شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
المشهد الأول

المكان:

دار ((سليمى)). نرى ((ولاّدة))، ((ليلى))، ((سليمى))، يتآمرن لإخراج ((ابن زيدون)) من السجن.

الزمان:

بعد العِشاء وقد أُنيرت الدار بنور خافت.

ولاّدة:

((سُليمى)): ما الذي تَنوينَ فعلَهْ

 

بمجنونِ ((ابن جَهْوَرَ)) فهو أَبلَهْ

سليمى:

أَتعنينَ ((الخَطيبَ))؟

   

ولاّدة:

نعم ((سُليمى)).

 

فديتُكِ سوف أَشْفي منه غُلَّه

 

أُكَفِّرُ عن ذنوبٍ طيَّ صَدْري

 

لها وخزٌ لها ألمٌ وعِلَّهْ

ولاّدة:

أَيَسْتطِيعُ الغبيُّ قضاءَ أمرٍ

 

بهِ خطرٌ لَعمري ليس أهلَهْ؟

ليلى:

وإنَّ أباهُ مولاتي حريصٌ

 

خبيثٌ قد تلقَّن كلَّ حِيلَهْ

 

تَفَتَّقَ عن دهاءٍ منه ذُقْنا

 

فواجعَ حَطَّمَتْ مَلكاً ودًوْلَهْ

 

(تتنهد ولاّدة)

 

سليمى (معتدة بنفسها):

 

((الخطيبُ ابنُ جَهْورٍ)) زِقُّ خمرٍ

 

عبدُ فُحْشٍ وزيرُ غيدٍ وسامِرْ

 

أكؤُسُ الرَّاحِ همُّهُ

   

ولاّدة:

بئس همٌّ

 

يجعلُ المرءَ بالمعاصي يُجاهِرْ

سليمى:

أَنْ يَطُلْ شُرْبُه وكم طالَ ليلاً

 

فادعُ للرُّشدِ قدْ ثَوَتْه المَقَابِرْ

 

عِندها يركبُ المُحالَ ويمضي

 

مثلَ سيلٍ على البطائحِ جَائِرْ

 

أَوْ كَطِفْلٍ تَلَمَّسَ النارَ لاَ يدْ

 

ري وفي الجَوفِ كامناتُ المجامِرْ

* * *

ولاّدة:

هلِ التَقَيتِ بهِ من قبلُ؟

   

سليمى:

سيِّدتي، قدِ اجْتمعتُ بهِ في الدارِ مرّاتِ

 

و ((مسكُ)) ما بيننا والكأس ثالثُنا

 

وَإنَّهُ الليلَ مولاتي لنا آتِ

ولاّدة:

وهل تحَدَّثتُما في أمرِ شاعرِنا؟

   

سليمى:

   

أَجلْ لقد وعدَ المجنون مولاتِي

ولاّدة (بتلهف):

وما هُو الوعدُ؟ إني جدُّ يائسةٍ

 

واليأسُ ضاعفَ أحْزاني وَوَيلاتِي

 

سُراةُ ((قرطبةٍ)) جاؤوا ((ابنَ جهورَ)) في

 

أمرِ ((ابن زيدونَ)) ما لبَّى الشفاعاتِ

 

ولا استلان ولا استَحْيا وقد زحفتْ

 

لهُ القصائدُ آياتٍ فآياتِ

سليمى: (محتدة):

عفوُ ((ابن جهورَ)) لا نَبْغيه مولاتي

 

لا يُرْتجى العفوُ من باغٍ ومِنْ عاتِ

 

المالُ سيِّدتي، المالُ إنَّ بهِ

 

سَنَشْترِي متولِّي السجنِ بالذاتِ

 

والمُخْلِصُونَ لمولاتي وأُسرَتِها

ولاّدة:

(بألم وحزن)

 

المخلِصُونَ!! طواهُم سِجنَ ((صَرْوات)) (1)

 

إذا ((ابن جهورَ)) لم يُطلقهُ، هل سُبُلٌ

     

أُخرى لديكِ؟

سليمى:

   

أجلْ شَتَّى الوسيلاتِ

 

يَفِرُّ من سِجْنه واللَّيْلُ معتكرٌ

     

إلى ((ابن عبَّادَ))،

ليلى:

(وقد واتتها الفكرة)

 

يا لَلرَّأيِ مولاتي

ولاّدة:

(يائسة):كيفَ السبيلُ إلى الفِرا

 

رِ وقد غدتْ فيه المنونْ

 

عينُ ابن جَهْورَ لا تنامُ

 

وفي السجون له عُيونْ

 

والناسُ جَفَّ وفاؤُهمْ

 

إني بهم سِئْتُ الظنونْ

سليمى:

(مواسية) همٌّ يزولُ إذا صَبَرْنا

 

والخطوبُ غداً تهونْ

 

ولاّدة (وقد واتتها فكرة طارئة):

 

رَأيٌ سديدٌ ما رأيتِ

   

سليمى:

   

ورأيُ مولاتِي الرَّصِينْ

 

مِنكِ استَقَيْتُ سَدَادهُ

   

ليلى:

   

قُولي نُطِعْ ما تَأمُرِين

ولاّدة (إلى سليمى):

قُومِي بدورك ((والخطيب))

   

سليمى:

   

وأنتِ؟؟

ولاّدة:

   

تدبيرُ الشؤونْ

 

فالمُخْلصونَ سيُهرَعُون

 

ويَفْتَحونَ لنا السُّجونْ

 

والمالُ مِفْتاحُ القلو

 

بِ ومُخْرجُ السرِّ الدَّفينْ

(إلى ليلى):

وقتُ الزيارةِ قد دنا

 

والوقتُ يا ((ليلى)) ثمينْ

 

هيَّا بِنا فلرَّبما

 

شفَّ ((الخطيبَ)) لها الحَنينْ

 

(يضحكان)

 

(يدخل مسك)

مسك (هازئاً):

مجنونُ ((سُليمى)) بالبابِ!!

   

سليمى (لولاّدة):

   

مولاتي! المَخْدعَ مولاتِي

 

(تذهب ولاّدة وليلى)

(إلى مسك):

أَدْخِلْهُ وهَيىءْ خمرتَه

 

ولْتَكُن السَّاقيَ بالذاتِ

مسك:

اللَّيلةَ نسقيه خمراً

   

سليمى:

   

واللَّيلةَ نَقْتُلُه سُكْرا

 

مسك (وهو ذاهب لفتح الباب)

 

لنْ يرجعَ بعدُ إلى داري

 

والسرُّ سنَحْفَظه سِرًّا

 

(ترتب سليمى الغرفة استعداداً لمجيء الضيف وتتطلع الفينة بعد الفينة إلى المخدع)

 
طباعة

تعليق

 القراءات :694  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 80 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج