شارع عبد المقصود خوجة
جدة - الروضة

00966-12-6982222 - تحويلة 250
00966-12-6984444 - فاكس
                  البحث   

مكتبة الاثنينية

 
(المشهد الأول)
 

(منظر من شمال الجزيرة العربية، وناطق يدل على كل ذلك، وأخيراً تبدو مضارب عشيرة من البدو حيث نشاهد اجتماعاً في مضرب شيخ العشيرة ((عامر))، وقد تصدر المكان وبيده خيزران يعينه على تأدية كلامه ((وعامر)) شيخ عربي تخطى الخمسين من العمر، صبوح الوجه مشرقه، نرى الدخان صاعداً إلى عنان السماء، وصوت ((مهباج)) (1) القهوة الموسيقي يشق أسماع الحاضرين، أما المجتمعون، فقد انتظموا لتهنئة شيخهم بفوزه بنيابة مجلس العشائر (2) .

أحد المجتمعين:

هنيئاً شيخنا لك بالنيابه

   

ثان:

   

هنيئاً للعشيره.......

ثالث:

   

لا غرابه

 

فعامر سيد من خير فرع

 

إليه دائماً تسعى النيابه

عامر:

بكم قد فزت يا أهلي وقومي

 

فأحكمت الرماية والإصابه

 

فأنتم عدّتي في كل بأس

 

وأنتم أنتمُ نعمَ الصحابه

 

(وبينما كان المجتمعون يتحدثون، تقترب سيارة، وينزل منها ثلاثة أشخاص بمن فيهم السائق، فيتلقاهم ((عامر)) بالبشر والترحاب قائلاً):

 

أهلاً بكم يا مرحبا

 

أهلاً لنا وأقربا

 

(يدخلون المضرب، ويلتفت ((عامر)) إلى أحد أتباعه قائلاَ):

 

اصنع القهوة ((سعد))

   
 

(وإلى تابع آخر):

     

وانحر الخرفان ((ورد))

أحد الضيوف:

حييت يا شيخ العرب

   

الضيف الثاني:

   

الشكر منا قد وجب

عامر:

لا شكر يا ضيفي على

 

ما قمت من خلق العرب

أحد الضيوف:

أكرم بذيّاك النسب

   

الضيف الثاني:

   

لقياك أنسانا التعب

 

(تدار القهوة على الضيوف)

(يحب ((عامر)) أن يعرف من أي البلاد العربية ضيوفه فيقول):

عامر:

ممَّنِ القوم محتداً ومقاما

 

من رُبى الشّام؟

أحد الضيوف:

   

من ذُرى ((لبنان))

الضيف الثاني:

منبت الأرز أرضنا

   

عامر:

نعمَ أرضٌ

 

كرمت منبتاً وعزَّت مغاني

 

نحن يا قوم أمّة وحّدتنا

 

لغة الضّاد والدّما والأماني

 

(يتطلع ((عامر)) إلى الأفق فيرى غباراً كثيفاً يحجبه فيقول):

 

أرى غباراً تسد الأفق ثورته

 

وظلَّ سيارة تعدو وتقتحمُ

 

كالريح جاريةً والسحب ساريةً

 

لا الخيل تدركها - كلا - ولا النَّعَمُ

 

(يتطلع الحاضرون إلى جهة الغبار ويقول أحدهم):

أحد الأتباع:

لعل فيها ((أبا النعمان)) (3)

   

تابع ثان:

يا فرحي

   
     

لقيا بها الشمل يا مولاي ينتظم

 

(تصل السيارة إلى المضارب وفيها ((خالد)) ((ابن عامر)) وهو شاب وسيم الخلقة، مشرق المحيا، يرتدي الملابس الافرنجية. كان ((خالد)) يدرس الحقوق في الجامعة المصرية وكان في السنة الأخيرة من الدراسة، وقد قدم في عطلة الربيع لزيارة والديه، وكان ((خالد)) محبوباً من والديه وأفراد عشيرته لما انطبع عليه من الرجولة وحب الخير ومساعدة الضعيف والمنكوب، ينزل ((خالد)) فيستقبله أفراد ((العشيرة)) وعلى رأسهم ((والده))).

عامر:

بنيَّ ((خالد)) أهلاً:

   

خالد:

عشت يا أبتي

 

ذخراً لنا وملاذاً فيه نعتصم

 

(يدخلون إلى المضرب ويصافح ((خالد)) أفراد العشيرة والضيوف ويجلس في الجهة المقابلة لأبيه. تدار القهوة العربية، يلتفت أحد الضيوف إلى ((عامر)) قائلاً):

أحد الضيوف:

بشراك يا سيد الصحرا بمقدمه

 

فقد تنورت البيدا بطلعتهِ

 

وهلَّل القوم بشراً وانتشوا طرباً

 

وباكر الغيث منهلاً لعودتهِ

عامر:

قدومكم كله خير ومنطقكم

 

سعد أطلّ علينا بعد غيبتهِ

 

(يلتفت الضيف الثاني إلى ((عامر)) مخاطباً):

الضيف الثاني:

أتسمح بالذهاب لنا فإنّا

 

تأخّرنا وقد حان الغروبُ

 

ونحن طريقنا رمل ووعر

 

وبيد للمسافر لا تطيبُ

عامر:

يميناً تمرحون الليل عندي

 

وإنّ الصبح يا ضيفي قريبُ

 

نقيم الليل حفلاً يعربياً

 

يغنّي فيه شبّان وشيبُ

 

على نغم الرَّباب ولحن شادٍ

 

وسمّار لهم صوت رطيبُ

 

ومزمارٍ يغرّد والبوادي

 

تصفقُ والرّمال لها وجيبُ

 

ونايٍ يغمر القيعان أنساً

 

وللقينات ترديد حبيبُ

 

(يتطلع الضيوف إلى بعضهم فلا يجدون جواباً غير الإذعان لأمر ((عامر)))

 
طباعة

تعليق

 القراءات :892  التعليقات :0
 

الصفحة الأولى الصفحة السابقة
صفحة 8 من 150
الصفحة التالية الصفحة الأخيرة

من اصدارات الاثنينية

الاستبيان


هل تؤيد إضافة التسجيلات الصوتية والمرئية إلى الموقع

 
تسجيلات كاملة
مقتطفات لتسجيلات مختارة
لا أؤيد
 
النتائج