شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 10 ـ
سماوة: راضية بما ترضاه أنت وأنا لها..
الحارث: بورك فيها.. بورك فيها.. قولي..
سماوة: ماذا أقول؟
الحارث: ما رأيك في عاصم؟
سماوة: لقد قلته لك أكثر من مرة وأراك بدأت تنسى..
الحارث: لقد تقدمت بي السنون.. وهذا حصادها يا سماوة..
سماوة: اللَّهم أختم بالصالحات أعمالنا..
الحارث: اللَّهم آمين.. والآن..
سماوة: والآن ماذا؟
الحارث: أظن أننا متفقون على قبول الخطبة..
سماوة: الخير فيما اختاره الله..
الحارث: أجل.. أجل.. ها هي مزنه تزف إلى رجل من المدينة..
سماوة: وبنت خالتها الشيماء ستزف في الأيام القريبة إلى رجل من المدينة..
الحارث: الزواج قسمة ونصيب ولا راد لما قسمه الله تعالى وقدره..
(تدخل مزنه وهي تقول):
مزنه: أرى عمي عميراً وصحبه يدخلون ساحة الدار..
سماوة: أسرع يا حارث لاستقبالهم..
مزنه: وأنا سأهيىء مع الشيماء وصاحباتها ما يلزم لضيوفنا..
سماوة: بورك فيكن.. وسألحق بكن حالاً.. كيف الشيماء يا مزنه؟
مزنه: إنها تفكر كثيراً يا خالتي..
سماوة: لعلّها بدأت تشعر بعبء المسؤولية التي هي مقدمة على حملها..
مزنه: وهل هنالك مسؤولية على المرأة أضخم وأعظم من مسؤولية الزواج..
سماوة: اللّهم اجعله قران يمن وخير وبركة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت دانيال اليهودي يقول):
دانيال: عزرا.. عزرا.. أين أنت؟
عزرا: أنا هنا.. فماذا تريد يا دانيال؟
دانيال: ماذا تفعل؟
عزرا: استعد للرحيل..
دانيال: إلى أين؟
عزرا: لا أدري؟
دانيال: إذن لم الاستعداد للرحيل وأنت لا تدري إلى أين سترحل؟
عزرا: لقد سدت في وجهنا السبل.. طردنا من الجزيرة إلى الشام فقلنا لأنفسنا سنستقبل هنا ولكن المسلمين لحقوا بنا..
دانيال: أجل.. يا عزرا.. أجل..
عزرا: ولحق بنا المسلمون إلى أرض الشام ولم تمض بضع سنين على خروجنا.. ما العمل..؟ ما العمل..؟
دانيال: نهاجر إلى أقصى المعمورة..
عزرا: ولكن المسلمين سيلحقون بنا.. إلى أقصى المعمورة إن دين الإسلام سيسود العالم أجمع.. أما ترى..
دانيال: أرى ماذا؟
عزرا: الناس يدخلون في هذا الدين بالآلاف..
دانيال: وسرعان ما يقاتلون تحت لوائه فيقتلون ويقتلون وكأنهم فطروا على الإسلام..
عزرا: الويل لنا من الإسلام وأهل الإسلام..
دانيال: الويل لنا من خليفة المسلمين عمر بن الخطاب..
عزرا: صدقت.. صدقت.. فما دام على قيد الحياة فستمتد رقعة هذا الدين حتى تغطي أكثر بقاع المعمورة..
دانيال: ما العمل؟
عزرا: أرى أن نذهب إلى ابن سبأ..
دانيال: يا له من رأي سديد.. هيا بنا إليه..
عزرا: هيا إلى ابن سبأ.. هيا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت عمير يقول):
عمير: أراك متهلل الوجه مشرقه يا مالك..
مالك: كيف لا يا عمير.. كيف لا وقد امتد بي العمر فحضرت قران عاصم وهو كما تعلم في منزلة عبد الرحمن من نفسي..
عمير: كان قراناً حافلاً جداً.. لقد شارك أهل الناووسه وآلوسه وهيت الحارث في فرحته بقران ابنته..
مالك: وهذا يدل على ما يتمتع به الحارث من محبة عند رعاياه..
عمير: إنه حقاً مثال الراعي الصالح يا مالك.. لقد رأيت حسن معاملته لكل السكان في هذه القرى لا فرق عنده بين غنيهم وفقيرهم وكبيرهم وصغيرهم..
مالك: هذا بالإضافة إلى حزمه وعزمه وحسن إدارته ثم..
