شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ 115 ـ
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى حربية وزمزمات فارسية نسمع بعدها صوت رستم يقول):
رستم: جالينوس... جالينوس..
جالينوس: سيدي القائد..
رستم: انشب القتال وقدم الفيلة وقرب المشاة منها ليحموها من أن تقطع مشاة المسلمين احزمتها وهي كتائب من الفرسان لتحمي المشاة من فرسان المسلمين..
جالينوس: أمرك سيدي القائد..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين... يا معشر المسلمين.. إلى الجهاد في سبيل الله.. احملوا على اعدائكم.. حسوهم بسيوفكم واحصدوهم بنبالكم إلى الأمام سيروا على بركة الله...
(نسمع أصوات التهليل والتكبير والكر والفر وقعقعة السلاح وصليل السيوف مختلطة بموسيقى حربية عنيفة نسمع بعدها صوت زيد يقول):
زيد: صح ما توقعته يا علقمة فها هم الفرس يرموننا بأعداد كبيرة من الفيلة أنظر إلى ذلك الفيل الأبيض ما أعظمه وإلى ذلك الفيل الأجرب الفخم وكأنه قائد بقية الفيلة..
علقمة: ما كنت أخشاه وقعنا فيه يا زيد.. إن قائد الفرس زج بهذه الأعداد الهائلة من الفيلة وهو يأمل نصراً ساحقاً علينا.. ونتيجة لهذه المعركة التي تدخل يومها الثالث..
زيد: ألم تقابل سعداً يا علقمة وتصارحه بالبلاء الذي يلقاه الناس من الفيلة؟
علقمة: بلى يا زيد بلى... لقد قابلته وصارحته ونصحته فاستمع لقولي ووعدني بأن يفعل بمشورتي..
زيد: ولكني لا أرى أي صدى لمشورتك يا علقمة..
علقمة: لا.. لا تقل هذا يا زيد.. لقد علمت أن سعداً استشار جماعة من مسلمى الفرس عن مقاتل الفيلة فقالوا له: المشافر والعيون..
زيد: وهل هيأ سعد الرجال الذين يحسنون ضرب الفيلة بالرماح في عيونهم وبالسيوف في مشافرهم؟
علقمة: لا بد أن سعداً قد أعد الرجال لتنفيذ ذلك..
زيد: سنرى يا علقمة سترى..
(نسمع أصوات التهليل والتكبير والكر والفر وسقوط القتلى وأنين الجرحى ثم صوت مزنة تقول):
مزنة: بدأنا نستقبل يا هند جرحى الفيلة... ولا أدري ماذا سيتمخض عنه قتال اليوم؟
هند: أعداد ضخمة من الفيلة تشترك في القتال تحميها المشاة والفرسان..
مزنة: وخيلنا تفر كالعادة أمام هجوم الفيلة.. وفرسانها يتساقطون من فوقها وقد أطاحت بهم رماح الفرس ونبالهم وهكذا تتدفق أعناقهم تحت أقدام الفيلة..
هند: وهل اتخذ سعد الخطط الكفيلة بصد هذا الهجوم..؟
مزنة: لا شك أنه أعد لهذا الأمر عدته بعد أن لقنه الفرس درساً لا ينسى في اليوم الأول من المعركة..
هند: لماذا لا يكل سعد أمر الفيلة إلى بني أسد.. فقائدهم القعقاع بن عمرو وأخوه عاصم خير من يستطيعون أداء هذه المهمة..
مزنة: لقد تحمل القعقاع بن عمرو وأخوه وبنو عمه عبء المعركة أمس فكانوا المجلين فيها.. ولا يستبعد أن يوكل سعد أمر حرب الفيلة إلى القعقاع بن عمرو فقد علمت من (سلمى) زوج سعد أن سعداً عقد أمس اجتماعاً هاماً كان القعقاع بن عمرو في مقدمة الحاضرين..
هند: سنرى يا أختاه.. اللهم ثبت أقدامنا وآتنا النصر الذي وعدتنا انك لا تخلف الميعاد..
(موسيقى حربية مختلطة بالتهليل والتكبير وسقوط القتلى وأنات الجرحى وكر الخيل وفرها.. نسمع بعدها صوت (رستم) يقول):
رستم: جالينوس... جالينوس..
جالينوس: سيدي القائد...
رستم: انظر يا جالينوس.. إن الفيلة تفرق كتائب المسلمين وخيلهم تفر وفرسانها يتساقطون..
جالينوس: بلى سيدي القائد.. بلى...
رستم: يلوح لي حتى الآن ان قائد المسلمين لم يتخذ أية احتياطات لصد هجوم الفيلة..
جالينوس: وكيف يستطيع يا سيدي القائد.. ونحن الفيلة بالمشاة وبالفرسان..
رستم: أجل يا جالينوس أجل.. ولكني أخشى عنصر المفاجأة في المعركة..
جالينوس: أية مفاجأة سيدي القائد..
رستم: أن يتمكن المسلمون من قتل الفيلين الأبيض والأجرب.. فإن فعلوا فإنهم سيقضون على هجوم الفيلة.
جالينوس: عندها سنزج بمشاتنا وفرساننا في المعركة بعد أن تكون كتائب المسلمين من مشاة وفرسان قد انهكها واضناها هجوم الفيلة..
رستم: على كل حال كن مستعداً للمفاجأة يا جالينوس فإن المسلمين سيضطرهم فتك الفيلة بهم إلى ايجاد طريقة للخلاص منها.. ثم إن بينهم من الرجال الشجعان من قد يهاجمون الفيلين الأبيض والأجرب فيقتلانهما وبذلك يتخلصون من أذى الفيلة وأصحابها..
جالينوس: لا شك أن لدى المسلمين من الرماحة غير قليل ولكننا سنحتاط نحن من جهتنا لحماية هذين الفيلين مهما كلف الأمر..
رستم: هكذا ما كنت أقصد من أمري بالاستعداد للمفاجآت في أي وقت..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: أنظر يا زيد انظر ها هو القعقاع بن عمرو وأخوه عاصم يهاجمان الفيل الأبيض تساندهما بعض المشاة والفرسان كي تحميهما من مشاة الفرس وخيالتهم ورماتهم..
زيد: إذن فقد وجد سعد الخطة أخيراً..
علقمة: هذا ما سنراه عما قريب ولكن انظر أيضاً يا زيد... أنظر..
زيد: أنظر ماذا؟
علقمة: اثنان آخران من فرسان بني أسد يحملان على الفيل الأجرب..
زيد: أجل يا علقمة أجل.. إن التخلص من هذين الفيلين سيقضى حتما على هجوم الفيلة الضاري..
علقمة: فلندع الله للمهاجرين بالنصر والتوفيق..
زيد: يا رب.. يا رب..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى وقعقعة سلاح وسقوط قتلى وأنين جرحى ثم أصوات تهليل وتكبير تقول):
الأصوات: الله أكبر.. الله أكبر... قتل القعقاع بن عمرو وأخوه الفيل الأبيض لا شلت يمينهما.. الله أكبر.. الله أكبر.. لقد جرح الفيل الأجرب وفقئت عينه وقطع مشفره..
علقمة: الحمد لله لقد قتل الفيل الأبيض وبقي الفيل الأجرب حائراً لا يدري ماذا يفعل بعد ان قطع مشفره وفقئت عينه.
زيد: أنظر يا علقمة.. توقفت بقية الفيلة عن الهجوم بعد ان رأت مصرع الفيلين الأبيض والأجرب..
علقمة: وصار كلما مر صف من المسلمين وخزوه او المشركين نخسوه وهو واقف حائر يعتصر آلامه..
زيد: أنظر ها هو الفيل الأجرب يذهب إلى جهة النهر ليلقي بنفسه فيه.
علقمة: وها هي الفيلة تتبعه لا تلوى على شيء بينما أصحابها يتساقطون من ظهورها هلعاً وخوفاً فتحسهم سيوف المسلمين..
(نسمع أصوات التهليل والتكبير مسبوقة بموسيقى حربية صاخبة تتخللها قعقعة السلاح وكر الخيل وفرها ثم صوت المنادي يقول):
المنادي: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أراحكم الله من الفيلة فاهجموا على أعدائكم.. حسوهم بسيوفكم وليكن خندق القادسية مقبرة لهم..
(نسمع أصوات التهليل والتكبير والكر والفر مختلطة بموسيقى حربية سريعة نسمع بعدها صوت رستم يقول):
رستم: جالينوس.. جالينوس..
جالينوس: سيدي القائد..
رستم: كيف استطاع فرسان المسلمين قتل الفيلين الكبيرين ألم تقدر على حمايتهما.. أين رجالك؟ أين فرسانك أين تبجحك وادعاؤك؟.. هيا انزل المشاة للقتال واتبعها بالفرسان..
جالينوس: أمرك سيدي القائد...
رستم: لقد اخلفت ظني فيك يا جالينوس.. كنت أهلاً لكل مهمة تناط بك وها أنت تخيب أملي فيك..
جالينوس: لقد كان فرسان المسلمين الذين تعرضوا للفيلين يسيرون صوب مهمتهم وارتال من المشاة والفرسان تغطى خط سيرهم وتحميهم منا..
رستم: لا تختلق اعذاراً لفشلك.. قل إن المسلمين كانوا أسرع وأبرع في اختطاف هذا النصر من أيدينا...
جالينوس: عفوك أيها القائد..
رستم: لا تنال عفوي أو رضائي حتى تبرهن عن قدراتك العسكرية في الجولات القادمة من المعركة.. هيء جنودك على مواصلة القتال في هذه الليلة فاني أربد أن أصل إلى نتيجة والامبراطور ينتظر ذلك مني على أحر من الجمر..
جالينوس: أمرك سيدي..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: إن معركة القادسية تسير صوب الذروة يا هند فقد حل الظلام والفرس ما يزالون يواصلون القتال..
هند: أرى أن المعركة ستسمر في حدتها هذه الليلة ولن نسمع فيها غير هرير السلاح..
مزنة: ربما يأتي من بعدنا من يسميها ليلة الهرير... فقد نضب الكلام فلا تسمع إلا أصوات الناس يهرون بعضهم بعضاً..
هند: لا أدري هل المسلمون يجيدون قتال الليل مثلما يجيدونه بالنهار..
مزنة: لا شك فان كثيرين منهم وخاصة من جاؤوا من الشام اشتركوا في معارك ليلية مع الروم..
هند: وهذا اليوم أيضاً كان للقعقاع بن عمرو النصيب الأوفي فلولاه وبنو عمه من بني أسد لذقنا الويلات من هجوم الفيلة..
مزنة: إن القعقاع بن عمرو هو قائد الميدان الفعلى وليس خالد بن عرفطة وهو المنفذ للخطط التي يمليها عليه سعد..
هند: ولا تنسى أخاه عاصم وبني عمه وقومه بني أسد..
مزنة: أجل يا هند أجل..
هند: فاتني أن أسألك يا مزنة عن ابن محجن الثقفي ومن يا ترى الذي أطلق سراحه..
مزنة: ومن غير سلمى زوج سعد يا هند؟
هند: ولكن كيف دارت غضب سعد عليها..
مزنة: لا أدري كيف.. ولكن الذي أدريه إنها أتت سعداً وكانت مغاضبة له فصالحته وأخبرته بخبر ابي محجن فأمر باطلاق سراحه بعد أن استتابه..
هند: لا أستطيع وأنا استشعر الفخر بما فعلت سلمى إلا أن أقول نحن النساء لنا الدنيا وما فيها..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى خفيفة نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: إن الفرس يقذفون بأعداد هائلة من الرجال في معركة الليلة يا زيد..
زيد: أرى أنهم يهدفون إلى عمل مفاجىء من وراء مواصلة القتال بهذه الشدة وهذه الضراوة..
علقمة: إن حدة هذا الهجوم حملت سعداً على إرسال عمرو بن معد يكرب الزبيدي وطليحة بن خويلد الأسدي إلى مخاضة يخشى ان يقوم الفرس منها بحركة التفاف وتطويق لجيشنا..
زيد: وهل هذان الرجلان يكفيان لحراسة هذه المخاضة أو صد أي هجوم يتوقع ان يقوم به الفرس..
علقمة: أتذكر ما قاله عمر بن الخطاب في خطابه إلى سعد حين أمده بعمرو بن معد يكرب الزبيدي وطليحة بن خويلد الأسدي..
