شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(المشهد الخامس)
 

(يفيق خادم ((خطّار)) بعد منتصف الليل من ضربته، ويذهب مترنحاً وآثار الألم بادية عليه إلى غرفة ((لِيلِي)) فيطرق الباب، فتصحو مرعوبة وتُشعلُ نور غرفتها، وتضع على كتفها الروب ثم تقول):

لِيلِي:

من أنت؟

   

الخادم:

((يوسف))

   

لِيلِي:

ما تبغي؟

   

الخادم:

أبوكِ...

   

لِيلِي:

أبي

 

ما بالُهُ؟

الخادم:

   

خطفاهُ: اثنانِ..

لِيلِي:

   

كيف جرى؟

 

(وتفتح الباب فترى ((يوسف)) في منظر يقشعر له البدن فتضع يدها على عينها بينما هو يقول):

الخادم:

شدَا يديه وكمَّا فاه واتخذا

 

من الظلام ستارا

لِيلِي:

   

بئسما استترا

 

(ثم تردف في لهفة وقد أدركت خطورة الموقف):

 

ووالدي بعد ذا..؟

   

الخادم:

جرّاهُ وانطلقا... صرخت كان جزائي ضربةً وثرَى

 

فرحت في غيبة من وقعها وجرت على الثياب دمائي، انظري الأثرا

 

(تغمض ((لِيلِي)) عينيها من رؤية الدم، ثم تسرع إلى الهاتف وتطلب قسم البوليس):

لِيلِي:

هلو: يا مخفر الشرطه

 

أبي ((خطّار)) قد خطفوه

 

جناة أحكموا الخطه

 

أخاف اللَّيلَ أن يقتلوه

 

تلفنوا للحدود

   
 

وانشروا الجنود

 

عساهم، ربَّما أن يدركوه

 

(وتتوقف وكان البوليس يجيبها ثم تقول):

 

سترسلون.... ستذهبون

 

شكري عظيمْ

 

(ثم تضع السماعة وتقول):

     

خطبي جسيمْ

 

(وتمشي في الصالة جيئة وذهاباً وهي في حالة حزن شديد. تصدح الموسيقى أنغاماً حزينة، ثم لا تلبث ((لِيلِي)) أن تغني والموسيقى مصاحبة):

الغناء:

أبي خلفتني وحدي وما لي

 

أخ يحنو ويدفع ما بُلينا

 

ذهبت ولست أدري يا لبؤسي

 

أترجع أم ترى تبقى رهينا

 

يعذّب جسمك الواهي قساة

 

أبت أكبادهم أن تستلينا

 

تفكّر فيَّ يا أبتاه دوماً

 

وقلبُكَ ما ذكرت بكى حنينا

 

أتطلقَ من إسارك، لست أدري

 

وترجع يا أبي يوماً، إلينا

 

(يدخل رجال البوليس فتهرع إليهم قائلة):

((لِيلِي)):

أبي... خطفوه

   

ضابط البوليس:

كيف جرى؟ أبيني؟

   
 

(تلتفت ((لِيلِي)) إلى الخادم مستنجدة به فيقول):

الخادم:

   

رأيت ملثمين يكبلانهْ

 

صرخت.. هوى مسدسهم برأسي

 

فغبت عن الوجود بعنفوانهْ

 

(يدوّن كاتب البوليس ذلك، ثم يذهبون جميعاً إلى مكان الحادث ويفتش الضابط ومن معه على الأثر ثم يودّع ((لِيلِي)) قائلاً):

الضابط:

سنبذلُ جهدنا

   

لِيلِي:

ربّي أعنهم

 

وطمّني على أبتي وشأنهْ

 

(يذهبون. وتعود ((لِيلِي)) إلى مخدعها وهي تبكي، وتظل ساهدة على هذه الحال إلى مطلع الشمس فتهبّ إلى الهاتف وتطلب قسم البوليس):

لِيلِي:

هلو: هل جدَّ عن أبتي جديدٌ؟

 

أوفِّقتم؟…

الضابط:

   

مع الأسفِ الشديدِ

 

(ترمي السمّاعة، وترمي بجسدها على المقعد وتبكي بكاء مراً، يدخل ((فؤاد)) ابن عمها فتهتف إذ تبصره):

لِيلِي:

((فؤاد)) إليَّ...

   
 

(يسرع إليها قائلاً بلهفة):

فؤاد:

((لِيلِي)) خبّريني

 

أما عثرتْ مخافر في الحدودِ

 

على عمّي ومن خطفوه قولي

 

أمنْ خبرٍ؟ أمن نبأٍ جديدِ

 

(وتجيبه ((لِيلِي)) والألم يحز صدرها ونفسها):

لِيلِي:

تعامتْ عنهم الأخبارُ

   

فؤاد:

((لِيلِي)).. أراك يئستِ..

   

لِيلِي:

   

من وعد بعيدِ

فؤاد:

سأذهبُ باحثاً، ربّي أعنّي

 

ووفّقني إلى رأيٍ سديدِ

 

(يذهب تاركاً ((لِيلِي)) في يأس مرير وعبرة مخنوقة من شدة الحزن، يدخل ((محمد)) خادم أبيها ومربّيها الذي ينظر إليها كابنته وتعتبره هي بمثابة والدها فتقول له):

لِيلِي:

((محمد)) ضاقتِ الدُّنيا بوجهي

 

وأدمى الحزن تفكيري وحسّي

 

تُقلّبني الهموم على أكفٍّ

 

فمن يأسٍ يهدهدنِي لِيأسِ

 

(ويحاول ((محمد)) تهوين الأمر عليها فيقول):

محمد:

فديتك هوّني فالصَّبر أولى

 

لقد نفدَ التصبُّر يا لَبؤسِي

لِيلِي:

أكاد أجَنُّ...

   

محمد:

مولاتي أنَاةً

 

فإنَّ الله يفرج كلَّ يأسِ

 
طباعة

تعليق

 القراءات :733  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 12 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الغربال، قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه

[قراءة في حياة وآثار الأديب السعودي الراحل محمد سعيد عبد المقصود خوجه: 1999]

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج