شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الأستاذ محمد حسين زيدان
مدير مجلة الدارة بالرياض
ولد محمد حسين زيدان بالمدينة المنورة في رجب سنة 1325هـ وقد كتب في ترجمة حياته يقول: نشأت في بيت من الشعر في كنف جدتي لأمي لأن الأم قد ماتت وهو طفل لا يعرفها. وأدخل الكتاب في ينبع فحقق نجاحاً في المدرسة بعد الكتاب، ولما رجع للمدينة دخل بالمدرسة العبدلية سنة 1333هـ الذي كان يديرها أستاذ الطرفين المرحوم السيد أحمد صقر إحدى المدارس الأربع التي أنشأها الأشراف بالمدينة، وكان الراعي بدوره بالمدرسة الفيصلية التي كان يديرها السيد حسين طه القباني، ولأسباب اقتصادية اتحدت المدارس الأربع في مدرسة واحدة ثم أنشئت المدرسة الراقية وكان يديرها السيد حسين طه المذكور، ويقول محمد زيدان إنه كان من أساتذتها السيد أحمد صقر، والسيد محمد صقر، والشيخ محمد بن سالم، والشيخ محمد سعيد مدرس، والشيخ محمد الكتامي، وأستاذ الرياضة محمد علي طه، وكان مدير المعارف هو الشيخ عبد القادر الشلبي ثم انضم لهذه المدرسة زميل وصديق الطرفين السيد ماجد عشقي.
ومن المفارقات أن السيد أحمد صقر كان تلميذاً بدار المعلمين التي أسست بالمدينة بعد دخول الخط الحديدي الحجازي وكان السيد محمد صقر أيضاً تلميذاً بها وكان زميلاً لتلميذ مصري عبد الحميد بدوي باشا وكنا نذكر ذلك فلا يصدقنا بعض المكذبين، غير أنهم صدقوا حينما ضم عبد الحميد باشا المذكور إلى مجمع اللغة العربية فقدمه طه حسين بهذه العبارة لقد حققت بركة المدينة عبد الحميد بدوي فأول حرف تعلمه كان فيها، ثم يقول الأستاذ زيدان وتخرجت من المدرسة أنا وزملائي محمد أياس توفيق، ومحمد سالم الحجيلي، ومحمد نيازي ولم يتخرج في المدرسة طوال حياتها غيرنا نحن الأربعة فكثير كانوا فيها ثم خرجوا قبل نيل الشهادة الراقية، ولقد كان الداعي ضمن تلاميذ المدرسة الراقية حتى الصف الثالث ثم سافرت للهند لطلب العلوم العالية بمدرسة مظاهر العلوم.
ويقول الأستاذ زيدان في حديثه عن نفسه: وكنت مع دراستي المدرسية محفوفاً بعناية ومحبة الأستاذ السيد محمد صقر فقد أخذ بيدي إلى الدراسة بالمسجد النبوي، وقد درست مع الصديق عثمان حافظ على الشيخ عبد القادر الشلبي، وقد انتفعت طوال المدة التي كنت فيها خادماً للشيخ عبد القادر في بيته حيث ختم على والدي وهو في سعة من الرزق إلا أن أكون خادماً للشيخ لأتعلم، وكنت أبيت في مكتبة مدرسة الجواهرجي وكان ناظرها الشيخ عبد القادر فقرأت أكثر ما فيها من الكتب، ثم أولعت بالقراءة الدائمة فلعلي لم أترك كتاباً طبع إلا قرأته حتى أصبحت أستاذاً في المدرسة السعودية ثم في دار الأيتام ثم انتقلت إلى مكة المكرمة سكرتيراً لرئيس شيخ مشايخ الجاوه الشيخ عبد المنان رحمه الله ثم توظفت، وكان من الخطأ أن أتوظف ولعلي حين أحلت للتقاعد قد كسبت الكثير من المعاني ولعلي لست آسفاً على خسارة المباني. وقد كان للصديق محمد عمر توفيق فضل إذ كأنه يسوقني إلى الصحافة لتحرير إدارة البلاد ثم رئيساً لتحريرها ثم رئيساً لتحرير جريدة الندوة، ثم رئيساً لتحرير مجلة الدارة ورئيساً مساعداً بقسم الأوراق الذي يرأسه السيد حسن فقي الأديب المعروف وسكرتير للمجلس المالي ثم رئيساً لقسم الحساب السيار المرافق لوزير المالية الشيخ عبد الله السليمان ـ رحمه الله ـ ثم رئيساً لمحاسبة اللوازمات ثم سكرتيراً لإدارة الحج ثم مديراً عاماً مساعداً. فمديراً لشئون الرياض، فمفتشاً عاماً للحج، فممثلاً عالياً مقعده البيت.. هذا ما كتبه الأستاذ زيدان وأراه قدم وأخر بعض الوظائف الأخيرة وكان لها أن تقدم قبل وظيفته بالإدارة وها أنا أكتب ما أعرفه عنه غير ما كتبه الأستاذ زيدان.
لقد زاملت زيدان لدى شيخنا عبد القادر الشلبي حينما كنت أنا وزميلي السيد عثمان وطاهر الطيب وأحمد عبيد ندرس لدى الشيخ عبد القادر في مدرسة الجواهرجي زمن عطلة الصيف، وكان محمد حسين زيدان يزاملنا في الدروس التي كنا نتلقاها وينظم لنا الشاي ونتغدى مع الشيخ ظهراً وبعد الصلاة يرجع كل منا لبيته، وقد صدق الأستاذ زيدان إن لم يكن والده في حاجة ليستخدمه لدى الشيخ عبد القادر وأنه أراد أن يصبح رجلاً عاملاً مثله فقد كان والده على ما أعلم يتاجر في الملح ومنها اكتسب ربحاً طيباً واشترى قطعة أرض وغرس بها نخلاً ولم يتوفى حتى أكل من ثمرة النخل وأنه لما جاء بالأخ زيدان وزيدان كان لابساً للعباءة البيدي فسلم على الشيخ الشلبي فقال زيدان للشيخ: لك اللحم يا شيخ ولي العظم. وقد بقي محمد حسين زيدان خادماً وفياً للشيخ عبد القادر، وكنت بدوري سافرت سنة 1342هـ للهند لطلب العلم بمدرسة مظاهر العلوم العالية ولما رجعت سنة 1345هـ كنت متصلاً بالشيخ عبد القادر وكان يدعوني دائماً على مائدته وقد أجد الأخ محمد حسين زيدان عنده يباشر الضيوف وهكذا ترقى الأستاذ محمد حسين زيدان إلى المراتب العالية حتى مجلة الدارة وأديباً كبيراً يشار إليه بالبنان، وبقي (الواد) عبد الحق كاتباً صغيراً قال عنه محمد زيدان إنه في كتابته يضاهي أمين الريحاني أليس كذلك يا أستاذ؟
وفقنا الله لما يحبه ويرضاه وختم لنا بخاتمه الأيمان.
 
طباعة

تعليق

 القراءات :725  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 87 من 113
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

عبدالله بلخير

[شاعر الأصالة.. والملاحم العربية والإسلامية: 1995]

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج