شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(المشهد الثاني والثلاثون)
 

(ويبتاعون ملابس جديدة ويصلحون من هندامهم، ويذهبون إلى أحد الملاهي ويجلسون إلى مائدة في ركن قصي منه وأمامهم ما لذ وطاب من أكل وشراب. ويقول الأول ويتبعه الجميع):

الأول:

لننشد لحن ((هارون))...

   
 

(يفرغون أقداحهم ويملأونها ثانية فيقول ((هارون))):

هارون:

لننشد

 

على ذكر الهوى...

 

(يرفعون عقيرتهم ويصرخ ثانيهم وقد رأى سرباً من الحسان):

الثاني:

   

الله أكبر

 

جمال ما رأيت له مثيلا...

   
 

(ويشير إلى إحداهن، ويشير ثالثهم إلى ثانية قائلاً):

الثالث:

وقدٌ

   
 

(يشير رابعهم إلى أخرى قائلاً):

الرابع:

   

إن تَثنَّتْ كاد يُكسر

 

(ويتلمظ شفتيه بشكل يجلب أنظار الفتيات فيتضاحكن ويتغامزن وقد وجدن صيداً سميناً، يدعوهن ((هارون)) فيقبلن، ويأخذ كلٌّ فتاته، ثم يستدعي ((هارون)) الجرسون ويسرّ إليه فيذهب ويعود بصحاف جديدة مليئة بأشهى الطعام والشراب، ثم يلتفت إلى رفاقه وقد رنحته النشوة فيقول):

 

ضلَّ في مهمهِ الحياة مسيري

 

منعماً ممعناً عظيماً مرامي

 

متلفاً في مراتع اللهو عمري

 

لذةُ العيش مطلبي واهتمامي

 

(ثم يخاطب فتاته وقد أحاطها بذراعه):

 

ظلِّليني بوارفٍ من غرامي

 

أسعديني بلمسة من هيامي

 

ألصقي صدرك الحنون بصدري

 

تطفىء لوعة به من ضرامى

 

زمّليني بشعرك الأشقر النامي

 

وبالعطف هدهدي لي منامي

 

في ظلالٍ من الرؤى مرحاتٍ

 

في نعيم من الهوى والغرامِ

 

إنّما العمر غفوة يا حياتي

 

بين ورد اللمى ونيل المرامِ

 

(ينظر إليها طويلاً ويقبل كل من رفاقه على من بجواره ويقول أولهم مفاخراً):

الأول:

ضل في حمأة الحياة شبابي

 

واستطابت سرى الضلال ركابي

 

ولبستُ المجون برداً قشيباً

 

وركبت الصعاب فوق الصعابِ

 

من خدود الملاح كانت ورودي

 

من رضاب الشفاه كان شرابي

 

(ويتبجّح ثانيهم فيقول):

الثاني:

والليالي وما أحيلاك فيها

 

إذ تميسين في الحلى والثيابِ

 

وعلينا من السرور طيوفٌ

 

لعبت فيه بالنهي واللبابِ

 

(أمّا ثالثهم - وكان أكبرهم سناً - فيقول متحسراً):

الثالث:

مر في خاطر الزمان وأمسى

 

حلماً في دوائر الأحقابِ

 

ومضت نزوة الشباب سراعاً

 

وانطوت صفحة الهوى من كتابي

 

فإذا العمر حلم ليلة أنسٍ

 

في فراشٍ من الأماني العذابِ

 

(ويفرط ((هارون)) في خياله فيتذكر ابنة عمه فتهتاجه الذكرى ويلتفت إلى فتاته قائلاً):

هارون:

غَنِّ، ما شئت فقد جن الدجى

 

والغنا يحلو إذا الليل سجى

 

(وتغني الفتاة المقطوعة الآتية والموسيقى مصاحبة):

الغناء:

رق ليلي وراق ليل غرامي

 

((ودعاني إلى الهوى ما دعاني))

 

فاستجابت إليه نفسي وروحي

 

وانتشت منه صادياتُ الأماني

 

قهقه الدهر من ضلال مسيري

 

وانطلاقي وراء سرب الغواني

 

حائرَ الطرف أستعير دليلي

 

من غرامي ومن سناء جناني

 

يا سهارى النجوم أين حبيبي؟

 

أين عودي وأين دف قياني؟

 

ربَّ ليلٍ وصلته بصباح

 

ونهارٍ قطعته أضناني

 

أنا يا ليل ناي حزن عميق

 

رنَّ إيقاعه بكل مكانِ

 

أيها اللابس السوادَ دواماً

 

أنا و((ياك)) يا أخي صنوانِ

 

قد وأدنا غرامنا وهو طفلٌ

 

يا لَعظمِ المصاب والخسرانِ

 
طباعة

تعليق

 القراءات :543  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 39 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه - الجزء الثاني

[تفاصيل أخرى عن حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 2009]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج