شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 22 ـ
(نسمع صوت بكاء خافت تصاحبه موسيقى حزينة نسمع بعدها صوت مالك يقول):
مالك: أتبكي يا هذا على أن كنيت بأبي دلامة؟
أبو دلامة: كيف لا أبكي وهي كنية عجيبة تناسى الناس اسمي الحقيقي معها..
مالك: وما معنى هذه الكنية؟
أبو دلامة: إنها كنية عجيبة تطلق أصلاً على جبل بمكة كانت قريش تئد فيه البنات في الجاهلية.. ألا يكفيني أني من عبيد الحبشة وإني أسود اللون قبيح الوجه..
مالك: ولكنك وهبت شاعرية عالية جعلتك في مقدمة شعراء عصرنا هذا ولا سيما في شعر الهجاء..
أبو دلامة: أتظن أنى أشعر من الحطيئة في هذا النوع من الشعر..
مالك: لم أطلع على كثير من شعر الحطيئة غير بيت واحد حفظته له في هجاء نفسه وقد نظر في البئر فرأى صفحة وجهه على الماء فقال..
أبو دلامة: ماذا قال؟
مالك:
أرى لي وجهاً قبح الله شكله
فقبح من وجه وقبّح حامله
أبو دلامة: ولكني قلت في هجاء نفسي أفظع منه.. لقد قلت..
ألا أبلغ إليك أبا دلامة
فليس من الكرام ولا كرامه
إذا لبس العمامة كان قرداً
وخنزيراً إذا نزع العمامه
جمعت دمامة وجمعت لؤماً
كذاك اللؤم تتبعه الدمامه
مالك: لقد فقته يا أبا دلامة وفقت غيره من الهجائين فيما أعرف..
أبو دلامة: ولولا أنني على موعد مع الخليفة المهدي لأسمعتك ما لم تسمع بمثله من قبل..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: أبلغك يا ميسون هجاء أبي دلامة لزوجته..
ميسون: هل تحفظين بعض ما قاله في زوجه..
مزنة: هو أن أصل أبي دلامة نمَّى فيه إحساساً بالنقص أراد أن يغطيه بالدعابة وروح السخرية فكانت لديه قدرة في إضحاك الناس حتى في أحرج المواقف..
ميسون: دعينا من هذا كله وأسمعيني ما هجا به زوجته..
مزنة:
ليس في بيتي لتمهيد فراشي من قعيده
غير عجفاء عجوز ساقها مثل القديده
وجهها أقبح من حوت طري في عصيده
ميسون: قبحه الله ما أقذع شعره.. وأفظعه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مالك يقول):
مالك: أعطيك يا أبا دلامة خمسماية درهم إذا رويت لي قصتك مع الخارجي الذي دفعك الخليفة دفعاً لمبارزته..
أبو دلامة: ضع المبلغ أمامي حتى أراه وأشم رائحته..
(نسمع صوت الدراهم يعقبها صوت مالك وهو يقول):
مالك: ها هي الدراهم ولكن قل ما حدث لك بصدق..
أبو دلامة: عندما دفعت المبارزة الخارجي وأنت تعرف شجاعتي.. (يضحكان)..
قلت له: إنني لأهواك وأنتحل مذهبك، وأدين بدينك، وأريد السوء لمن أراده لك.. ثم دعوته لمشاركتي في طعام كان معي..
مالك: فماذا فعل الخارجي؟
أبو دلامة: ضحك ثم استدار وتركني فعدت إلى الخليفة ورويت له ما حدث فضحك حتى كاد يستلقي على قفاه..
المذيع: ما اسم أبي دلامة الحقيقي؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :657  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 47 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الأعمال الكاملة للأديب الأستاذ عزيز ضياء

[الجزء الثاني - النثر - حصاد الأيام: 2005]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج