شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الشيخ محمد عمر توفيق
ولد محمد عمر بالمدينة المنورة سنة 1332هـ ووالده هو الشيخ عمر توفيق مدرس القرآن والتجويد بمدرسة العلوم الشرعية، ولما بلغ محمد عمر السابعة أدخله والده بمدرسة العلوم الشرعية في قسم حفاظ القرآن الكريم فحفظ القرآن مع جملة من زملائه أذكر منهم الشيخ محمد الحركان وعمر عسيلان وسامي إسماعيل ومحمد الحافظ ومحمد عبد القدير وغيرهم وبعدها انتظم مع زملائه المذكورين في قسم شعبة العلوم العربية فأتم دروسه الابتدائية، وانتقل لشعبة العلوم العالية حتى شهادتها العالية وبعدها رغب والده أن يتوظف مدرساً بمدرسة كمدرس مثله فأبى وذهب لمكة المكرمة وتوظف كاتباً بديوان النيابة محرراً وكان رئيس الديوان يومئذ إبراهيم السليمان فجعله أميناً له بيد أنه استقال ورغب أن يشتغل بالتجارة ففتح معرضاً لجمعيات التعاون به من المأكولات والمعلبات ما يحتاجه الموظف في معيشته وكان قد تزوج بأحد كرائم الأتراك وأنجب منها، وكان يكتب في أسبوع مقالة بعنوان (فكره) يهدف فيها للإصلاحات الضرورية، فكتب مقالته الأسبوعية (فكرة) وكان الملك سعود يومها بمكة فوشى به إليه بأنه يقصد ذات الملك بالنقد فحمل عليه الملك وأراد معاقبته فأوعز إليه بعض أصدقائه أن يهرب لجدة فسافر لجدة ومنها إلى القاهرة واستقدم أهله إليها وأراد السكن بها ولم يظفر به الملك سعود وكنت بدوري بمصر أراقب أولادي الذين يدرسون على حسابي فيها فزرته يوماً في شقته فوجدت عنده إبراهيم السليمان فعرفه بي قائلاً هذا أستاذي الشيخ عبد الحق النقشبندي فعجب ابن السليمان أن أكون أستاذه فقال له محمد عمر إن الأستاذ يكبرني بسبع أو عشر سنوات، ومضت الأيام واتفقت معه أن ندرس اللغة الإنجليزية بمدارس فكس وانتسبنا إليها لمدة ثلاثة شهور فكنت أمر عليه بسيارتي وآخذه للمدرسة وندرس ساعة زمنية ثم أوصله لبيته وأذهب لبيتي ثم سمعنا بتشكيل الوزارة السعودية برئاسة الأمير فيصل ولي العهد فعين وزيراً للمواصلات وبلغ بالأمر السامي بواسطة السفير السعودي فسافر محمد عمر لمكة واستقدم أولاده. ولما قام جمال عبد الناصر بثورة الاشتراكية وانقطعت رواتب الموظفين السعوديين وكنت أتقاضى راتب التقاعد لأتصرف فيه مع أولادي، فاضطررت للرجوع للمدينة تاركاً أولادي مع أخيهم الأوسط محمد الذي كان يدرس هندسة البناء في جامعة القاهرة رجعت مع ابني الأصغر عبد السلام ووالدته ونزلت في دار صديقي الشيخ عبد المجيد حيث كنت أجرت دار سكنى من قبل، وبحلول شهر ذي الحجة اتفقت مع الشيخ مجيد على الحج فاستأجرت بدوري سيارة وركب هو وأولاده في سيارتهم وتوجهنا في اليوم السادس لجدة ومنها لمكة في الليلة السابعة وبعد الطواف والسعي يممنا إلى مزدلفة وبتنا فيها وعلى الصباح توجهنا إلى عرفات ونزلنا بمخيم الأوقاف وصلينا الظهر بمسجد نمرة ولدى الغروب نفرنا إلى المزدلفة ولقطنا الحجرات ونمنا بها ولدى الصباح توجهنا لمنى ورمينا الحجرات وكان عبد العزيز ابني قد أتى من الرياض مع زوجته لأداء فريضة الحج فيممنا مخيم وزارة المواصلات لدى الشيخ محمد عمر فخصص لنا خيمة مناسبة فنزلنا بها وكان يؤتى لنا بالطعام من مطبخه وقضينا أيام التشريق ورجعت أنا والشيخ مجيد للمدينة ورجع عبد العزيز للرياض، وكنت كتبت لمحة من تاريخ حياة محمد عمر وصدف أن جاء قبل سنتين للمدينة في أواخر شهر رمضان فدفعت له الترجمة ليضيف فيها ما شاء أو ينقص ما شاء فأخذها وأعجب بها على أن يبعثها لي وسافر ولم يبعثها لي فكتب هو الترجمة الثانية راجياً أن تكون مناسبة إن شاء الله وكان تزوج من إحدى كريمات آل الفطاطري وأنجب منها وبعد استقالته رغب أن يقضي بقية حياته بالمدينة، وكان اشترى قطعة أرض من طريق قباء وبنى عليها داره للسكن فيها ثم سمعت أنه سافر وكنت ابتليت بوجع المفاصل ثم علمت من صديقه السيد حبيب أنه سيرجع عما قريب، وأخيراً اطلعت على مقالة له كتبها في بلدة ديزني لاند بولاية كاليفورنيا وكان موشكاً أن يغادرها إلى ولاية أوريغن في رحلة طويلة على ضفاف البحر والنهر وفوجىء بصوت ابنه فؤاد على الهاتف من باريس يقول له إن جلالة الملك خالد في جنيف في طريقه إلى مستشفى (كليفلاند) لإجراء عملية له في القلب بعد بضعة أيام، فسافر إلى كليفلاند وكان من جملة المستقبلين لجلالة الملك فأخذ يجلس مع المستقبلين وكان جلالته يبتسم للجميع وقد أجريت للملك عمليتان من قبل عام ونصف ولقد تألم محمد عمر بما يقاسيه جلالة الملك، ولقد فرح الناس يوم رجوعه للرياض سليماً معافاً ويدعون له بالشفاء التام وهو اليوم يقضي أياماً في البادية لتفقد أحوال البدو هناك مد الله في حياته.. وأخيراً إني لا أنسى فضل محمد عمر علي وعلى ابني عبد العزيز الذي مهد له الانتداب للولايات المتحدة لنيل درجة الماجستير في الإدارة والمحاسبة جزاه الله أحسن الجزاء وهو وإن استقال من الوزارة فهو الوزير اليوم. كما قال الشاعر:
إن الوزير هو الذي يضحي وزيراً بعد عزله
إن زال سلطان الولاية لم يزل سلطان فضله
 
طباعة

تعليق

 القراءات :4693  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 92 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الرابع - النثر - مقالات منوعة في الفكر والمجتمع: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج