شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
الحلقة ـ78 ـ
عمير: ركبت مركباً صعباً يا عكرمة.. هلا عدت معنا بعد أن استأمنت لك زوجك من رسول الله صلى الله عليه وسلم.
عكرمة: لقد أزمعت وأجمعت.. وما قدر كائن ولا مفر مما قدر
عمير: إن هذا والله لكلام المؤمن.. إنك إن صدق في حدسي يا بن أخي نزاع إلى الإيمان ولكنك تخشى كلام الناس على أبيك أن يضطرك إلى ما لا تحمد عقباه.
أم حكيم: ولكن الإسلام يجبّ ما قبله.. فإذا أسلم عكرمة فإني موقنة ألا يتعرض أحد إلى أبيه بسوء.
عكرمة: هذا كلام امرأة لا يضمنه أحد.
عمير: ولكنه الحقيقة يا عكرمة.. أتذكر أني كيف ذهبت إلى المدينة محاولا اغتيال رسول الله صلى الله عليه وسلم باغراء مادي وكلامي من ابن عمي صفوان بن أمية.. هذا الذي تراه الآن وإذا بي أعود إلى مكة مؤمناً بمن كنت أربد اغتياله.. ومنذ أسلمت لم يعيرني أحد من إخواني المسلمين بما فعلت حكم عقلك يا عكرمة ولا تدع السبيل إلى تغليب عواطفك..
صفوان: يا عكرمة يا بن أخي عد معنا واربط مصيرك بمصيرنا.
عكرمة: اتركوني فأرض الله واسعة.
عمير: هذا فراق ما بيننا وبينك.. لقد نصحناك فاصررت على عنادك وإننا لندعو الله لك الهداية.. وأنت يا أم حكيم يا رفيقة سفرنا أتعودين معنا أم تبقين مع زوجك..
أم حكيم: سأبقى مع زوجي فلعل الله يهديه على يدي.
عمير: وأنت يا مغيرة؟
المغيرة: إني عائد معكما بعد أن اختارت أختي سبيل زوجها.
صفوان: مشيناها خطى كتبت علينا ومن كتبت عليه خطى مشاها
(نسمع وقع حوافر خيلهم كل في طريقه.. ثم نسمع أم حكيم).
ام حكيم: إلى أين نسير يا عكرمة؟
عكرمة: إلى اليمن.. انظري هنالك بعيدا.. الا تبصرين سفينة
أم حكيم: نعم.
عكرمة: إنها هي السفينة التي ستقلنا إلى اليمن.
أم حكيم: ألا تخشى أن يقتلك أحد المسلمين في اليمن إذا ما علموا أن النبي صلى الله عليه وسلم قد أهدر دمك...؟
عكرمة: ولماذا تتشاءمين يا ابنة العم؟
أم حكيم: إن حرص عليك يجعلني نهباً للظنون والهواجس..
عكرمة: لا عليك فما قدر سيكون.. ها نحن وصلنا السفينة في الوقت المناسب.
(موسيقى انتقالية)..
عمير: ما رأيت أعند من عكرمة.
صفوان: من خلف ما مات.. اتذكركم كان أبوه عنيداً.. إن عناده وإصراره يوم بدر هو الذي أودى به وبخيار رجالنا وشبابنا يوم بدر..
عمير: بلى يا بن العم بلى.. على أني رغم كل ما رأيت من إصرار عكرمة موقن أنه سيدخل السلام وسينصر الإسلام.
صفوان: من يدري.. من يظن.. أو يتصور أني أنا صفوان بن أمية عدو محمد الأول أصبح بين عشية وضحاها صديقاً لمحمد..
(نقلة صوتية)
علقمة: إلى يا زيد.. إلى... تعال.. تعال..
زيد: أخبار جديدة ولا شك.
علقمة: نعم.. هيا اسرع معي..
زيد: أين.. أين..
علقمة: إلى حيث يقيم النبي صلى الله عليه وسلم.
زيد: خيراً إن شاء الله..
علقمة: نعم.. كل الخير... لقد رأيت عمير بن وهب الجمحى ومعه عدو الله والإسلام صفوان بن أمية في طريقهما إلى مقام الرسول صلى الله عليه وسلم..
زيد: هيا بنا.. هيا بنا..
(نقلة صوتية مسبوقة بموسيقى)..
صفوان: أمتأكد يا عمير أن محمداً قد أمّنني؟
عمير: نعم يا صفوان.. ألم أرك عمامته صلى الله عليه وسلم التي أعطانيها آية تعرف بها أمانك
صفوان: أرني إياها.
عمير: (ضاحكاً)
صفوان: ولم تضحك يا عمير؟؟
عمير: إنها على رأسك يا صفوان.. أبلغ بك الخوف من رسول الله صلى الله عليه وسلم إلى هذا الحد..؟
صفوان: سوء الظن من أقوى الفطن.
عمير: ثق يا صفوان أن رسول الله صلى الله عليه وسلم إذا قال صدق وإذا وعد وفي وإذا أعطى الأمان لا يغدر حتى بألد أعدائه.
صفوان: وإني في قمة أعدائه وهذا ما يجعلني أحسب للعواقب كل حساب.
عمير: لم يسجل أحد حادثة غدر على رسول الله صلى الله عليه وسلم ها هو جالس في خيمته هيا بنا إليه.. هيا..
علقمة: ها هو صفوان بن أمية يدخل على رسول الله صلى الله عليه وسلم وها هو يقول:
صفوان: يا محمد إن عميراً هذا يزعم أنك أمّنتني..
علقمة: وها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يصادق على ذلك وها هو صفوان بن أمية يردف قائلاً:
صفوان: أمهلني بالخيار شهرين..
زيد: ما أوقح طلبه.
علقمة: صه.. ها هو رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول له: أنت الخيار أربعة شهور.
زيد: ما أعظمك يا رسول الله وما أرحب صدرك.. إنه يعرف كيف يؤلف القلوب القاسية ويلين الأكبد الصم..
علقمة: وَإِنَّكَ لَعَلى خُلُقٍ عَظِيمٍ (القلم: 4).
زيد: صدق الله العظيم.
(نقلة صوتية مصحوبة بأصوات تلاطم أمواج وزئير رياح هو جاء ورعد وبرق وصوت أم حكيم تقول):
أم حكيم: ها هي الأمواج كالجبال.. وها هي ساعة الموت تدنو.. أشهد أن لا إله إلا الله وأشهد أن محمداً رسول الله اللهم لا راد لما قضيت ولا مانع لما أردت.. اللهم اجعلها توبة نصوحاً وخاتمة يضيئها الإيمان بالله وملائكته ورسوله... اسلم يا عكرمة.. اسلم قلها كلمتان تكتب لك الجنة.
عكرمة: يا أهل السفينة تضرعوا إلى اللات والعزى لعلها تنجيكم مما أنتم فيه
ربان السفينة: اسكت أيها المشرك.. يا أهل السفينة اخلصوا لله وحده فآلهة هذا المشرك لم تنج من عبدوها ولم تغن عنهم شيئا..
(يزداد تلاطم الأمواج وزئير الرياح وقصف الرعد والبرق فيلجأ عكرمة إلى أم حكيم قائلا):
عكرمة: والله لئن لم ينج من البحر إلا الإخلاص لا ينجى في البر غيره.. اللهم لك عهد إن أنت عافيتني مما أنا فيه لآتين محمداً حتى أضع يدي في يده فلأجدنه عفواً غفوراً كريماً..
أم حكيم: حمداً لك يا ربي وشكرا.. اللًهم إننا نشكو إليك بثنا وكربنا وحزننا.. اللهم نجنا مما نحن فيه.. اللهم اكتب لنا السلامة.. اللهم اكتب لنا السلامة..
أصوات: تردد- آمين.. آمين... يا رب العالمين
(تسكن الأمواج ويهدأ روع الركاب ثم نسمع صوت ربان السفينة يقول):
ربان السفينة: احمدوا الله على السلامة.. اسألوه العفو والعافيه لقد اضطرتنا العاصفة أن نعود إلى الميناء الذي أقلعنا منه..
أصوات: الحمد لله.. الحمد لله.. الحمد لله..
أم حكيم: هيا بنا يا عكرمة إلى حيث يقيم محمد رسول الله صلى الله عليه وسلم
عكرمة: هيا بنا... هيا بنا...
(نسمع همهمة وغمغمة وأصواتا تعلو وتنخفض وكانها تدل على اجتماع ضخم ثم صوت مالك بن عوف بن النضر يقول):
مالك: يا معشر هوازن وثقيف- لقد علمتم بما صار إليه أمر قريش في مكة... وإني أخشى أن يقتحم علينا محمد ومن معه منازلنا فيدكها وأصنامنا فيحطمها وقد جمعتكم للتشاور فيما ينبغي أن نفعله.
كنانة بن عبد يا ليل: لقد فرغ محمد من قريش ولا مانع ولا ناهية له دوننا والرأي أن نغزوه قبل أن يغزونا.
أحدهم: والله ما لاقى محمد قوما يحسنون القتال فاجمعوا أمركم وسيروا إليه قبل أن يسير إليكم.
أحدهم: يجب أن نأخذ معنا دريد بن الصمة... فإنه وإن كان شيخاً قد أناف على المائة لا نفع منه في الحرب ولكنه صاحب رأي وتدبير ومعرفة بالحروب..
أصوات: نعم... بلى.. موافقون.. خذوه.. معكم.
(نقلة صوتية)
علقمة: (صارخاً) أسرع يا زيد.. اسرع..
زيد: ها أنذا يا علقمة ما وراءك
علقمة: سمع رسول الله صلى الله عليه وسلم يقول هذا الصباح: يأتيكم عكرمة فلا تسبوا أباه فإن سب الميت يؤذي الحي.
زيد: وهل وصل عكرمة؟
علقمة: نعم وقد رأيته مع زوجه أم حكيم في طريقهما إلى رسول الله صلى الله عليه وسلم فاسرعت إليك.. هلم بنا نشهد إسلامه.
زيد: هلم بنا.. هلم بنا..
 
طباعة

تعليق

 القراءات :672  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 9 من 53
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من ألبوم الصور

من أمسيات هذا الموسم

الدكتور معراج نواب مرزا

المؤرخ والجغرافي والباحث التراثي المعروف.