذُّ السَّيْرَ نَحْوَ مَجَاهِلٍ
مَا كَانَ أَجْدَى أَنْ تَعُودَ إلى السَّمَاءْ!
لِِتَّرَى شُعَاعَ النُّورِ بَيْنَ جَوَانِحٍ
ظَمِئَتْ إلى الإِيَمانِ سَلْسالِ الرَّوَاءْ
وَاسْتَنْفَرَتْ حِسًّا لِغَابِرِ أُمَّةٍ
كانَ الوَضَاءُ لَهَا ـ وكانَ الْكِبْرِيَاءْ
أَهْدَتْ إلى الدُّنْيَا رَبيعاً حَالِماً
مِنْ رَوْضَةِ التَّوْحِيدِ سخَّاءَِ العَطَاءْ
وَسَمَتْ بِأَخْلاقٍ شَفِيفٌ فَيْضُهَا
لا تُنْزَعَنَّ.. بِطَارِقَاتِ الإِشْتِهَاءْ
وَلَهَا مِنَ التَّارِيخِ سِفْرٌ حَافِلٌ
يَحْكي الرُّجُولَةَ.. والبُطُولَة والفِدَاءْ
قَدْ كانَ تَاجَ العِزِّ فَوْقَ رُؤُوسِهَا
فَعَلاَمَ لا نَرْعى تُرَاثَ الأَصْفِيَاءْ؟
أَنَغُطُّ في نَوْمٍ عَمِيقٍ سَادِرٍ
نَلْوِي بِأَعْنَاقِ الجِيَادِ.. إلى الخِبَاءْ؟
وَنَعُقُّ زَهْوَ حَضَارَةٍ كَانَتْ لَنَا
تَيَّاهَةً كالنَّجْم في حِضْنِ السَّمَاءْ
لِمَ لا نَعُود إلى الطَّرِيقِ وَنَهْتَدِي؟
وَنَجُبُّ عَنَّا.. عَادِيَاتِِـ الابْتِلاَءْ؟
وَنعُبُّ مِنْ نَهْرٍ زُلاَلٍ – دَفْقُهُ
عَبًّا بِهِ تصْفُو النُّفُوسُ مِنَ الْجَفَاءْ
وَنَعُودُ والإِيمَانُ يَمْلُؤُنا هُدَىً
في صَحْوَةٍ ـ صَادِقَةِ العَزْمِ.. مَضَاءْ
تِلْكُمْ لَعَمْري قِصَّةُ المَاضي الذَّي
كانَ الفَنَارَ لَنَا.. وَكَانَ الاجْتِلاءْ
دَانَتْ له وَجْهُ البَسِيطةِ كُلِّهَا
بالعَزْمِ بالإِيْمَانِ حِسًّا وانْتَمِاءْ
يا حَبَّذا لَوْ أَنَّنا نَسْمُو بِهَا
وَنُعِيدُ أَمْجَادَ الأُبَاةِ ـ الأَوفيَاءْ!
 
طباعة

تعليق

 القراءات :490  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 28 من 105
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور سعيد عبد الله حارب

الذي رفد المكتبة العربية بستة عشر مؤلفاً في الفكر، والثقافة، والتربية، قادماً خصيصاً للاثنينية من دولة الإمارات العربية المتحدة.