زيد: وماذا قال إني لا أتذكر..
علقمة: قال: لقد وجهت اليك بألفي رجل عمرو بن معد يكرب وطليحة بن خويلد الأسدي فشاورهما ولا تولهما..
زيد: ولماذا قال: ولا تولهما..
علقمة: ذلك لأنه يعلم فيهما من شدة الاقدام على القتال وعدم التأني لشجاعتهما الخارقة..
زيد: لا شك أن سعداً ارسلهما طليعة وسيتبعهما بقوات كافية لحماية المخاضة من احتمال مجيء الفرس..
علقمة: بلى يا زيد.. بلى..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى نسمع بعدها صوت جالينوس يقول):
جالينوس: سيدي القائد.. سيدي القائد..
رستم: ما وراءك يا جالينوس؟
جالينوس: أرسل المسلمون قوات كبيرة إلى المخاضة السفلى ضربت مؤخرة جيوشنا...
رستم: أيريد المسلمون ان يقوموا بحركة التفات كنا نمهد لها لو لم يسبقونا إليها..
جالينوس: أجل سيدي القائد أجل..
رستم: إذن قدم صفوفك يا جالينوس وأمر جنودك بالقضاء على هذه المفاجأة واحباطها في مهدها..
جالينوس: أمرك سيدي القائد..
رستم: ويل لهؤلاء المسلمين كلما رسمت خطة لهلاكم كشفوها واحبطوها لكأنهم مردة سحرة يقرأون الافكار ويتنبأون بالغيب.. سنرى عندما يطلع الصباح لمن سيكون النصر..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مختلطة بأصوات التهليل والتكبير والكر والفر نسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: إن قوات المسلمين التي ذهبت لحماية المخاضة السفلى عبرتها وضربت مؤخرة الفرس وقد زحفت قوات الفرس لصد هذا الهجوم..
زيد: انظر ها هو القعقاع بن عمرو يزاحف الفرس هو الآخر من دون أن يستأذن سعدا..
علقمة: وها هي بقية القبائل تتبعه وتشترك في المعركة من دون إذن سعد.
زيد: كيف يقدمون على عمل خطير كهذا من غير استئذان سعد..
علقمة: ولكن سعدا لو رأى أن في عملهم خطراً على سير المعركة لأرسل من يمنعهم وسكوته معناه اقرار لما فعلوا.
زيد: ولكن العمل من حيث هو عمل غير محمود وسابقة خطيرة..
علقمة: ولكن ضراوة المعركة واهتبال احتمالات فرص النصر فيها قد يغفر بعد التجاوز فيها ثم لا تنسى ان القعقاع بن عمرو هو القائد الفعلي للمعركة..
زيد: بلى يا علقمة بلى انه وجماعته يتحملون ضراوة المعركة وشدتها وسيغفر سعد لهم ما فعلوه..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى مختلطة بأصوات التهليل والتكبير ونسمع بعدها صوت مزنة تقول):
مزنة: تدور معركة حامية بين مؤخرة الفرس والمسلمين بقيادة القعقاع بن عمرو وكتائب أسد، والنخع وبجيلة وكندة..
هند: يقولون إن القعقاع بن عمرو لم يستأذن سعدا في هذا الزحف؟
مزنة: بلى ولكن سعدا حين رأى أن هجوم القعقاع بن عمرو وهو في صالح المسلمين قال اللهم اغفرها له وانصره فقد أذنت له وان لم يستأذني..
هند: يلوح لي ان المعركة شديدة العنف في هذا الليل البهيم إذ لا يسمع فيها إلا صليل الحديد..
مزنة: إن جرحى المسلمين يتزايدون عما كانوا عليه في النهار..
هند: ذلك لأنهم يهاجمون يا مزنة.. والمهاجم معرض للإصابة أكثر من المدافع..
مزنة: صدقت يا هند وخاصة في هجوم الليل إذ لا يعرف المرء كيف يتقي هجمات خصمه..
هند ـ: بلى يا مزنة بلى.. لقد قلت ان المعركة تصير صوب القمة ولعلها بلغتها فلا أصوات ولا ترديد الا قعقعة السلاح وصليل السيوف..
مزنة: وسعد أكثرنا هما وقلقا.. لقد كنت مع الطبيب عنده نضمد قروحه وما كف لسانه عن الدعاء..
هند: ها هي تباشير الفخر تلوح والمعركة ما تزال في أشد عنفوانها..
مزنة: عند الصباح يحمد القوم السري..
هند: أجل يا مزنة أجل سينجلي في الصباح سير المعركة..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى تختلط بصليل السيوف وقعقعة السلاح نسمع بعدها صوت المؤذن يؤذن لصلاة الصبح ثم نسمع بعدها صوت رستم يقول):
رستم: جالينوس.. جالينوس..
جالينوس: سيدي القائد...
رستم: انتهز فرصة انشغال المسلمين بصلاتهم وشدد من هجومك فكل قتيل منهم فهو في صالحنا..
جالينوس: لقد أوعزت لهرمز بأن يشدد الهجوم حالما سمعت آذان المسلمين ولكن صمود هؤلاء المسلمين عجيب ايها القائد ان ضراوتهم في قتال الليل أشد منه بالنهار..
رستم: لا شك في ذلك يا جالينوس..
جالينوس: كيف يا سيدي القائد.. كيف؟
رستم: أليس العرب معتادين على الغزو والسلب وهذان لا يكونان إلا بالليل.. اذن فهم متمرسون القتال بالليل اكثر منهم بالنهار..
جالينوس: الآن فهمت هذا السر.. شكرا لسيدي القائد شكراً..
رستم: المهم المعركة تدخل يومها الرابع ولم نحقق فيها نصراً إلا في اليوم الأول يا جالينوس..
جالينوس: إن التعزيزات والامدادات التي تتقاطر على المسلمين يوميا هي السبب في صمودهم أمام هجماتنا الكاسحة.
رستم: وها هي المعركة تدخل يومها الرابع والمسلمون يحبطون خططنا بمهارة فائقة.
(موسيقى الصباح تتخللها أصوات التهليل والتكبير والكر والفر وقعقعة السلاح وصليل السيوف ثم صوت القعقاع بن عمرو يقول):
القعقاع: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. إن الدائرة بعد ساعة لمن بدأ القوم فاصبروا ساعة واحملوا فان النصر مع الصبر..
أصوات: لبيك يا قعقاع لبيك.. لبيك يا قعقاع لبيك.. الله أكبر.. الله أكبر.. الله أكبر..
علقمة: اسمعت صوت القعقاع يا زيد؟
زيد: أجل يا علقمة... أجل..
علقمة: ها هو نداؤه يزيد نار المعركة أوارا وها هم الفرس يحيطون مكان (رستم) بخيرة مشاتهم وفرسانهم..
أصوات: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. لا يكون الفرس أجرأ منكم على الموت فاحملوا على بركة الله سيروا والله معنا..
(أصوات تهليل وتكبير وكر وفر وسقوط قتلى وجرحى ونسمع بعدها صوت علقمة يقول):
علقمة: ما تزال المعركة يشتد لهيبها وأرى كفة المسلمين بدأت ترجح يا زيد بشكل ملحوط..
زيد: أنظر يا علقمة أنظر..
علقمة: ماذا أنظر.. إني لا أرى شيئا من نقع المعركة وغبارها.
زيد: أنظر هذا قلب الفرس ينفرج بعد أن تراجع قواده وها هم فرسان المسلمين ومشاتهم يزحفون سراعاً صوب سرير (رستم) وقاعدة قيادته..
علقمة: لقد أطارت الريح العاتية خيمته وها هو القعقاع بن عمرو ومن معه يصلون إلى مكانه فلا يجدونه. لعله هرب.
زيد: من يدري.. من يدري..
(تهليل وتكبير وصليل السيوف وسقوط القتلى وأنين الجرحى ثم صوت ينادي):
صوت: يا معشر المسلمين.. يا معشر المسلمين.. أنا هلال بن علقمة.. قتلت رستم ورب الكعبة.. قتلت رستم ورب الكعبة.. إليّ إلىَ..
أصوات: الحمد لله.. الحمد لله..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :702  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 46 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الأستاذ محمد عبد الرزاق القشعمي

الكاتب والمحقق والباحث والصحافي المعروف.