الاثنينية ::المكتبة

مكتبة الاثنينية

> > > > > الحلقة الخامسة عشر

الحلقة ـ 15 ـ

صوت صادر من مكان بعيد: بسم الله الرحمن الرحيم وَرَدَّ اللَّهُ الَّذِينَ كَفَرُوا بِغَيْظِهِمْ لَمْ يَنَالُوا خَيْراً وَكَفَى اللَّهُ الْمُؤْمِنِينَ الْقِتَالَ وَكَانَ اللَّهُ قَوِيّاً عَزِيزاً (سورة الأحزاب:25).

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جابر يقول):

جابر: كان إجلاء بني النضير عن المدينة ومن قبلهم بنو قينقاع بمثابة الفتيل الذي أشعل الحقد اليهودي وأطار صوابهم.. يا حسان..

حسان: هذا ما لاحظناه فقد كانوا يتميزون غيظاً وودوا لو أكلونا بأسنانهم قبل أن تطعننا رماحهم..

جابر: ولكنهم جبناء والجبان دائماً يسعى في الخفاء للتآمر والكيد والدس..

حسان: وهذا ما فعله نفر من اليهود.. حين ذهبوا إلى مكة فأوغروا صدور مشركي قريش وحرضوهم على حرب رسول الله صلَّى الله عليه وسلم.. وقالوا لهم أنا سنكون معكم عليه حتى نستأصله فلا تقوم له ولدينه قائمة في الأرض..

جابر: وأمعنوا في تحريضهم حين قالوا لمشركي قريش حين سألوهم: أديننا خير أم دين محمد..؟ فأجابوا بل دينكم خير من دينه وأنتم أولى بالحق منه..

حسان: وبالطبع سر مشركو قريش بذلك وتواعدوا على حرب محمد..

جابر: ولم يكتف هذا النفر من اليهود بما فعلوا بل قدموا على (غطفان) ودعوهم إلى حرب محمد صلَّى الله عليه وسلم ووعدوهم ببعض ثمار نخيلهم..

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سعدة تقول):

سعدة: لقد حاصرتنا قريش من جهة وغطفان من جهة وقد جعل رسول اللَّه صلَّى الله عليه وسلم الخندق بينه وبين الأحزاب.. انظري إني أرى حرملة تركض صوبنا..

حرملة: تقول وهي تلهث: الويل وعظائم الأمور يا سعدة..

سعدة: ما وراءك يا حرملة..

حرملة: حييّ بن أخطب اليهودي أغرى بني قريظة على نقض العهد الذي كان بينهم وبين رسول الله صلَّى الله عليه وسلم..

سعدة: الويل له..

حرملة: وفعلاً تسلق أحد اليهود الحصن الذي وضعنا فيه فحملت صفية بنت عبد المطلب عموداً وهوت به على رأس اليهودي فقتلته..

سعدة: لا شلت يمينها..

(نقلة صوتية تتخللها موسيقى ووقع حوافر خيل وركضها نسمع بعدها صوت جابر يقول):

جابر: انظر يا حسان هذا عمرو بن ود العامري أشجع فارس بين المشتركين يطلب المبارزة.. وإني أرى..

حسان: ترى ماذا؟

جابر: علي بن أبي طالب يستأذن رسول الله صلَّى الله عليه وسلم في الخروج ورسول الله يخشى على علي منه..

حسان: ولكني أرى أخيراً رسول الله صلَّى الله عليه وسلم يأذن له ويدعو له ويعطيه سيفه..

(نسمع صوت قراع السيوف وكر وفر وأخيراً نسمع أصوات المسلمين معلنة)...

أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. قتل عمرو بن ود قتله علي بن أبي طالب..

(نسمع بعدها كراً وفراً وركضاً ووقع حوافر خيل ورغاء إبل وهمهمات ومدمات)..

جابر: إن قريشاً تحاول أن تثأر لمقتل عمرو بن ود وها هي تشدد الهجوم على الخندق والمسلمون يرمونهم بالنبال.. فيتراجعون وتندق أعناق بعض خيلهم في الخندق..

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سعدة تقول):

سعدة: البلاء يشتد والقلوب بلغت الحناجر فالأحزاب يحاصرون الخندق وقريظة من أسفل المدينة ومعها المنافقون..

حرملة: لا تيأسي بل قولي: اللَّهم آتنا النصر الذي وعدتنا أنك لا تخلف الميعاد..

سعدة: اللَّهم آتنا النصر الذي وعدتنا أنك لا تخلف الميعاد..

(موسيقى يعقبها صوت ينادي):

الصوت: يا كعب يا سيد بني قريظة.. افتح..

كعب: من زين غطفان وأنس سامرها.. أهلاً يا نديمي.. أدخل..

الغطفاني: يا كعب وأنتم يا بني قريظة.. قد عرفتم مدى ودي إياكم والعلاقة الطيبة التي تربطني بكم..

أصوات: صدقت.. لست عندنا بمتهم.. قل ما أمرك..

(موسيقى تختلط بأصوات خافتة يتبين أخيراً منها صوت الغطفاني وهو يقول وكأنه استمرار لحديثه):

الغطفاني: لا تقاتلوا مع القوم حتى تأخذوا منهم رهناً من أشراف رجالهم يكونوا بايديكم ثقة لكم على أن تقاتلوا معهم محمداً حتى تناجزوه..

أصوات: لقد أشرت بالرأي الصائب..

(موسيقى تختلط بأصوات خافتة يتبين أخيراً منها صوت القطفاني وهو يقول وكأنه استمرار لحديثه):

الغطفاني: لا يخفى عليكم يا معشر قريش أن اليهود قد ندموا على ما صنعوا فيما بينهم وبين محمد وقد أرسلوا إليه قائلين أنهم نادمون.. وأنه هل يرضيه أن يأخذوا له من القبلتين قريش وغطفان رجالاً ويعطوه إياهم ليضرب أعناقهم وقد قبل محمد..

أصوات: الويل لليهود..

(موسيقى تختلط بأصوات خافتة يتبين أخيراً منها صوت القطفاني وهو يقول وكأنه استمرار لحديثه):

الغطفاني: إن معشر يهود سيطلبون منكم ما طلبوا من قريش..

أصوات: الويل لهم..

(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها كعب يقول):

كعب: يا عكرمة.. لن نقاتل معكم محمداً حتى تعطونا رهناً من أشراف رجالكم فإننا نخشى إن طحنتكم الحرب أن تلوذوا ببلادكم وتتركونا مع محمد في بلدنا ونحن لا طاقة لنا بقتاله..

(نسمع زئير الرياح العاتية وأصواتاً تصرخ):

الأصوات: تكفأت قدورنا وطرحت أنيتنا وهدمت خيامنا..

أبو سفيان: يا معشر قريش ما لكم مقام فارتحلوا..

(نسمع موسيقى الرحيل تختلط بزئير الرياح وصوت صادر من مكان بعيد):

الصوت: لا إله إلا الله وحده - صدق وعده - ونصر عبده وأعز جنده، وهزم الأحزاب وحده فلا شيء بعده..

المذيع: من هو الغطفاني الذي فتت جبهة الأحزاب؟.