أبكيك يا عبد الحميد |
يا أيّها الخلُّ الوحيدْ |
قد كنت لي نعم الصديق |
وأخاً وفياً لا يَحِيدْ |
عاشرتَني زمنا طويلاً |
في شقا عمرٍ مديدْ |
قاسمتني السرّاء والضرّاء |
في بؤسٍ وعيدْ |
دالت بنا الأيام في يسر |
وفي عسرٍ شَدِيدْ |
ولقد سَعِدنا بعدها |
ثم افترقنا من بعيدْ |
ولقد صرفنا الجهدَ في |
طلبِ العلومِ كما نُرِيدْ |
حتى بلغنا غايةً |
ما كان فيها من مزيدْ |
كنتَ المصلّى
(2)
دائماً |
وأنا المُجِلّى من بعيد
(3)
|
وغدوتَ أنت محرِّراً |
وناظِمَ الدُرّ الفريدْ |
حتى وصلتَ لمجلسِ الشورى |
كما الركن العتيدْ |
كافحتَ في دنياكَ حتى |
حُزْتَ من خيرٍ زَهيدْ |
قد كنتُ أوثِرُ أن أراكَ |
تعيش في عمرٍ مديدْ |
وتزفّ نعشي أولاً |
وأكون قبل أنا الفقيدْ |
لكن سبقتَ لدارِ فردوس |
فيا لك من سَعيدْ |
أأخي إنّ مثلَك لم يَمُتْ |
ذكراك تحيا من جديدْ |
خلَّفت أربع أنجم
(4)
|
ما منهمو إلا رشيدْ |
ولقد أراد اللَّه أن تلقَى |
حِمَامَك كالشّهيدْ |
حُيّيت في المَحيا وفي |
المُثوَى بنعمى من يا حميدْ |
فاهنأ برحمات |
وغفرانٍ من الربّ المجيدْ |