عمير: ثم ماذا؟
مالك: ابنته الشيماء..
عمير: ماذا عنها..
مالك: إنها - كما رأيت - محبوبة من الجميع في هذه الجهة.. أرأيت احتفاءهم وابتهاجهم وسرورهم وفرحهم..
عمير: صدقت.. صدقت.. لقد عدل والدها فاستقامت له الأمور واتحدت قلوب الناس على حبه وحب كل من يمت إليه..
مالك: ولقد أحسنت يا عمير بإبقائه على رأس بلاده وسيادة أهله وقومه..
عمير: إنه يستأهل أكثر من ذلك أنسيت مبلغ مساعدته على تحطيم حاميات الروم في حصون الفرات..
مالك: وهل أستطيع أن أنسى وأنه لمن يمن الطالع وحسن الاتفاق أن يتزوج أحب الناس إلى واليك من ابنتي سيدين من خيرة سادة العرب في منطقة الجزيرة..
عمير: لا شك أنه توفيق من الله سبحانه وتعالى فالحمد لله على توفيقه..
مالك: حسناً.. ما هي خطتك يا عمير بعد بلدة عانات..
عمير: أنتظر أوامر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..
مالك: إن الناس هنا يبتهلون إلى الله تعالى أن يلهم أمير المؤمنين عمر بن الخطاب فيعينك والياً على منطقة الجزيرة..
عمير: إنني أشكر لهم هذا الشعور وأحاسيس المودة والمحبة وأرجو أن أكون عند حسن ظنهم وأملهم..
مالك: أتراك لا تريد ولاية هذه المنطقة يا عمير..
عمير: وهل أملك هذا الحق.. إنني كجندي لا أعرف إلا طاعة أوامر أمير المؤمنين فإن أراد ولاية الجزيرة دعوت الله أن يوفقني إلى حسن الولاية..
مالك: ولكنك لم تقل لي يا عمير هل تحب هذه المنطقة؟
عمير: بلى.. بلى.. يا مالك ونحن لم نلق من أهلها إلا كل ود وحب ولا سيما وقد صاهرنا وافترشنا لحمهم ودمهم..
مالك: أما أنا يا عمير..
عمير: أنت ماذا يا مالك..؟
مالك: ليتني أقضي ما تبقى من حياتي في هذه الجهات..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنه تقول):
مزنه: كان بحق عرس الموسم يا خالتي..
سماوة: الحمد لله يا بنيتي.. الحمد لله.. وعرسك يا مزنه كما فهمت كان أعظم عرس شهدته منطقة الجزيرة..
مزنه: لعلّهم يبالغون فيه ولكن ربما ظروفه هي التي أعطته تلك الأهمية وأضفت عليه تلك الهالة من الأبهة والفخفخة..
سماوة: المهم ربنا يجعله قراناً سعيداً حافلاً بالسعادة والهناء..
مزنه: هل ما سمعته من عمي الحارث صحيح؟
سماوة: ما هو يا مزنه؟
مزنه: يقولون إنه يعتزم الحج إلى بيت الله الحرام..
سماوة: هذا صحيح وقد نذر ذلك لله أن نصره على الروم أن يحج إلى البيت العتيق..
مزنه: آه يا خالتي آه..
سماوة: ولم تتأوهين يا مزنه؟
مزنه: ليتني أحج أنا أيضاً فإنها منية العمر..
سماوة: لم لا تكلمين عبد الرحمن في الأمر.. فقد يستاذن أباه في ذلك ولا سيما بعد أن أصبح والده والياً على الجزيرة بأمر أمير المؤمنين عمر بن الخطاب..
مزنه: أخشى أن تكون هذه الولاية هي العائق في الأمر..
سماوة: بالعكس يا مزنه.. ولاية عمير للجزيرة معناه عهد من الاستقرار ستنعم به هذه المنطقة وهي فرصة ينتهزها عبد الرحمن لتلبية رغبتك..
مزنه: أتظنين عبد الرحمن يستجيب لطلبي..
سماوة: سلي قلبك فعنده الجواب خير مني..
مزنه: قلبي يحدثني أنه سيستجيب..
سماوة: وأنا وإن لم أطلع على ما في قلبك أو قلبه غير أني أكاد أجزم أن عبد الرحمن سيلبي هذا الطلب بأسرع ما تظنين..
مزنه: ووالده هو المهم..
سماوة: خذي أولاً موافقة عبد الرحمن ثم اذهبي وفاتحي عمك عمير في الأمر إن تردد عبد الرحمن وأنا متأكدة بل وأكثر من متأكدة أنه سيوافق..
مزنه: حسناً سأفعل ولكن..
سماوة: ولكن ماذا؟
مزنه: هل ستذهبين مع عمي الحارث؟
سماوة: وهل من المعقول أن أتركه يذهب وحده.. وهي فرصة ذهبية لا تحصل في كل وقت..
مزنه: والشيماء..
سماوة: الشيماء أمرها خرج من يدي إلى يد زوجها فإن سمح لها أخذناها معنا..
مزنه: ليتها تكون معنا في حال حصولي على موافقة عمي عمير..
سماوة: الحج دعوة من الله يا بنيتي متى كتبت فلن تقف في طريقها أية قوة..
مزنه: اللَّهم أكتب لنا الحج إلى بيتك العتيق..
سماوة: اللَّهم آمين.. اللَّهم آمين..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى بعدها صوت عمير يقول):
عمير: سمعت عن دخول بعض اليهود إلى هذه الجهات..
مالك: يهود.. أعوذ بالله من اليهود.. من أين جاءوا؟
عمير:من جهات الشام..
مالك: كم عددهم ولم جاءوا؟
عمير: عددهم إثنان، وقد جاءا للاتجار كما يقولان..
مالك: وفي أي جهة من الجزيرة..
عمير: في ضواحي قرية (هيت)..
مالك: يجب وضعهما تحت الرقابة..
عمير: لقد أمرت بوضعهما تحت الرقابة..
مالك: اليهود لا يعيشون إلا على الدس والفساد ولا بد أنهما جاسوسان للروم..
عمير: ربما وهذا ما ستكشفه لنا الرقابة..
مالك: ما اسمهما؟
عمير: دانيال وعزرا..
مالك: إنهما اسمان يدلان على أن مسميهما عريقان في يهوديتهما..
عمير: هذا غير مهم إنما المهم أن يقعا تحت طائلة العقاب وعندها لا رحمة عندي ولا هوادة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى سريعة نسمع بعدها عزرا يقول):
عزرا: كيف رأيت عبد الله بن سبأ يا دانيال؟
دانيال: هائل.. هائل يا عزرا.. عسى أن يكون على يديه خلاصنا مما نحن فيه..
عزرا: يلوح لي أنه يخطط ومن معه للقضاء على خليفة المسلمين عمر بن الخطاب..
دانيال: ليته ينجح إذن لاسترحنا من أعظم رجل ظهر بين المسلمين بعد وفاة نبيهم محمد.. والآن..
عزرا: والآن ماذا؟
دانيال: أنسيت المهمة التي عهد إلينا ابن سبأ بإنجازها في مدينة الرها..
عزرا: أوه يا لشدة نسياني ولكننا مراقبون من المسلمين هنا..
دانيال: الليل ستار فهلمّ بنا فإني أعرف بعض المخاضات على نهر الفرات التي نستطيع العبور حتى نصل إلى الرها..
عزرا: ولكنها أجمات مليئة بالضباع والذئاب..
دانيال: لا أظن يا عزرا فالصيادون قضوا على الوحوش المفترسة فيها..
عزرا: هيا بنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت دانيال يقول):
دانيال: هانحن نصل إلى المخاضات.. أتسمع نقيق الضفادع يا عزرا..
عزرا: وماذا بعد نقيق الضفادع..
دانيال: الدخول في المخاضات..
(يختفي نقيق الضفادع فيقول عزرا):
عزرا: لقد اختفى نقيق الضفادع الذي كان يسلي وحشتنا وبدت رهبة الظلام الدامس والسكون المطبق..
دانيال: لا تخف تشجع يا عزرا.. تشجع..
(يسمعان صوت عواء الذئاب فيقول عزرا وهو يرتجف):
عزرا: أتسمع عواء الذئاب.. تشجع يا دانيال.. تشجع..
(يزداد عواء الذئاب اقتراباً فيقول دانيال):
دانيال: إنها الذئاب يا عزرا..أنظر هاهي عيونها تلمع في الظلام.. إنها تقترب منا..
(ويصرخ عزرا قائلاً)..
عزرا: أدركني يا دانيال.. الذئاب.. الذئاب..
دانيال: أدركني يا عزرا.. الذئاب.. الذئاب..
عزرا: حتى الذئاب علينا مع المسلمين..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :646  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 10 من 45
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[حياته وآثاره: 2007]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج