شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 1 ـ
ملكشاه: لقد سألت عنك فقيل لي إنك عند ترك خاتون.. فهل أنت مستعدة؟
بركوزار: مستعدة لأي شيء يا سيدي السلطان؟
ملكشاه: ألم يخبرك أنو شتكين؟
بركوزار: لم أره طوال اليوم يا سيدي لأني كنت في صحبة السلطانة ترك خاتون..
خاتون: ألم نتفق يا ابنة العم بأن لا تخاطبيني باسم السلطانة في مجالسنا الخاصة ولا بأس أمام الناس فإني أتقبل ذلك منك وأنا غير مرتاحة..
ملكشاه: إنها على حق يا بركوزار فأنت ابنة عمها وأقرب الناس إليها..
بركوزار: ما دامت هذه رغبتكما فلا مفر لي من القبول.. والآن..
ملكشاه: والآن ماذا؟
بركوزار: ما هو الشيء الذي طلبت مني أن أستعد له..
ملكشاه: قيادة فرق الممرضات في حملتنا هذه.. زوجك قائد الفرسان وأنت رئيسة الممرضات..
بركوزار: إنه شرف عظيم لي طالما تقت إليه لقد كنت أتحدث إلى ابنة العم ترك خاتون بشأنه قبل مجيئك..
ملكشاه: وكنت تتمنين تحقيقه..
بركوزار: بل وادعوا الله في سري بأن يحققه..
ملكشاه: وها هو يستجيب دعاءك..
خاتون: وأنا يا ملكشاه..
ملكشاه: أنت ماذا؟
خاتون: نسيتماني من نيل شرف الجهاد في سبيل الله..
ملكشاه: أجادة فيما تقولين؟
خاتون: كل الجد وخاصة بعدما سمعت من تعبينك لبركوزار رئيسة الممرضات..
ملكشاه: إذن فاستعدي أنت أيضاً لتكوني مساعدة لها..
بركوزار: بل رئيسة لي أيها السلطان؟
خاتون: إنك أعلم مني والله تعالي يقول: هَلْ يَسْتَوِي الَّذِينَ يَعْلَمُونَ وَالَّذِينَ لَا يَعْلَمُونَ. المهم هو الدعاء إليه تعالى بأن ينصرنا على أعداء هذا الدين..
ملكشاه: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين.. والآن أترككما تستعدان للسفر الذي سيكون خلال الأيام القريبة القادمة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سعد الدين يقول):
سعد الدين: ما هي أخبار الحملة يا نظام الملك؟
نظام الملك: لقد تمت والحمد لله جميع الاستعدادات والتجهيزات لها..
سعد الدين: وضعاف الإيمان من الحكام هل وثقتم من عدم تعاونهم مع أعدائكم..
نظام الملك: عملنا ما يمكن عمله للإبقاء على ولائهم بالترغيب وبالترهيب وربنا يعيننا عليهم..
سعد الدين: هؤلاء الحكام وإن كانوا من الضعف بحيث لا يستطيعون الصمود أمام قوات السلطان إلا أن المثل يقول: ((الذبابة لا تقتل ولكنها تخبث النفس))..
نظام الملك: هذا صحيح ولكن..
سعد الدين: ولكن ماذا؟
نظام الملك: ضعاف الإيمان من الحكام لا يخيفونني بقدر فرق الباطنية الذين يتظاهرون بأنهم معك ثم لا يلبثون أن يطعنوك من الخلف..
سعد الدين: صدقت يا نظام الملك.. فقد تمرسوا فنون الاغتيال والإجرام.. ثم..
نظام الملك: ثم ماذا؟
سعد الدين: إنهم لا يرهبون الموت بل يتقدمون إليه بكل شجاعة وبسالة..
نظام الملك: ليت هذه الشجاعة وتلك البسالة يقدمونها في سبيل إعلاء الإسلام لا أقتل أهل الإسلام والقادة المصلحين منهم..
سعد الدين: إن بلاءهم على الإسلام أكثر من بلاء أهل الكفر والإلحاد.. وفي رأيي يجب محاولتهم قبل محاربة الكفار والمشركين..
نظام الملك: إنك تقول حقاً يا سعد الدين وسوف أكرس ما تبقى من عمري لمحاربتهم والقضاء عليهم..
سعد الدين: أمدك الله بعونه وتأييده.. قل لي..
نظام الملك: تفضل..
سعد الدين: متى ستشرع الحملة مسيرتها..
نظام الملك: خلال الأيام القريبة القادمة إن شاء الله..
سعد الدين: سمعت أن السلطان ملكشاه سيأخذ معه زوجته ترك خاتون..
نظام الملك: تقصد تركان خاتون.. أجل يا سعد الدين..
سعد الدين: وإنه عين ابنة عمها بركوزار رئيسة للمرضات..
نظام الملك: بركوزار زوجة انوشتكين..
سعد الدين: بلى.. بلى..
نظام الملك: نعم وإنها لعمري أهل لهذا التعيين فعندها الكثير من العلم والمعرفة بهذه الأمور..
سعد الدين: يقولون إن بركوزار طبيبة..
نظام الملك: لعلّها طبيبة في التمريض والولادة..
سعد الدين: إذن فقد أحسن السلطان الاختيار..
نظام الملك: وأنت يا سعد الدين هل انتهيت من تجهيز نفسك لهذه الحملة..
سعد الدين: إنني يا نظام الملك شاكي السلاح دائماً وأبداً..
نظام الملك: ولكنك ستكون بعيداً عني حين نبدأ المعركة..
سعد الدين: إنني بعيد عنك قريب منك..
نظام الملك: كيف؟
سعد الدين: بعيد عنك لأني أقود فرق الرماة.. وقريب منك لأنك نزيل قلبي وساكن عيني أراك حيثما أتلفَّت وأحس بوجودك كلما تحركت..
نظام الملك: شكراً أيها الصديق الحميم وأنك يعلم الله مني كما ذكرت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت ((سنج)) يقول):
سنج: تتواتر الأخبار يا (تتش) عن حشود كبيرة للمسلمين..
تتش: المسلمون دائماً يحشدون جيوشهم ولكن..
سنج: ولكن ماذا؟
تتش: أين وجهة هذه الجيوش..
سنج: لا أدري بالضبط غير أن الشائعات تقول إنها صوب الشرق..
تتش: صوب الشرق..
سنج: هكذا تردد الشائعات..
تتش: ولم لا تكون للغرب أو الشمال..
سنج: الشمال لا أظن بعد انتصار السلطان ألب أرسلان في موقعة (ملاذ كرد) انتهى أمل الروم..
تتش: والغرب.. والفاطميون يزاحمون السلاجقة ويحاولون السيطرة على بغداد ووضع الخليفة العباسي تحت كنفهم كما يفعل السلاجقة..
سنج: هذا تفسير معقول للحشود الإسلامية غير أن قلبي يحدثني أن ملكشاه يحشد جيوشه لغزونا..
تتش: لا أظنه يجرؤ وهو يعرف بأسنا ثم..
سنج: ثم ماذا؟
تتش: نحن الأتراك أقرباؤه فهل تراه يريد أن يضرب أقرباءه..
سنج: لم لا..
تتش: لم لا.. تقول لم لا.. إنني أستبعد أن يقوم ملكشاه بعمل كهذا..
سنج: في سبيل الإسلام يحارب المسلم أخاه بل وأباه غير المسلم..
تتش: هذا كلام معقول فنحن حقاً أقرباء ملكشاه ولكننا غير مسلمين ولا يستبعد أن يبدأ بحربنا..
سنج: إذن بدأت تميل إلى رأيي يا تتش..
تتش: بل وأكاد أميل بالكلية إلى رأيك ولكن ما العمل؟
سنج: ما العمل؟ تقول.. وهل هنالك من سبيل غير الحرب..
تتش: ولكن لسنا في قوة ملكشاه يا سنج..
سنج: أنتم الأتراك لستم في قوته ربما ولكننا نحن الصينيين أقوى وأكثر عدداً..
تتش: لعلّك على حق فيما تقول فأنتم أكثر عدداً وبلادكم شاسعة واسعة تتيه الجيوش مهما كثرت في جبالها وسهولها ووهادها أما نحن..
سنج: أما أنتم؟
تتش: أما نحن فبلادنا معروفة لكثير من قواد جيوش ملكشاه بل ربما من بينهم من لا يزال أهله يعيشون بيننا..
سنج: إذن فماذا تراك ستفعل يا تتش..
تتش: سأستشير كبار قومي وعلى ضوء ما يشيرون أقرر..
سنج: أما أنا فقد قررت سلفاً الحرب.. ولا شيء غير الحرب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية نسمع بعدها صوت تركان خاتون تقول):
خاتون: يا إلهي هانحن نصل إلى بلادنا الأصلية يا بركوزار بلاد آبائنا وأجدادنا..
آه ما أجملها من بلاد..
بركوزار: نعم هي جميلة ولكن البلاد التي نعيش فيها أجمل..
خاتون: كيف يا بركوزار كيف؟
بركوزار: بلادنا التي نعيش فيها الآن قد جملها الله تعالى وزينها بنور الإسلام أما هذه البلاد فما تزال تعيش في دياجور الشرك والإلحاد..
خاتون: صدقت يا بنت العم صدقت..
بركوزار: وسوف تكون هذه البلاد جميلة عندما تسمعين على مآذنها تتردد كلمة الله أكبر.. الله أكبر..
خاتون: آه.. متى أسمع هذه الكلمة متى يا إلهي..
بركوزار: سوف يحقق الله على يد ملكشاه ذلك يا تركان فتعلو كلمة الله بهذه البلاد وهذا هو هدف حملته..
خاتون: ولكنني..
بركوزار: ولكنك ماذا؟
خاتون: أخشى أن يركب أهلها الشيطان فيقاتلون في سبيل الشيطان..
بركوزار: ربما يا تركان ولكننا حتى الآن لم نصادف مقاومة تذكر والخطر كل الخطر هو..
خاتون: هو من أي شيء؟
بركوزار: من الفرق المنحرفة كالباطنية والحشاشين والإسماعيلية وغيرهم من الفرق الضالة..
خاتون:ولكننا بالتعاون مع الغزنويين قد قضينا على كثير من أوكارهم في أعالي بلاد فارس وفي شمال الهند..
بركوزار: ولكنهم ما يزالون يخيفون قادتنا ورؤساءنا بالطريقة التي ابتدعوها ((طريقة الاغتيال))..
خاتون: لعنهم الله يا بنت العم.. كم من شخصية مسلمة ذهبت ضحية غدرهم ودسهم وتآمرهم..
بركوزار: إن هذه الحركات إذا لم يقضِ عليها في مهدها فستكون كالسوس ينخر في جسم المسلمين حتى يهلكهم..
خاتون: ولقد زاد من أوارهم وحقدهم تشجيع الفاطميين واستغلالهم لهم في قضاء مآربهم..
بركوزار: تعني أنهم سوف ينقضون على الفاطميين فمن أعان ظالماً سلط عليه حتى يكون هلاكه على يديه..
خاتون: دعينا يا بنت العم من حديثهم وتعالي نفكر في طريقة نساعد بها جيشنا الظافر في تحقيق رسالته..
بركوزار: ماذا تقصدين وما هي الخطة التي لديك؟
خاتون: نقوم بالدعوة للإسلام بين النساء اللاتي تجمعنا بهن ظروف المرور ببلادهن أو ترويضهن أو وقوعهن أسرى..
بركوزار: إنها فكرة جميلة.. رائعة هائلة يا تركان.. فالمرأة قد تقوم بالدعوة للإسلام بشكل لا يقل عن الرجل إن لم يفقه..
خاتون: ونحن جئنا مع هذه الحملة مجاهدات والدعوة في سبيل الله في رأيي نوع من الجهاد..
بركوزار: إنني معك.. هلمي من الآن نطوف بأحياء هذه المدينة التي نحن فيها وندعو للإسلام بين نسائها خلال الفترة التي يمكث فيها جيشنا..
خاتون: وبعض هذه الفترة كافية للقيام بنشاط واسع..
بركوزار: هيا بنا ليعلم الرجال إن النساء لسن أقل نشاطاً ولا اجتهاداً في سبيل الدعوة لدين الله..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت سعد الدين يقول):
سعد الدين: الحمد لله يا نظام الملك الحمد لله.. الأمور تسير على ما يرام والهدف من الحملة يتحقق كلما احتللنا بلداً من بلاد الأتراك..
نظام الملك: شيء عجيب يا سعد الدين.. إن الإسلام ينتشر بين هذه الشعوب بشكل هائل..
سعد الدين: سماحة الإسلام وبساطته هي السبب في كل ما ترى يا نظام الملك..
نظام الملك: إن ملكشاه يا سعد الدين ميمون الطلعة.. لقد جند حملته هذه لنصرة دين الله والدعوة إليه وهاهو يجني ثمار ما نذر نفسه..
سعد الدين: وهذا هو سر نجاحه.. لقد نذر نفسه لإعلاء كلمة الله فأيده الله بنصره (ولينصرن الله من ينصره إن الله لقوي عزيز).
نظام الملك: والشيء المهم في هذه الحملة هو تلاقي الكثيرين من جنودها بأقرباء لهم في هذه الديار..
سعد الدين: ولا شك أن ذلك قد سهل وساعد على انتشار الإسلام بينهم..
نظام الملك: صدقت يا سعد الدين صدقت..
سعد الدين: وسوف يعم الإسلام هذه البلاد في رأيي إذا ما دخل رئيسهم وزعيمهم الأكبر (تتش) فيه فهل من أخبار عنه..
نظام الملك: لا يا سعد الدين ولكن عدم مقاومته لجيوشنا الزاحفة وارتضاؤه بالانسحاب يبعث على الارتياب..
سعد الدين: ارتيابك في محله ولكن..
نظام الملك: ولكن ماذا؟
سعد الدين: هل عند (تتش) من الجيوش ما يستطيع به صد جيوشنا والفتك بها في المكان الذي يريده؟
نظام الملك: لا أظن إلا إذا استعان بملك الصين..
سعد الدين: أتراه يفعل..
نظام الملك: ذلك ما ستظهره الأيام القريبة القادمة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها صوت أنوشتكين يقول):
أنوشتكين: رسول من خاقان الأتراك يا ملكشاه..
ملكشاه: أدخله في الحال وكن معه.. وأدع نظام الملك فوراً..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :1027  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 13 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

وحي الصحراء

[صفحة من الأدب العصري في الحجاز: 1983]

الاثنينية - إصدار خاص بمناسبة مرور 25 عاماً على تأسيسها

[الجزء الثالث - ما نشر عن إصداراتها في الصحافة المحلية والعربية (1): 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج