شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 2 ـ
(موسيقى وضجيج وأصوات مبهمة، وصوت براسكو القائد البرتغالي يقول):
براسكو: حقاً يا ماركو.. إنها جزيرة جميلة..
ماركو: أجل أيها القائد براسكو..
براسكو: وما كنت أظن أننا بهذه السهولة نستولي عليها..
ماركو: سكانها من العرب لم تكن لديهم وسائل الدفاع ولا القيادة..
براسكو: ولذلك كانوا صيداً هيناً سيدي القائد..
ماركو: أما تشم هذه الروائح العطرية تنبعث من شجر هذه الجزيرة..
براسكو: أجل.. أجل..
ماركو: يجب أن نرسل منها عينات إلى بلدنا البرتغال فقد يستخرجون منها بعض العطور..
براسكو: لا بد يا سيدي القائد أن أهل هذه الجزيرة قد عرفوا قيمة هذه الأشجار واستثمروها..
ماركو: أذهب يا ماركو وتجول وأتني بأخبار أصحاب الحرف والصنائع فيها..
براسكو: سأفعل.. أمرك سيدي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت أحد الخطباء وهو يخطب من فوق أحد المنابر ويقول):
الخطيب: أيها الناس أحمد الله إليكم وأصلي وأسلم على نبيه خاتم الأنبياء والمرسلين.. لقد سمعتم ولا شك باحتلال البرتغال النصارى فديار إخوانكم المسلمين في زنجبار..
أحد الحاضرين: وقد قتلوا الرجال واسترقوا الفتيان والفتيات بعد أن انتهكوا الأعراض وعدموا المساجد والمقدسات.
الخطيب: يجب أن نخرج من هنا إلى دار السلطان نطلب منه المساعدة لإنقاذ إخواننا هناك..
(تخرج الجموع في شكل مظاهرة وهي تهتف..):
الجموع: الويل للبرتغال.. الويل للبرتغال..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المنادي يقول):
المنادي: أيها الناس.. أيها الناس.. عظمة السلطان يدعوكم للجهاد في سبيل الله لتحرير إخوانكم في زنجبار من ظلم البرتغال واستعبادهم وسيكون عظمته في طليعة المجاهدين..
صوت صادر من مكان بعيد: بسم الله الرحمن الرحيم: وَجَاهِدُواْ بِأَمْوَالِكُمْ وَأَنفُسِكُمْ فِي سَبِيلِ اللّهِ ذَلِكُمْ خَيْرٌ لَّكُمْ إِن كُنتُمْ تَعْلَمُونَ (سورة التوبة: 41).
المنادي: وقد أمر عظمة السلطان بتحضير السفن اللازمة لنقل المجاهدين فخذوا في أهبة الاستعداد والله معنا..
أصوات: الله معنا الله معنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بصوت الأمواج وهي ترتطم على جوانب السفن الشراعية المقدمة إلى زنجبار وصوت ميمونة تقول):
ميمونة: ما أجمل البحر يا وطفاء إذا كانت ريحه رخاء..
وطفاء: وما أفظعه إذا كانت ريحه عاصفاً يا ميمونة..
ميمونة: اللّهم أكتب لنا السلامة فسرانا طويل وبحرنا لا نهاية له.. أن أنظري يا وطفاء..
وطفاء: ماذا أنظر..
ميمونة: عظمة السلطان..
وطفاء: إنه يقف كالأسد بين رجاله الأشداء..
ميمونة: ولا شك أنه ينحرق للقاء الأعداء وسينتقم منهم بإذن الله أشد الانتقام8
وطفاء: أي نوع من السلاح تجيدين استعماله يا ميمونة..
ميمونة: الصارم البتار يا أختاه..
وطفاء: ومن هو معلمك؟
ميمونة: أخي بركات..
وطفاء: ويلى ما أشد غبائي كان يجب أن أدرك خبرتك ونت أخت بركات فارس عشيرة النباهنة..
ميمونة: وأنت يا وطفاء أي نوع من السلاح تجيدين استعماله..
(يضحك ويقول):
وطفاء: سلاح العيون يا ميمونة..
ميمونة: إنه أمضى سلاح..
وطفاء: إنني من عناهم الشاعر العربي حيث يقول:
كتب القتل والقتال علينا
وعلى الغانيات جر الذيول
(يتضاحكن على صوت ارتطام الموج بجوانب السفن نسمع بعدها صوت بركات يقول):
بركات: أيها الأخوة في السلاح.. عظمة السلطان رسم الخطة وهو يرى أن يبقى نصف أفراد الحملة في السفن مع النساء والأولاد.. أما الرجال الأشداء السريعو الحركة الملمّون بالسباحة فيقومون بالهجوم..
أصوات: أحسنت وماذا بعد..
بركات: والرجال الباقون في السفن يحمون ظهرنا بسهامهم.. وحبذا لو انتشروا بدلاً من التجمع حتى تتوزع قوة العدو المرابط على الشاطىء..
أصوات: فليحيا السلطان.. فليحيا القائد بركات..
بركات: ها نحن نقترب من شواطىء زنجبار حيث يربض العدو وعظمة السلطان يرغب في أن يكون في طليعة المهاجمين.. وقد اقترحت عليه أن يبقى في السفينة الأولى يدير منها المعركة..
أصوات: رأي صائب..
بركات: ولكن عظمة السلطان لم يقبل وقال إنني جئت من بلادي رغبة في الجهاد والاستشهاد في سبيل الله.. ولكني أقنعته بالبقاء في السفينة الأولى لتوجيه المعركة ونحن ننزل لمواجهة العدو..
أصوات: خيراً فعلت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت القائد البرتغالي براسكو يقول):
براسكو: بلغني أن العرب المتوحشين يتهامسون فيما بينهم أن خطة من جماعتهم المسلمين ستأتي لإنقاذهم..
ماركو: ولكن من أين بلغهم ذلك..
براسكو: ربما من أحد القادمين بطريق البر أو البحر من بني جلدتهم..
ماركو: قد يكون ما تقوله أيها القائد صحيحاً ومع ذلك فأنا غير مصدق وأجزم بأن العرب يروجون ذلك من قبل حرب الأعصاب..
براسكو: الحيطة واجبة يا ماركو..
ماركو: رأي سديد يا سيدي..
براسكو: كذلك يجب وضع بعض السفن المزودة بالرجال في مكان لا يراه المهاجمون حتى إذا ما احتدمت المعركة خرجت هذه السفن وطوقت سفن المسلمين المغيرة..
ماركو: خطة رائعة.. رائعة جداً..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ميمونة تقول):
ميمونة: ما بك يا وطفاء أراك ساهمة شاردة اللب كلما قربنا من شواطىء زنجبار أتخشين القتال أم أن هناك شيء آخر تخشينه..
وطفاء: أنا لا أخشى إلا الله يا ميمونة ولكن..
ميمونة: ولكن ماذا؟
وطفاء: أفكر في أخيك بركات وأنت..
ميمونة: أفكر في أخيك محمد إنهما يخوضان لأول مرة معركة بحرية.. لو كان اللقاء في البر ما اهتممت بذلك..
وطفاء: إذن فتفكيري وتفكيرك يلتقيان غير أننا لا نستطيع أن نمنع ما كتب لهما في اللوح المحفوظ..
ميمونة: صدقت ولكن بركات ومحمد يعرفان أين يضعان قدميهما..
وطفاء: ولكن البرتغال تمرسوا قتال البحر أكثر من العرب. وهم على البر ونحن على البحر يتحكمون فينا أكثر مما نتحكم فيهم..
ميمونة: ياه (بدهشة) يا وطفاء.. إنك تتكلمين بلغة القادة الذين تمرسوا قتال البر والبحر وأنا أعلم إلاّ أنك تمرست قتال العيون..
(يضحكان وتقول وطفاء):
وطفاء: لله أنت يا ميمونة.. لقد قد قلبك من صخر..
ميمونة: وقلبك قد من فالوذج.. أليس كذلك.. فلنخلع من تفكيرنا هذه الهواجس ونتوكل على الذي يقول: وَلَيَنصُرَنَّ اللَّهُ مَن يَنصُرُهُ إِنَّ اللَّهَ لَقَوِيٌّ عَزِيزٌ (سورة الحج 40).
وطفاء: صدق الله العظيم.. توكلنا على الله ومن يتوكل على الله فهو حسبه..
* * *
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت براسكو يقول):
براسكو: أأدركت الآن صدق هواجسي يا ماركو.. لقد ظهر المغيرون أمام شواطئنا فجأة وكأنهم عفاريت خرجوا من قمامهم..
ماركو: صدقت أيها القائد.. لقد ظهروا بسفنهم أمام شواطئنا قبل أن نكمل استعدادنا لمواجهتهم ولكن..
براسكو: ولكن ماذا؟
ماركو: سنبيدهم سيدي القائد..
براسكو: إنني أخشى العكس فنساء المسلمين وما تبقى من رجالهم وأولادهم الذين وضعناهم أمام جنودنا أراهن يرمين بأنفسهن في البحر والرجال يديرون صدورهم لتلقي رماحنا ونبالنا أرأيت مثل هذه الشجاعة؟
ماركو: لا يا سيدي.. إنها القمة في الشجاعة والعزة والإيمان.. إنهم يعتقدون بأن من قتل منهم بأيدينا سيذهب إلى الجنة..
براسكو: والآن ما العمل ورجالهم قد نزلوا إلى الشاطىء والتحموا مع جنودنا الذين بدأوا يفرون إلى ثكناتهم..
ماركو: والسفن التي وضعناها في المخبأ لم تستطع الخروج والالتفاف حول سفن المسلمين الذين احتاطوا لهذه الخطة فأحبطوها..
براسكو: أرى أن نفر إلى هذه السفن وننجو بأنفسنا قبل أن يبيدنا المغيرون عن بكرة أبينا..
ماركو: انج بنفسك أيها القائد.. أما أنا فسأقاتل المسلمين مع من تبقى من جنودنا حتى أهلك معهم..
براسكو: قتلتني يا ماركو.. لقد أغلقت علي سبل النجاة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى صاخبة تختلط بالزغاريد والأهازيج وصوت بركات يقول):
بركات: الحمد لله على نصره المبين..
أصوات: الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر.. فليحيا السلطان.. من هو؟
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1351  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 27 من 83
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذة الدكتورة عزيزة بنت عبد العزيز المانع

الأكاديمية والكاتبة والصحافية والأديبة المعروفة.